علاج الناسور

النّاسور

النّاسور (بالإنجليزيّة: Fistula) هو وصلة غير طبيعيّة على شكل قناة تتكوّن بين عضوَين أو وعائَين دمويّين أو بين أحد تجاويف الجسم والجلد، ويبدأ تكوّن النّاسور أحياناً على شكل خُرّاج (بالإنجليزيّة: Abscess) أي جيب مليء بالقيح داخل الجسم، ويُعبَّأ بسوائل الجسم بشكل متواصل مثل البول والبراز، والتي بدورها تمنع عمليّة التئام الخرّاج، وفي النّهاية يشقّ الخرّاج طريقه إلى الجلد أو العضو أو التجويف الجسمي مُشكّلاً ما يُعرف بالنّاسور.[١][٢] تختلف الأعراض باختلاف موقع وحدّة النّاسور؛ فمن الممكن أن تتضمّن الأعراض الألم، والحرارة، والحكّة، والغثيان، والقيء، والإسهال، والشعور بالضّعف العام، بالإضافة إلى خروج القيح، أو إفرازات برائحة كريهة، وتسريب البول أو البراز، أو الغازات إلى المهبل.[٢][٣]
ومن الجدير بالذكر أنّ الناسور قد يكون عند البعض منذ الولادة، وقد ينتج عن أسباب أخرى مثل؛ مُضاعفات العمليّات الجراحيّة، والاتهابات والولادة، والولادة المُستعصية (بالإنجليزيّة: Obstructed Labor). وقد ينتج بسبب حالاتٍ مرضيةٍ مثل داء كرون (بالإنجليزيّة: Chrons Disease)، والتهاب القولون التّقرُّحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative Colitis)، بالإضافة إلى أنّ الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي مُعرّضون لخطر الإصابة بأنواع مُتعدّدة من النّاسور.[٣][٤] وهناك ما يُعرَف بالنّاسور الصناعيّ كالنّاسور المُصمّم بين شريان ووريد لينتج ما يُسمّى بالنّاسور الشريانيّ الوريدي (بالإنجليزيّة: Arteriovenous Fistula) لمن يلزمه غسيل الكلى(بالإنجليزيّة : Renal Dialysis).[١]

أنواع النّاسور

يُصنّف النّاسور إلى الأنواع الآتية حسب عدد الفتحات وربطه لأعضاء داخليّة أو خروجه من الجلد:[١][٥]

  • النّاسور المُقفل: (بالإنجليزيّة: blind fistula) يكون مفتوحاً من طرف واحد فقط ومُغلقاً من الطرف الآخر، ومن الممكن أن يتحوّل إلى ناسور تامّ إذا لم يتمّ علاجه.
  • النّاسور التامّ: (بالإنجليزيّة: complete fistula) لديه فُتحةٌ داخليّةٌ وفتحةٌ خارجية.
  • النّاسور النّاقص: (بالإنجليزيّة: incomplete fistula) قنوات في الجلد مفتوحة من الجهة الخارجيّة، ولكنّها مُغلقة من الدّاخل، ولا تربط مع أيّ بُنية داخليّة.
  • النّاسور الحِذَوي: (بالإنجليزيّة: horseshoe fistula) نوع مُعقّد يكون على شكل حرف U بالإنجليزيّة، ويصل بين فُتحتين خارجيّتين على جانبَي فتحة الشرج.
يُمكن أن يظهر النّاسور في أي جزء في الجسم، ولكنّه أكثر انتشاراً في الجهاز الهضمي، كما يُمكن أن يتكوّن بين وعائين دمويّين، وفي الجهاز البولي، والجهاز التّناسلي، والجهاز اللّمفي(بالإنجليزيّة: lymphatic systems)، ومن الأمثلة على النّواسير التي يُمكن أن تحدث في مُختلف أنحاء الجسم:[٣][٥]
  • النّاسور الشرجي المُستقيمي: (بالإنجليزيّة: Anorectal Fistula) والذي يربط بين القناة الشرجيّة والجلد المُحيط بفتحة الشرج، ومن الجدير بالذّكر أنّ النّاسور الشرجي يُصيب الرّجال بنسبة أكبر من النّساء.
  • النّاسور المعوي المعوي: (بالإنجليزيّة: Enteroenteral Fistula) ويربط بين جزأين من الأمعاء.
  • النّاسور المعوي الجلدي: (بالإنجليزيّة: Enterocutaneous) ويربط بين الأمعاء الدّقيقة والجلد.
  • النّاسور القولوني الجلدي: (بالإنجليزيّة: Colocutaneous) والذي يربط بين القولون والجلد.
  • النّاسور الرّغامي المريئي: (بالإنجليزيّة: Tracheoesophageal fistulas) ويربط بين الرّغامى (بالإنجليزيّة: Trachea) والمريء (بالإنجليزيّة: esophagus)، وغالباً ما يكون بسبب عيب خَلقي مُنذ الولادة بحيث يسمح بدخول الهواء للجهاز الهضمي ودخول الطّعام إلى الرّئتين.
  • النّاسور المثاني المهبلي: (بالإنجليزيّة: Vesicovaginal fistula) ويربط بين المهبل والمثانة، ويُسبّب تسريب البول من المهبل، بالإضافة إلى العدوى المتكرّرة في المثانة والمهبل.
  • النّاسور المِعوي المهبلي: (بالإنجليزيّة: enterovaginal fistula) ويربط بين المهبل والأمعاء الغليظة، ويؤدّي إلى تسريب البراز من المهبل.
  • النّاسور الإحليلي المهبلي: (بالإنجليزيّة: Urethrovaginal fistula) ويربط بين الإحليل والمهبل.
  • النّاسور الشريانيّ الوريدي: (بالإنجليزيّة: Arteriovenous fistulas) ويتكوّن بين الشريان المُحتوي على الدّم المُحمّل بالأكسجين لجميع أجزاء الجسم والوريد المُحمّل بالدّم العائد للرّئة، ممّا يُؤدّي إلى تغيّر ضغط الدم وتدفقه بشكلٍ غير طبيعيّ.

علاج النّاسور

يُقرّر الطّبيب المُختصّ الخُطّة العلاجيّة الأنسب للنّاسور بناءً على موقعه وحجمه وحالته،[٣] وتقسم العلاجات إلى قسمين رئيسيّين كما يلي:

العلاج غير الجراحي

ويتضمّن الخيارات الآتية:

  • القسطرة: (بالإنجليزيّة: catheterization) تُستخدم في حالة النّاسور الصّغير نسبياً لعلاج العدوى من خلال تصريف القيح الموجود في النّاسور كما هو الحال في النّاسور الشرجي أو المُستقيمي.[٣][٥]
  • العلاج بالأدوية: تُستخدم المُضادّات الحيويّة لعلاج العدوى المُترافقة مع النّاسور، كما يُمكن استخدام دواء إنفليكسيماب (بالإنجليزيّة: Infliximab) للتّقليل من الالتهابات، والمُساعدة على التئام النّاسور المُستقيمي المهبلي (بالإنجليزيّة: Rectovaginal fistula) عند النّساء المُصابات بداء كرون.[٣][٦]
  • الغذاء المعوي: (بالإنجليزيّة: Enteral diet) وهو الغذاء السّائل المُحتوي على العناصر الغذائيّة المُهمّة الذي يتمّ تناوله بالفم أو يُعطى من خلال أنبوب التّغذية، ويُعطى بدلاً عن الأغذية الصلبة؛ وذلك للتّقليل من كميّة البراز الخارج من فتحة الشرج، وبالتّالي للمساعدة على التئام النّاسور وإغلاقه. يُمكن استخدام هذا العلاج في حالة النّاسور المهبلي المعوي، والنّاسور الجلدي المعوي، والنّاسور المثاني المعوي (بالإنجليزيّة: Enterovesicular fistulas).[٢]
  • لاصق فايبرين: (بالإنجليزيّة: Fibrin glue) هو مادّة طبيّة لاصقة تُحقن داخل النّاسور لتغلق القناة بشكل مُحكم، ثمّ تتمّ خياطة فتحة النّاسور، وتُعتبر طريقة سهلةً وآمنةً وغير مُؤلمة، ولكنّ نتائجها ضعيفةٌ على المدى البعيد.[٣][٧]
  • العلاج بالليزر: (بالإنجليزيّة: Laser therapy) يُستخدم الليزر للتخلّص من النّاسور الشّرياني الوريدي الخَلقي (بالإنجليزيّة: Congenital arteriovenous fistulas) بسهولة نسبيّة إذا كان صغير الحجم.[١]
  • الضّغط المُوجّه بالموجات فوق الصّوتيّة: (بالإنجليزيّة: Ultrasound-guided compression) يُستخدم في حالة النّاسور الشرياني الوريدي الموجود في منطقة السّاق إذا كان ظاهراً على جهاز الموجات فوق الصوتيّة؛ حيث يُعتمَد على الموجات الفوق صوتيّة في الضّغط على النّاسور، وإغلاق التّدفّق الدّموي للأوعية الدّمويّة التّالفة.[٨]
  • السّدّادة: (بالإنجليزيّة: Plug) غالباً تكون هذه السّدادة مُكوّنة من النّسيج الغشائي الكولاجيني وتقوم بملء النّاسور.[٣]

العلاج الجراحي

يتمّ علاج النّاسور جراحيّاً إمّا من خلال شقّ جدار البطن، وإما من خلال عمل شقٍّ صغيرٍ واستخدام آلة تصوير وأدوات صغيرة الحجم للتّعامل مع النّاسور وذلك باستخدام تقنية جراحة المنظار (بالإنجليزيّة: Laparoscopic surgery).[٣]
أسلوب العلاج الجراحي يتضمّن الخطوات الآتية:[٦][٩]

مقالات ذات صلة
  • الفحص الدّقيق لتحديد مسار النّاسور عبر الأنسجة: وذلك باستخدام الصّبغات المُظلّلة (بالإنجليزيّة: Contrast dyes) الخاصّة والتّصوير.
  • تفريغ وتصريف القيح المُتجمّع في النّاسور: والتّأكد من سلامة الأنسجة المُحيطة بالنّاسور، وخُلُوّها من العدوى أو الالتهاب.
  • الإزالة الجراحيّة للنّاسور: والتي يُطلق عليها جراحة بضع النّاسور (بالإنجليزيّة: Fistulotomy) والمُستخدمة في 85-95% من الحالات، حيث يتمّ عمل شقّ على كامل طول النّاسور، ومن ثم تفريغه من المُحتويات، وتمهيده وإبقاؤه في موقعه الجديد إلى حين التئامه وتعافيه.
تتضمّن العمليّة الجراحيّة الخيارات الآتية لإتمامها:[٧][٩]
  • غُرزة سيتون الجراحيّة: (بالإنجليزيّة: Seton stitch) وتنتج هذه الغُرزة بتمرير خيط خلال النّاسور لعمل عُقدة تربطها بالخارج تاركة طريقاً للتّصريف والتّفريغ.
  • إجراء سديلة باطن المستقيم: (بالإنجليزيّة: Endorectal flap) وتُستخدم في حالة النّاسور المُستقيمي كبديلةٍ لغرزة سيتون، وتتضمّن سحب أنسجة سليمة فوق الجزء الدّاخلي للنّاسور لمنع البراز والمواد الأخرى من التسبّب في العدوى للقناة من جديد.
  • لاصق فايبرين: الذي تمّ ذكره سابقاً ضمن العلاجات غير الجراحيّة، أو السّدادة المصنوعة من المواد البيولوجيّة(بالإنجليزيّة: Bioprosthetic plug)، وتكون مخروطيّة الشكل مصنوعة من أنسجة جسم الإنسان، وتُستخدم لإغلاق الفتحة الدّاخليّة للنّاسور ويتمّ تثبيتها بغُرَز، ومن الجدير بالذّكر أنّها لا تقوم بإغلاقٍ مُحكمٍ للنّاسور ليتمكّن من عمليّة التّصريف، ومن ثمّ تنمو أنسجة جديدة حول السدّادة ليلتئم النّاسور ويُعالج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى