وداعاً
وداعاً
فجــأة
و بدون مقدمـات
عصفني البحر بأمواجه الغاضبة
وحوّل ضحكاتي إلى ونات شاحبة
أصبحــت جمــاد
كالجثــة الهــامدة
كقطعـه قماش باليــة
***
أختفت ملامح طفولتي
انتشر وشم القلق على يداي
و الثلج كسا ولوّن شفتاي
قررت أنأغادر مدني
و عواصمي
و لحظة مولدي
و لحظة مقبرتي
……..
تركت ُ المكان ببطء
آملة أن أستولف مع البعد
عمن هواهم قلبي
من أصبحوا أخوتي
من أسميهم بأفراد أسرتي
عائلة الـزين
لا أدري ما حصل
ولا أعرف بداية الانهيار الشعوائي
الوحشة قد سرقتني من أحضانكم
قيدتني في محيط الظلام
لم أقوى على الرحيل
لم أقوى
عقدتُ العزم
فلبست ملابسي البدوية الزرقاء
ووضعت الكحل في عيناي
و نثرت الورد في دربي
أعلنت الرحيل
قلبي تمزق تمزيقاً
أردتُ ان أستجمع أشلاءه
و لكن…كان الأوان قد فات
ابكى قلبي عيناي
بكيت بحرقة
بحرقة الليمون الحامض
آآه كم كان بكائي يؤلمني
أنـا..عصية الدمع!
بكيت…بكيت لفراقكم
و سال الكحل في نهرين
كدجلة و الفرات
لولا انه لم يتقاطع مع نفسه أبداا
سال الكحل..كالسكين في وجهي
كالشووك
كـــ
ككل شيء
وكـ لاشيء
بحثت عن مناديل ورقية
لأمسح دموعي
لم اجد حولي أي منديل
نزلت الطابق السفلي للمنزل
كم هالني و أفزعني صوت القطط
كانت تموء
كالأطفال
مرعبة …جدا مرعبة
جريت لأخذ المناديل و جريت بسرع هلأعلى نحو غرفة جهاز الحاسوب
حيث أنا الان أكتب لكم
جريت
و اخذتُ أكتب و أكتب
خشية أن أمــوت في دقيقتي هذه
ولا أكتب لكم
مــا أريد قوله
لـن انساكم
ابداا
ابداا
أبداا
سأتذكركم عند كل جهاز أقابله
عند كل بقعة أرض
بها أحد من أفراد بلادكم
خليجي
مغربي
تونسي
مصري
أيا كان
…..
سأتذكركم
و واثقة أنا كم سأتألم ايضا لرؤياهم
لن انساكم
فلا تنسوني
*
جنيـه مملـوحـه
*