بيني والورق ألف حكاية (12)

بيني والورق ألف حكاية (12)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بيني والورق ألف حكاية (12)

أريج الذكرى تحملني لأتذكر لحضات الطفولة وأيامها

أستنشق هواء عمري الطفولي ولو حتى على الورق

هلا ستصدقون إذا قلت لكم بأنني تمنيت مرار لو توقف عمري عند لحضات طفولتي

فكل شيء كان غامضا حولي في تلك اللحضات

العالم ، البشر ، الحياة ، العمر وكل شيء

كانت تلك لحضات براءة روحي على الخليقة ، فلا أحمل إلا نقاء قلبي

أحب كثيرا مداعبات أخواني ، وضحكاتهم ، وهمساتهم

كلن يحاول أن يرسخ جذور حبه بقلبي

أحب ضحكات أبي وأبتسامته رغم عنائه من يوم مثقل بالهموم

أحب حضنه الدافء

أحبه رقته ، أحب روحه

وهناك أمي اللي كانت تسقيني من فيض حنانها

وتحتضن دمعاتي بحضنها لأشتم رائحة الحب

يشدني كثيرا قول البعض أن طفولتنا كانت كئيبة

فضرب الأباء لنا ، وتعنيفهم القاسي لنا كان سبب لتكوين العقد

أجزم أن كلامهم ماهو إلا هلوسات على الورق مع إحترامي للجميع طبعا

فلكل جيل رجال ، ولكل وقت أفكار معينة ، وسمة مختلفة

أنا على يقين أن آبائنا كانوا يبنون لكل منا شخصه بهذه الدنيا

يعرفون كل منا بالخطأ والصواب ولكن على طريقتهم

أقسم بأني لم أصل إلا ما أنا فيه دونهم

لولاهم لما أتصلت روحي بخالقي

لولاهم لما عرفت معني كلمة أدب في قاموس الحياة

لولاهم ما أحسست بدفء أمي

وما عرفت رحمة أبي التي ترسخت لدي من حنانه

وهل لي أن أكون انا لولاهم

كبرت وكبر حنانهم معي

أدركت حجم معاناة الآباء عندما لمحت معاناة أخواني

وتربيتهم لأبنائهم المثقلة بشقاء الحياة

لمحت تعبهم في تحمل مصاريف الحياة

فتبسمت لأتذكر أبي

فلم أسمع منه كلمة مصروف أو وريقات من مال

فأدركت أنه بنى من صدره جبل من الصبر

لن أسترتسل كثيرا في السرد

سأقدم لكم نصيحة

فلتحبوهم لأنهم أحبوكم بحق

ولتدركوا أن رضا الله من رضى الوالدين

دمتم بود

أخوكم / نواف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى