بيني والورق ألف حكاية (23)

بيني والورق ألف حكاية (23)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جئتكم اليوم بحكاية من بنات أقكاري ، كتبتها عندما راق لك ضي القمر بليلة ظلماء ،

فأفتحوا لي أروقة قلوبكم وأبحروا معي إلى حيث سكنت روحي ، ولنبدأ من هنا ، فهلا

أغمضتم أعينكم قليلا ، حسنا سنبحر الآن مع هذه القصة

يحكى ياسادة ياكرام بأن الحروف أجتمعت ذات مساء نرجسي ، كان ذلك بعد أن أختلفت

بأجملها على الورق ، ثم أنها سيدت السطور لتحكم بينها ، فحكى السطر حكاية حرف نطقه

كلمة حيرت العشاق ، وألهمت الشعراء بعذبات الكلام ، فساد الصمت ضوضاء المساء ،

وبدأت الحروف بالنطق ، إلى أن حكى العين وقال نطقه ، حينها فقط إرتعشت السطور ،

وجفت المحابر ، وتاه القلم في سماء العشق ، وبزغت من بعيد أشعار العيون ، وكأن أرى

جريرا يطلق شعره ، كشمس أشرقت لتمحي ظلام الصمت ، أو كوردة ناضرة تزكي الأنوف

بعطرها ، أو كأنغماس الروح بالروح لحضات الجنون ، عفوا كنت أقصد عشق المحبين

المجنون ، في العيون ملايين البحور التائهة وأجملها ، حيرة وجمال وعشق وجنون ، رب

رمش سلب اللب من ناظره ، ورب نظرة ألجمت ناظرها عن النطق .

تلك ياسادة أقصوصة رمش جميل ، وعيون خجلى تسحب رموشها ببطأ ، أتيتكم بها يوم

تملكني الشوق ، يوم سمعت فوضى الحروف ، وصراع الجمال بين السطور ، فأحببت أن

أكون من بعيد شاهدا لتمتة النطق بينها ، حينها جاد قلمي بأحرف خطت بماء العيون

دمتم رائعين

أخوك / نواف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى