مؤسس مدينة القيروان

مدينة القيروان

تُعتبر مدينة القيروان من أهمّ وأقدم المدن التي تقع في الجمهورية التونسيّة، وهي تبعد مسافة 160 كيلومتراً عن تونس العاصمة؛ حيث تمّ إنشاؤها في عام 50 للهجرة لتصبح المعقل الذي يستقرّ فيه الجنود المسلمين خلال الفتوحات الإسلاميّة، وكانت مسكناً لهم ولغيرهم من المسلمين لحماية أهل أفريقية من الارتداد عن الدين الإسلامي.

تُعدّ قيروان المدينة الإسلاميّة الأولى التي بنيت في منطقة المغرب العربي، وهي تحمل مكانةً تاريخيّة عظيمة، فقد لعبت دوراً عظيماً في نشر الدين الإسلامي في المناطق المجاورة؛ حيث إنّها كانت تعجّ برجال الدين والعلماء الذين انتشروا في البقاع المجاورة لتعليم الناس اللغة العربية وأصول الفقه والدين، هذا بالإضافة إلى أن الفتوحات اللاحقة قد انطلقت منها.سنعرض في هذا المقال القائد الذي قام ببناء هذه المدينة.

من هو الذي بنى مدينة القيروان

عقبة بن نافع

يعد عقبة بن نافع واحداً من أهمّ القادة المسلمين الذين ساهموا بشكلٍ أساسيّ ومباشر في الفتوحات الإسلاميّة، وتحديداً منطقة المغرب العربي (تونس، المغرب، الجزائر)، وهو الأخ غير الشقيق لعمرو بن العاص؛ حيث ولد حسب غالبية المؤرخين قبل وفاة النبي -محمد عليه الصلاة والسلام- بعام واحد أي في السنة العاشرة للهجرة.

بدأ عقبة يشارك في المعارك الإسلاميّة في سنٍّ مُبكّرة مع والده وأخوه عمرو بن العاص، وذلك على زمن خليفة المسلمين في ذلك الوقت عمر بن الخطاب، وقد أثبت بأنّه يمتلك القوة، والمهارة في المبارزة والقتال، لذلك فقد أوكله عمرو بن العاص بمهمة الخروج في جولة تفقديّة للمناطق الشماليّة من القارة الأفريقيّة للتجهيز فتحها وتأمين الحدود المصريّة من هجمات الجيوش الصليبيّة والبربرية، وقد استطاع أن يفتح منطقة برقة وأصبح والياً عليها.

توقفت الفتوحات الإسلاميّة خلال فترة الفتنة التي أصابت المسلمين، فانشغل عقبة وباقي المسلمين في محاربة المرتدين، وبعد أن أصبح معاوية بن أبي سفيان هو الخليفة على المسلمين أمر عقبة بالتوجه إلى أفريقيا لاستكمال عملية الفتح، وأمدّه بعشرة آلاف جنديّ استطاع من خلالهم أن يقضي على كافّة التجمعات الرومانيّة في المناطق الأفريقيّة والسيطرة عليها، وخلال عملية الفتح أتى عقبة بن نافع وادياً فأعجب به وقرر أن يؤسس فيه مدينة أطلق عليها اسم القيروان، والتي تعني “مقر الجنود”، وبنى فيها مسجداً يحمل اسمه، من الجدير ذكره أنّ معاوية بن أبي سفيان عزله عن القيروان في العام 55 للهجرة، ولكنه عاد وتولّى ولايتها على زمن يزيد بن معاوية في العام 62 للهجرة، ولكنه استشهد بعد عام خلال غزوة السوس الكبرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى