موضوع إنشاء عن العلم

العلم

العلم هو السرّ العظيم الذي يُمسك بيد الأمم والشعوب ليخرجها من جهلها وظلامها إلى حيث نور المعرفة، فهو الأيقونة الخالدة التي تُزين جبين الزمن، والتاج الذي يوضع فوق رؤوس أصحابه ليُكسبهم الهيبة العظيمة، فلولاه لما تطورت الحياة ولما سارت عجلة الإنجازات، فهو صاحب الفضل الكبير في كل ما وصل إليه العالم من إنجازاتٍ فذة في جميع الأصعدة والمجالات، فبسببه تطور الاقتصاد والطب وتطورت الزراعة والصناعة وتعددت وسائل الاتصال والمواصلات وأصبح العالم قريةً صغيرةً، وأصبحت المسافات قريبةً جداً بفضله.

مهما تحدثنا عن قيمة العلم وأثره الكبير في الحياة والناس، فلن نستطيع أن نُحصي ولو جزءًا بسيطاً مما قدمه لنا من إنجازات، ففي الوقت الذي كانت فيه الحياة بدائيةً خالية من جميع أشكال التقدم، وفي الوقت الذي كان الناس يموتون بسبب الجهل بطريقة العلاج، جاء العلم مثل البلسم الشافي كي يُسهل دروب الحياة أمام جميع الناس وحتى أمام الحيوانات والطيور والنباتات، فبفضله تم اكتشاف اللقاحات والأدوية وتم بناء العمارات الكبيرة واختراع الآلات التي جمّلت وجه المعيشة وحسنت ظروفها وجعلتها أكثر سهولةً.

من الأدلة العظيمة على أهمية العلم، أن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بالتعلّم وطلب العلم، ووعد من يسلك درباً لالتماسه بالأجر العظيم، وقد جعل الله مكانة العلماء كبيرة، كما قال الرسول العظيم عنهم بأنهم ورثة الأنبياء، وحث الناس على الاجتهاد في طلبه وتخطي جميع العقبات، ولو كان هذا في آخر الدنيا، فالارتحال من أجل طلبه جهادٌ في سبيل الله.

مهما جمع الإنسان من مال فلن يُغنيه هذا عن التعلّم، لأن التعليم لم يكن في شيءٍ إلا زانه وزاده جمالاً وروعة، فالإنسان الجاهل يظلّ يشعر بالنقص إلى آخر عمره إن لم يدرس ويجتهد ويُحقق لنفسه مكانة عالية، وشتّان بين من يسعى في تحقيق ذاته وتعليمها وبين من يعتبر التعليم شيئاً من الكماليات.

طالما قال الشعراء قصائد كثيرة في تمجيد العلم والعلماء، ففي الوقت الحاضر أصبحت له صروحٌ عظيمة كالجامعات العريقة والمعاهد المتميزة التي جعلت من التعليم عملية مستمرة لا تتوقف إلا بموت الإنسان، لأنه بحرٌ واسعٌ جداً لا يقف عند حدٍ وإنما يظلّ مستمراً ومتدفقاً، ومهما ظنّ الإنسان أنه علم سيكتشف فيما بعد أنه جاهلٌ ولم يعرف الشيء الكثير، وفي وصفه يقول الشاعر:

فلله در العلم كيف ارتقت به         عقول أناس كن بالأمس بلّها
غذاها نمير العلم من فيض نوره    جلت عن محياها المتوج بالبها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى