【لأنك إيجابي 】 عالي الهمّة يتبوأ القمّة

نُكافح ونُكافح ، ونُطلق العنان لأمنياتنا ونودِعُ  أحلامنا على كتفِ  حمامة ،  وبإشراقة كل صباح  نزفر الإنجاز ونشهق الحماسة ، ونظل نتسابق مع الأيام  والساعات والدقائق والثواني ، كل ذلك ؛ لنجهز أنفسنا لمستقبل يضجُّ بالأمجاد ونثبَّت التاريخ بالأوتاد ، وفي خضم مسيرة الكفاح ولأوائها التي يشقها أصحاب الهمم العالية والنفوس السامية ، نتهاوى ، فنسقط !
 نُصاب بالفتور ونئن مللاً ويتمكن منّا الخَوْر .
نُطرق رؤوسنا هنيهة ، ، نفقد زمام نفوسنا ، ونشعر بأنّنا نتصبب بعرق العناء وأرض  تحقيق الأهداف والرفعة طويلة كأداء ، ننظر للخلف فنرى أنّا أقرب للبداية وكأنّ ريح الحياة تنفخ فينا بفيها كلما هممنا بالتقدم ، تطوقنا سلاسل العجز ، وتكبلنا أغلال الإحباط ، فلا ندري أهناك جدوى من إتمام المسير ، أو أنّ النّفس بعدِّه  قصير ..
أكاد أجزم بأنَّ الكثير منّا قد سقط في مثل هذه الدوامّة لكن لا بأس فسقوطه فيها لا يعني انحطاط همته أو استحالته لصفر على يسار على الحياة ، كلا !
فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنها يروي عن رسولنا الكريم قدوتنا العظيم أنه يقول ” إنّ لكل عملٍ شرِّة ، ولكل شرِّة فِترة “
الشرة : النشاط والقوة ، فترة : ضعف وفتور
فالمسلم في بداية طاعته التي عاهد نفسه وربه بها في نشاط وحماسة ثم إذا اعتادها وألفها كلّت نفسه  وأصابها الفتور ، لكن الذي يبغي وجه الحق تعالى. ،  عظيم المطلب والغاية ، فإن همته ستحمله على إرضاء محبوبه – الله – والسعي الحثيث لإتمام مهتمه في هذه الارض وتحقيق رسالته ..
فهذا أحبتي في إداء العبادة  وهذه نفس الإنسان وقدر الله المُحكم فيها.
فدواؤنا في ذلك : آن نأخذ قسطًا من الراحة فنتوكل على مقلب القلوب ونسأله ثباتها ، نشحذ هممنا ونتزود بما يعيننا على مشاق طريقنا ، ولنتصور ذلك المستقبل المشرق والباهر الذي سنصنعه لأمتنا ومجتمعاتنا ، ونؤمن أن
الذي يختلج صدورنا حلمًا وأمنية لا تفصلنا عنه إلاّ صفحات السماء ، ودعوة تطوى وترسل للقادر القدير في دياجٍ ظلماء .
يقول ابن مرداس ” ولي نفسٌ تتوق إلى المعالي … ستتلفُ أو أبلغها مناها “
همسة :
 طالما كنتَ عاليًا بالهمة فمقعدك قد حُجز بالقمة ، إن سقط فأسأل الله يد العون ولا تنتظرها من غيره ، ولا تستمع لمن يتمنى قعودك وسرقة مكانك ، فيصيبك الفقر والإفلاس فثمن الأحلام باهظٌ لا يعوَّض.
بقلم  : أصالة كنبيجه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى