بيني والورق ألف حكاية (22)
بيني والورق ألف حكاية (22)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيني و الورق ألف حكاية (22)
مساء ترجسي يفوح بعطره أركان هذا الصرح
تأخرت كثيرا هذه المرة
ولكنها مرحلة إنتقالية بين مرحلتين
أعيد حسابات الحروف النازفة
وأقوم إعوجاج حروفي المخطئة في البوح
أغض الطرف عن مرحلة سوداء مظلمة بحياتي
كتبت عنها بيأس وتخبط في دروب الحياة
فبات اليأس هو نديم حكاياتي السابقة
صحيح أن الامل ينير بعض الدروب
ولكن اليأس نحن من نخلقه بالنفس
لإعتقادنا يقينا توقف الحياة عند لحضات الألم
ثم لما نرسم منه أكبر الآلام الجارحة
هل سيتوقف العمر عند تلك اللحضة فقط
هل ستموت ورود الأمل من ثغر الأيام القادمات
أم سيخيم الظلام في مهجة الحياة لحضتها
صحيح أن العلقم مر تكاد النفس تتقيأ مرارته
ولكن الأكيد بانه لا يدوم طويلا
فقطعة سكر صغيرة تمحي وجوده من جوف الأيام
ثم أن العمر رحلة وستنهي يوما ما
وسنعود من حيث بدأنا
لا أدري لما نضيعه في ذكريات مؤلمة
نجعلها تأسرنا بأحزانها
وننصب سجنا أبديا لذكرياتنا
حتى القيود نحن من نصنعها
ونشد من وثاقها على النفس
ثم نأن ونأن من جبروت الزمان
ثم ماذا ؟
لمن تنظر في البعيد ؟
إلى ذلك الطبيب المداوي الذي سيتخطفك من جراحك
صدقني لن تجده أبدا
فأنت طبيب نفسك
أن أردت تشقيها أشقيتها
وإن أردت لها السعادة أسعدتها
كل من تراهم في هذه الحياة
تعذبهم الجراح
ولكنهم أقوى منك سيدي
لأنهم لا يبكون من جراحهم
بل يداونها ببلسم الصبر
أم لأن مشاعرك مرهفة
هل هي أرق من الورود ؟
حتى الورود تدمي من يقترب منها بأشواكها
لن أعذبك كثيرا
سأجعلك تسرح مع حروفي المتأملة
علها تبث في روحك الامل من جديد
دمتم بود
أخوكم / نواف