محطات الوقود … ألاعيب ما بعد منتصف الليل

في مساء الأربعاء الماضي كان الوقود متوفراً بعدد من المحطات مناطق أم درمان، برغم ذلك كانت معاناة أصحاب السيارات من طالبي الخدمة مضاعفة لإسباب تتصل بظهور نوع جديد من الحيل لحصد المال بإستغلال الأزمة، أو لهث وإستعجال المواطنين للحصول على الوقود بأي طريقة وبأي ثمن لحل أزمتهم الخاصة وبعدها فليكن ما يكون .

يقول مواطن من أم درمان مضينا الى إحدى محطات الوقود على عجل بعد صلاة العشاء بشارع الشنقيطي وصلنا بعد وقت وجيز من إنتشار خبر توفر الوقود بها .. بعد الإسئلة والسخط من جانب المواطنين الذين اصطفوا للحصول على الوقود، وعادوا لتفرق من جديد والسؤال عن محطة جديدة تارة لسائقي السيارات في الطريق من هنا أو هناك أو عبر شبكة الهاتف الجوال .

ويتابع وصل اتصال بأن محطة بشارع الزعيم الأزهري بها وقود متوفر.. وصلنا على عجل وجدنا السيارات بدأت في الاصطفاف بسرعة بدوا في ضخ الوقود لفترة لم تطل كثيراً، حتى قال الشاب الممسك بمسدس الماكينة أنتهى الوقت وسنواصل في الصباح.. إنفعل المنتظرين من أصحاب السيارات كثيراً وإعترضوا على قرار الرجل الذي نسبه الى أن الأمن منع توزيع الوقود بعد الحادية عشر، من حسن الحظ أحد الحاضرين اتصل بشخصية كبيرة في الأمن الإقتصادي، صحيح أنه قال إن الأمر من أختصاص ولاية الخرطوم لكن لا يوجد قرار يمنع صرف الوقود في أي وقت وأي محطة تعمل الى أن تنتهي حصتها ..

في تلك اللحظات وأثناء الجدل انتشر خبر جديد يشير الى أن محطة الهجرة أم درمان تعمل الآن وبها الوقود ليسارع الجميع الى هناك، ليجدوا الأمر حقيقة لكن قال العاملون في المحطة إن الوقود موجود وسيواصلون العمل بشرط أن يدفع صاحب السيارة عشرين جنيهاً.. الغالبية وافقت على الدفع بل أنها صارت تدافع عن الزيادة حتى تحصل على الوقود وتمضي الى المنازل، لذلك تقوم الغالبية بمهاجمة من يعترض على ذلك، وإذا حدث هرج ومرج عمال المحطة يقومون بوقف البيع وإطفاء الأنوار للمزيد من الضغط على المعترضين.. لكن المواطن الذي اتصل بالمسؤول في الأمن الإقتصادي رجع مرة أخرى إليه وقال له إن الوقود موجود لكن بالزيادة على السعر الرسمي .

بعد نجح محدثي في الحصول على الوقود جاء الى محطة شارع الأزهري ليجدها تعمل وعدد السيارات في تزايد توقف عندها – وكنت شاهداً على ذلك – فسأل العامل الممسك بالمسدس – قبل قليل قلت إن الأمن يمنع البيع بعد الساعة الحادية عشر وتفرق الصف .. فلم يجب فأقتربت منه لأسمع وسألته ذات السؤال لم يرفع عينه من مسدس تعبئة الوقود وقال لي (مجموعة من أصحاب السيارات ذهبوا الى رجل الأمن وإحضروه من المنزل وبدأنا نعمل من جديد فقلت له أين رجل الأمن فقال: رجع المنزل مرة أخرى) .

بعدها عدنا الى محطة الهجرة فوجدنا الصف قد تفرق والأنوار مطفاة .. فسألنا أحد العمال فقال الوقود الصباح . ليغير رأيه بسرعة الوقود إنتهى .. فسأله مرافقي صاحب السيارة بي ورقة – يقصد عشرة جنيهات زيادة – فقال له بكل شفافية نعم .

أجراه: أحمد عمر خوجلي

الخرطوم (صحيفة التيار)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى