ما عاصمة إيطاليا

إيطاليا

إيطاليا (بالإنجليزيّة: Italy) رسمياً الجمهوريّة الإيطالية (بالإنجليزيّة: Italian Republic)، وهي دولة أوروبيّة تقع في جنوب أوروبا، وهي شبه جزيرة تمتد في البحر الأبيض المتوسط، وإلى الشمال الشرقيّ من تونس، ويعود تأسيس الجمهوريّة الإيطاليّة إلى عام 1861م، وذلك بعد اتحادها تحت حُكم الملك فيكتور عمانويل الثاني، وتشتهر إيطاليا سياسياً بقائدها موسوليني الذي قاد حكماً فاشياً فيها في بداية القرن العشرين، وفي عام 2016م، بلغ تعداد جمهورية إيطاليا السُكاني 62,007,540 نسمة، واحتلّت بذلك الترتيب الـ 24 على مستوى دول العالم من حيث عدد السُكان، وتبلُغ مساحتها الإجمالية 301,340 كم2 مع جزيرتي صقلية وسردينيا.[١]

روما عاصمة إيطاليا

مدينة روما (بالإنجليزيّة: Rome) هي عاصمة إيطاليا، وعاصمة مقاطعة روما، وعاصمة إقليم لاتسيو، وهي مدينة تاريخيّة تتمتع بتاريخ طويل وعريق؛ حيث قامت على أرضها إحدى أعرق الحضارات وأقواها عبر التاريخ، وكانت روما عاصمة جمهورية روما القديمة وإمبراطورية روما العريقة، وشهِدت المدينة ذروة الإنجاز الفنيّ والفكري في ذلك الوقت، وتُعدّ روما اليوم مركزاً دينياً مهماً؛ فهي المقعد الروحي والفعلي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وهي عاصمة سياسيّة بامتياز.[٢]

جغرافية روما

تقع مدينة روما في وسط شبه الجزيرة الإيطاليّة، في إقليم لاتسيو، وتطُل على ضفاف نهر التيبر، وتبعُد حوالي 24 كم إلى الداخل عن البحر التيراني، وتبلُغ مساحة مدينة روما 1,285 كم2، بينما تبلُغ مساحة مُقاطعة روما 5,352 كم2،[٢] أمّا عن مُناخ المدينة فيسود فيها الجو المعتدل الأقرب إلى الدفء، ويبلُغ متوسط درجة الحرارة السنويّة فيها 15.7 درجة مئوية، أمّا في فصل الصيف فالجو يكون حاراً ودافئاً في بعض الأوقات وخاصة خلال شهر يوليو، حيث يُعدّ هذا الشهر أعلى الأشهر حرارةً، ويبلُغ متوسط درجة الحرارة فيه 24.4 درجة مئوية، أما فصل الشتاء في روما فهو بارد، وتبلغ درجات الحرارة أدناها في شهر يناير، حيث يبلُغ متوسط درجة الحرارة فيه 7.7 درجة مئوية، أمّا التساقط المطري فيصل أعلاه في شهر نوفمبر، ويبلُغ 114 ملم.[٣]

سكان روما

يعيش في مدينة روما 2,869,461 نسمة، وذلك وفق احصاءات عام 2016م، وهي بذلك تمتلك كثافة سُكانيّة تبلُغ 2,232 شخص/كم2، أما مُقاطعة روما فيبلغ تعدادها السُكانيّ 3.8 مليون نسمة، ويبلُغ تعداد منطقة العاصمة السُكانيّ 4.3 مليون نسمة، وفي عام 2016م كانت مدينة روما أكبر مدينة في إيطاليا من حيث عدد السُكان، ورابع أكبر مدينة في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السُكان داخل حدود المدينة.[٤]

يُمثِّل المُهاجرون غير الإيطاليين نسبة 9.5% من سكان روما، منهم 4.7% من ذوي أصول أوروبيّة، وأبرزهم الرومانيون، والأوكرانيون، والبولنديون، والألبانيون، و4.8% منهم مُهاجرين من بُلدان أبرزها الفلبين، وبنغلادش، والصين، والبيرو، ويوجد حيّ كبير في روما يُدعى “إسكويلينو ريون” يضُم مهاجرين من أكثر من 100 دولة، كما يعيش في مدينة روما عدة مئات من الغجر الرومانيين، الذين يستوطنون مشارف المدينة الريفيّة بشكل غير قانوني، كما يُقّدَر وجود 8,000 مُتشرد يعيشون في المدينة بلا مأوى، ومعظهم غير إيطاليين.[٤]

مقالات ذات صلة

تاريخ روما

تأسيس مدينة روما

يعود تأسيس مدينة روما إلى عام 713 قبل الميلاد على يد رومولوس، ولكن المدينة تعود إلى ما قبل ذلك التاريخ، حيث كانت روما إحدى المستعمرات المأهولة في سهل لاتيوم، وبدأت المدينة بالتطور بسبب وقوعها على خط تجارة الملح الذي كان يعبُر نهر التيبر، بالقرب من التلال السبعة التي بُنيَت عليها المدينة، وكان الحُكّام الأوائل للمدينة الملوك، ومن المُرجّح أنّهم من الإتروسكي، الذين خرجوا من المدينة في عام 500 قبل الميلاد.[٥]

الجمهورية والإمبراطوريّة الرومانيّة

بعد حكم الملوك قامت الجمهوريّة الرومانيّة واستمرت لمدة 5 قرون، وأخذت الهيمنة الرومانيّة تتوسع عبر البحر المتوسط، ولعبت روما دوراً محورياً في هذه الإمبراطورية، وأصبح حُكامها أباطرة بعد الإمبراطور أوغسطس الذي تُوفي عام 14 للميلاد، واستمرت الإمبراطورية بالتوسع حتى حكمت روما أجزاءً واسعة من أوروبا الغربية والجنوبية، وشمال إفريقيا، وأجزاءً واسعة من الشرق الأوسط، وبذلك أصبحت روما نقطة محورية لثقافة غنيّة وفخمة، وشهدت المدينة توسُعاً عمرانياً كبيراً، وزاد تعدادها السكاني ليصل إلى حوالي مليون نسمة، وكانوا يعتمدون على واردات الحبوب وقنوات المياه.[٥]

في القرن الرابع الميلادي أمر الإمبراطور قسطنطين بعمل تغييرات أثرت في روما؛ أولها تحويل دين المدينة إلى المسيحية وبناء أعمال مُخصصة لعبادة الإله الجديد، وتغيير شكل المدينة ووظيفتها، ووضع الأسس لحياة أخرى بعد أن سقطت الإمبراطورية، والثانية هي بناء عاصمة جديدة للإمبراطورية وهيالقسطنطينية في الشرق، حيث أعطت الرومان تحكماً كبيراً للنصف الشرقي من الإمبراطورية، وأصبحت القسطنطينية مركز الأباطرة بعد قسطنطين، وبذلك فقدت المدينة مكانتها السياسية، وبدأت بالتراجُع.[٥]

سقوط روما وظهور البابوية

في عام 476م سقطت الإمبراطورية الرومانيّة الغربية، وذلك بعد فترة قصيرة من بدء ليو الأول مطران روما من تأكيد دوره كوريث للقديس بطرس، لكنّ حُكم روما تناقل بين عدّة قوى مُتحارِبة مثل اللومبارديين، والبيزنطيين، حيث حاول البيزنطيون السيطرة على روما لإعادة إنشاء الإمبراطورية الرومانية فيها، واستمرّت روما بالتغيُّر، ووصل تعدادها السُكاني إلى 30,000 نسمة، وانتهى مجلس الشيوخ الذي كان المُمثل السياسي للشعب في عام 580م.[٥]

في القرون الوسطى بدأت البابوية بالنشوء، وتمت إعادة تشكيل الديانة المسيحية في الغرب حول البابوية في روما على يد البابا غريغوري العظيم في القرن الـ 6 الميلادي، وبدأ الحكم البابوي بالظهور في أنحاء أوروبا، وبذلك تنامت القوة البابوية وقوة روما كمركز لها، وازدهرت روما بسبب الحُجاج، وأصبحت مركزاً لمجموعة من العقارات والمدن والأراضي المعروفة باسم الدول البابوية، وقام كل من الباباوات، والكرادلة، وغيرهم من مسؤولي الكنيسة الأثرياء بتمويل إعادة بناء المدينة.[٥]

سقوط البابوية وعصر النهضة

في عام 1305م أُجبِرَت البابوية على الانتقال إلى منطقة أفينيون، وغابت البابوية عن روما، وتبِعَ غيابها حدوث الانشقاق الكبير بين الكنائس، وسقطت المدينة بسبب كثرة الفصائل فيها، ولكن تم استعادة السيطرة البابوية على روما في عام 1420م، ورافق ذلك برنامج إعادة بناء كبير وواعٍ مما دفع روما لتكون في مُقدمّة المدن التي شهدت عصر النهضة، وكان الباباوات يهدفون إلى إنشاء مدينة التي تعكس قوتهم، ويُمكنها التعامل مع الحجاج، ولم يكن العصر البابوي دائم الازدهار والاستقرار السياسي؛ حيث وقف البابا كليمنت السابع مع الجيش الفرنسي في وجه إمبراطور روما المقدسة كارلوس الخامس، وأدى ذلك إلى سقوط المدينة مرة أُخرى، لكنّ أُعيدَ بناؤها مرة أُخرى.[٥]

روما في العصر الحديث

في أواخر القرن الـ 17 الميلادي بدأ وضع حدٍّ للتجاوزات البابوية في حُكم المدينة، وفي الفترة نفسها انتقل التركيز الثقافي لقارة أوروبا من إيطاليا إلى فرنسا، وبدأت أعداد الحجاج إلى روما بالتراجُع، في المقابل بدأت أعداد السُياح المُتوافدين إلى المدينة بالازدياد، وذلك لرؤية الأماكن التاريخية في روما عِوضاً عن الأغراض الدينيّة، وفي أواخر القرن الثامن عشر وصلت جيوش نابليون إلى روما ونهب العديد من الأعمال الفنية، وفي عام 1808م سيطر جيش نابليون على المدينة بشكل كامل وسجن البابا، لكنّ ذلك لم يدُم طويلاً، وتم الترحيب بعودة البابا إلى المدينة عام 1814م.[٥]

روما عاصمة الجمهوريّة الإيطالية

في عام 1848م شهدت روما قيام ثورة، ورفض البابا المُوافقة على الثورات التي قامت فاضطرّ إلى الفرار من المواطنين المُنقسمين، وتم الإعلان عن قيام إمبراطورية رومانيّة جديدة، لكنّ الجيوش الفرنسية دمرتها في العام نفسه، لكنّ الثورة لم تنتهِ بشكل فعليّ، ونجحت الحركات الداعية إلى توحيد الجمهوريّة الإيطاليّة، التي سيطرت على مُعظم الدولة البابوية، وفي عام 1871م غادرت القوات الفرنسية المدينة، وأُعلِنت عاصمة الجمهورية الإيطالية الجديدة.[٥]

وبعد إعلان عاصمة إيطاليا، بدأت المباني في روما بالازدهار، وارتفع تعدادها السُكانيّ من حوالي 200,000 نسمة في 1871م إلى 660,000 نسمة في عام 1921م، وأصبحت روما مركزاً رئيسياً للصراعات في عام 1922م عندما وجه بينيتو موسوليني جيشه نحو المدينة وسيطر على الجمهورية، وفي عام 1929م وقّع موسوليني اتفاق لاتران الذي منح الفاتيكان دولتهم المُستقلة داخل روما، وخلال الحرب العالمية الثانية انهار نظام موسوليني، ونجت روما من هذا الصراع العظيم دون ضرر كبير يُذكَر.[٥]

مَعالم روما

تضُم مدينة روما العديد من المعالم والشواهد التاريخية والدينية المهمة، من أبرزها:

  • الفاتيكان: تُعدّ الفاتيكان أصغر دولة في العالم،[٦] وهي مدينة ذات أهميّة دينية كبيرة جداً؛ فهي المكان الذي شهِدَ استشهاد القديس بطرس ومكان وجود ضريحه، ومكان جلوس البابوية، وتقع الفاتيكان داخل روما، حيث تُحيط بها روما من جميع الجهات، وهي منفذها الوحيد، وتُعدّ مقصداً دينياً للملايين حول العالم من أتباع الديانة المسيحيّة.[٧]
  • كاتدرائية القديس بطرس: تُعدّ هذه الكاتدرائية أهم معلم للدين المسيحي في العالم وأكبر كنيسة في العالم، وتستطيع هذه الكنيسة توحيد أتباع الديانة المسيحية في مكان واحد، وهي مُكرسة للقديس بطرس وهو أول الرُسل، والبابا الأول، ورئيس الكنيسة، بُنيَت الكنيسة عام 1626م، وهي تجمع بين الفنّ العريق والأهميّة الدينية، وتستقبل اليوم ملايين الحُجاج سنوياً.[٨]
  • الكولوسيوم: هو مُدرّج ضخم جداً، يعود إلى العصر الروماني، بناه الإمبراطور فسبازيان، وافتتحهُ ابنه تيتوس في عام 80م، ويُعدّ المبنى الرومانيّ الأضخم في روما، وكان يُستَخَدم لحضور القتالات والمُباريات والمُصارعات بين الحيوانات والأشخاص وجميعها كانت تُعقَد بهدف الترفيه.[٩]
  • البانثيون: هو نصب روماني كبير، ويمتلك أكبر قبة من الطوب في تاريخ الهندسة المعمارية، ويعتبر سبّاقاً لجميع أماكن العبادة الحديثة، وهو في الأصل معبد صغير مُكرّس لعبادة الآلهة الرومانية القديمة، بُنيَ بين عامي 27م و25م على يد القائد أغريبا، والمبنى الحالي جاء نتيجة أعمال ترميم وصيانة ضخمة، ووفق الرواية التاريخية، فإنّ البانثيون يقع في المكان الذي مات فيه رومولوس مؤسس روما، وبعد موته رفعتهُ الصقور إلى السماء عند الآلهة.[١٠]
  • نافورة تريفي: هي أشهر نافورة في روما وإيطاليا، وتقع بين القصور التاريخية لروما، وتُجسِّد النافورة الفن الباروكي الذي يجمع تماثيل المخلوقات الخيالية والخطوط الناعمة التي تُوحي بوجود حركة، وقد صممها المعماري نيكولا سالفي، وانتهى العمل على تشييدها بعد 20 عاماً.[١١]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى