لا….. لا أريد عيدا
لا….. لا أريد عيدا
هل في الغربة متسع للفرح ؟؟
هل هنالك فرح يقتنع بالمجئ إليّ ؟؟
هل هنالك عيد قادم ؟؟
من قال أنني سوف أنتظره .. لا لن أنتظر .. فأنا أكره الانتظار ..
سأصنع لنفسي عيدا … نعم..
إن العيد والفرح لا يأتيان من بعيد ، إنهما معنا دوما ..لكننا نحن
نهرب منهما أحيانا .أو لنقل نميتهما أحيانا …بل كثيرا
اليوم … لا أريدهما ….فقط أريد عيدا ..
كيف طعمه ؟.. كيف لونه ؟.. كيف هي رائحته ؟ …لا يهم …المهم أنه
عيد..
لن أرغم الفرح على البقاء .. من قال أن الغربة تحتاج إلى فرح ؟؟…
الغربة تحتاج إلى أنيس .. مهما كانت ملامحه ،
ومهما كان دمه …ثقيلا كان أم خفيفا .. المهم أنه موجود..
العيد هناك .. صدى ذكريات .. بقايا آمال … أعين …
أمكنة …وأفواه للصمت ..
لذلك .. كثيرا ما أتراجع عن أماني … آخرها أنني لا أريد ذلك
العيد..
كنت أرجوه أنيسا ، وهو كذلك .. بكل ما يحمله من حقائب … لكنه في
الآونة الأخيرة بات شبحا … بات فوهة تودي بي
إلى أودية سحيقة لمزيد من الحزن .. ومزيد من الآه … بل ومزيد من
الغربة .
اليوم … حمل إليّ وجه جدتي ….. أسمعني صوتها … أراني
ضحكتها …بل إنه رمى كل أمتعتها بباب وجهي … وذهب !!!…نعم
ذهب !!
يال جبروته …ويال تسلطه…ويال ضعفي وحزني هذا العيد…
مع أنني في الغربة أعاني من بطء ، ورتابة ، وملل ذلك الزمن….وأتت
تلك الذكريات … فسرعته …لكنني هذا العام لا أريد عيدا.!!
فهذا العام كان العيد ….عيدا للألم ….عيدا للحزن…عيدا يتبادل
الناس فيه بدلا من ( كل عام وأنت بخير)(عظم الله أجركم )
رأيت الجميع حولي _ إن وجدوا _ يقهقهون بها .. يلوكونها ..تلفظها
الأنفاس والعيون قبل الألسن..
كم غدوت كئيبا أيها العيد بدون وجه جدتي ..
أيها العيد …لماذا تعود إلى هناك ؟…. أو لماذا عدت أنا إليك
هنا؟ .. هل لنواسي بعضنا على فراق جدتي ؟!
لأول مرة أشعر بأن الغربة جميلة … لأن الحزن هناك وحيد .. والوحيد
مهما كان قويا لابد أن تخور قواه..
ولذلك ولأول مرة أيضا أقول لكم وبكل صدق .. : لا أريد أعيادكم…كما
أنها لا تريدني …لأن أعيادكم مزحومة بالفرح
ولا يوجد بها موطئ قدم للحزن..
آآآآه …. بودي أن تكون هنالك أعيادا للحزن .. أعيادا للذكرى ..
بالله عليكم …….هل العيد وجد لمساحات الفرح ، أم لمواساة الحزن ؟؟؟!!