₪ • أصــــول الحوار وآدابه في الاسلام • ₪

أحمد الله تبارك وتعالى ،

وأصلي وأسلم على رسوله وخيرته من خلقه ،

ومصطفاه من رسله سيدنا محمد رسول الله ،

بعثه بالحق بشيراً ونذيراً ، فبلغ الرسالة ، وأَدّى الأمانة ،

ونصح الأمة ، وجعلنا على المحجة البيضاء ،

ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ،

صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ،

وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى أصحابه أجمعين والتابعين

ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :

أيها الأخـــوة :₪ • أصــــول الحوار وآدابه في الاسلام • ₪ hh7.net_13009061221.gif
₪ • أصــــول الحوار وآدابه في الاسلام • ₪ hh7.net_13009041471.gif

هذه كلمات في أدب الحوار مُشتمِلَةٌ العناصر التالية :

تعريف الحوار وغايته ،

ثم تمهيد في وقوع الخلاف في الرأي بين الناس ،

ثم بيان لمُجمل أصول الحوار ومبادئه ،

ثم بسط لآدابه وأخلاقياته .

سائله المولى العلي القدير التسديد والقبول .

₪ • أصــــول الحوار وآدابه في الاسلام • ₪ hh7.net_13009068651.gif

₪ • أصــــول الحوار وآدابه في الاسلام • ₪ hh7.net_13009043461.gif تعــــريف₪ • أصــــول الحوار وآدابه في الاسلام • ₪ hh7.net_13009043461.gif

الحوار : من المُحاورة ؛ وهي المُراجعة في الكلام .

الجدال : من جَدَلَ الحبل إذا فَتَلَه ؛

وهو مستعمل في الأصل لمن خاصم

بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب ،

ثم استعمل في مُقابَلَة الأدلة لظهور أرجحها .

والحوار والجدال ذو دلالة واحدة ،

وقد اجتمع اللفظان في قوله تعالى :
{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ
فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ
وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } (المجادلة:1)

ويراد بالحوار والجدال في مصطلح الناس :

مناقشة بين طرفين أو أطراف ،

يُقصد بها تصحيح كلامٍ ، وإظهار حجَّةٍ ، وإثبات حقٍ ،

ودفع شبهةٍ ، وردُّ الفاسد من القول والرأي .

وقد يكون من الوسائل في ذلك :
الطرق المنطقية والقياسات الجدليَّة

من المقدّمات والمُسلَّمات ،

مما هو مبسوط في كتب المنطق وعلم الكلام

وآداب البحث والمناظرة وأصول الفقة .

₪ • أصــــول الحوار وآدابه في الاسلام • ₪ hh7.net_13009068651.gif

₪ • أصــــول الحوار وآدابه في الاسلام • ₪ hh7.net_13009043461.gif غاية الحــــوار₪ • أصــــول الحوار وآدابه في الاسلام • ₪ hh7.net_13009043461.gif

الغاية من الحوار إقامةُ الحجة ،

ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي .

فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ،

ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ،

والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق .

يقول الحافظ الذهبي :
( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ،
وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ) .

هذه هي الغاية الأصلية ، وهي جليَّة بيِّنة ،
وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذا الغاية منها :

– إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى