اشعار نزار القباني الممنوع

شعر نزار قباني الممنوع

منذ بداية انطلاق الشّاعر الرّاحل المعروف نزار قباني إلى السّاحة الشعرية، وقصائده تثير الجدل الكبير في الوسط السياسي؛ حيث كان نزار قباني دبلوماسيّاً إلى أن تسبّبت له قصيدة كتبها بعنوان (خبز وحشيش وقمر) بالاستقالة من عمله في وزارة الخارجيّة السوريّة كدبلوماسي، وتمّ عرض هذه القصيدة في البرلمان السوري لمناقشتها، ممّا أدّت إلى جدلٍ كبير بين أعضاء البرلمان.

ويعدّ نزار قبّاني أوّل من كتب قصيدة عتابٍ إلى الزّعيم الكبير (جمال عبد النّاصر)، وفحواها العتاب على هزيمة لـ67، وعنوان هذه القصيدة (هوامش على دفتر النكسة)؛ حيث قال له فيها:

يا سيّدي السلطان

لقد خسرت الحرب مرّتين

لأنّ نصف شعبنا ليس له لسان

ما قيمة الشعب الّذي ليس له لسان؟

لأنّ نصف شعبنا محاصر كالنّمل والجرذان

في داخل الجدران

وقد كان نزار قباني أوّل قائلٍ لكلمة (لا) أمام الملأ للزّعيم الكبير (جمال عبد الناصر)، وعلى الرّغم من عدم التأكّد من صحّة هذا الكلام، والاختلاف الذي طرأ عليه في وجهات النظر، فقد كان نزار هو الشّاعر الأوّل الّذي رثا الزّعيم (جمال عبد النّاصر) بقوله:

قتلناك

قتلناك يا آخر الأنبياء

وهنّا نزار قبّاني الزّعيم جمال عبد النّاصر في عيد ميلاده؛ حيث قال له:

زمانك بستان وعصر أخضر

وذكراك عصفور من القلب ينقر

ملأنا لك الأقداح يا من بحبه

سكرنا كما الصوفي بالله يسكر

دخلت على تاريخنا ذات ليلة

فرائحة التاريخ مسك وعنبر

تأخرت عن وعد الهوى

وما كنت عن عهد الهوى تتأخر

يا حبيبنا تأخرت عنا فالمسيح معذب

هناك وجرح المجدلية أحمر

ولذلك لم ينتهِ الجدل السياسي الواسع على قصائد نزار قبّاني إلّا بعد وفاته؛ فقد فاجأ العالم العربي بقصائده السياسيّة المشتعلة مثل: (متى يعلنون وفاة العرب؟)، وقصيدة (المهرولون)، وقصيدة (ذاتيّة سياف عربي)، وقصيدة أخرى بعنوان (تزوّجتك أيّتها الحرية)، وأخرى باسم (أطفال الحجارة) والعديد من القصائد على هذا الغرار.

وهذا ما جعل الشّاعر الرّاحل الكبير نزار قبّاني هو الشّاعر السّياسي الأوّل الّذي حلّ بمراتب الشعراء الكبار مثل: (مظفر النواب) والشاعر (أحمد مطر) وغيرهما من الشعراء الّذين كتبوا في هذا المجال، ومن قصائده السّياسية الممنوعة قصيدة (هوامش على دفتر النكسة)، وقصيدة (سرقوا منّا الزمان العربي).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى