لغربه الروح

لغربه الروح

فاضت بالطيب والشوق أقداح السلسبيل… ذابت بالقلب حباً وأملاً بلقاء قريب يجمعنا، ولكن هيهات هيهات الوصول إليك!!! كم غابت روحي في دوامة هيامي وهلوسات ما بعدها هلوسات… كالوحي أراك مشرقاً من نافذة غرفتي، أناجي أسرارك العميقة… أتجرأ وأدخل وحدي دفائن كهفك العميق، أبحث… أفتش عن نفحة نسيمية مرّت منذ لحظات وشغفت قلبي… نشوة الماضي أين هي؟؟!! هيام الليل يموج بحر اشتياقي إليك به، والظمأ لا يرويه البحر… لا تغضب مني حبيبي، فلم يتبقَ من أشعاري وصفحاتي وكلماتي بعد غضبك سوى صحراء تحترق، لا دارٌ فيها… لا قريب، لا حبيب، ولا أهل… وحدك داري، وحدك القريب وحدك الحبيب… أعود بذاكرتي لأيام خلت… حقائب هنا وحقائبٌ هناك، وشمعة، ودمعة، وعطر وأغانٍ وألم مسافر… وما تبقى من أشلاء قلبي الجريح!!! منفية أنا بعد رحيلك… أين الأماكن التي احتوتنا معاً؟!.. أين الصدر الذي ضمّ أحزاني؟؟!! أين الأنامل التي مسحت بالحب دموعي؟!، أين الحضن الذي احتوى أشواقي؟!.. أحتاج لقارة سادسة تتسع حجم اشتياقي إليك!!! الحب وجودٌ أعمى، لكننا… ما كنا نرى الجمال لولاه… فمدّ يديك إلى قلبي وعانقه، ليشتعل حباً وشوقاً… فما أكثر دموعه وهذيان جنونه لك… مدّ يديك إلى قلبي وعانقه، وافسح لأسير حبك طريقاً عبر يديك تعبر فيهما القارة السادسة لتنشد لك فيها قصيدة الزيزفون… يا جذوة الطيب، ما الذي فاضت به أقداح السلسبيل؟؟!! ثلج للخمرِ أنتَ في حرِّ الصيف… أداري بحبك ما تبقى من أيام أو شهور أو سنين يائسات في عمري، وعبثاً أحاول أن ألد لك قلباً فتياً غضاً طرياً لم يعانقه أحد قبلك… عبثاً أحاول أن أطّهر قلبي من خطاياه ليكون لك طاهراً نقياً ناصعاً… هبني تلك الشاعرة التي تقف قبال عينيك تنشد لهما قصيدة الحب الأبدية… هبني ذاك القمر الذي ينير لك درب الليل الطويل… هبني تلك الشمس التي تنقر نافذة غرفتك صباحاً لتوقظك بدفئها وشغفها بك… هبني ذاك القلب الذي عشقك من لحظة مولده… فمدّ يديك إليه حبيبي وعانقه… عانقه بفرحه، بهمه، بدموعه، بحبه لك، بالعصافير التي عششت فيه ليلة أمس وطارت صباحاً تلامس شغاف قلبك الوردي… أعيش بك الآن ثلاث غربات… غربة الروح… وغربة العين… وغربة الجسد… نم قرير العين يا عمري واهنأ وأطل في نومك، ولأسهر أنا طيلة الليل والنهار على حبك لكن… تذكّر حبيبي أنّ: “ما أطال النوم عمراً، ولا قصّر في الأعمار طول السهر…” فمدّ يديك إلى قلبي وعانقه، طهّره، دعه يتلمس دربه إليك، أطفئ بماء حبك ظمأ اشتياقه… حيث أكون، أبحثُ عن يديك لأمدهما إلى قلبي…[/size]حيث تكون، ابحث عن قلبي ومدّ يديك إليه وعانقه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى