لتكون حكيماً في حياتك

الحكمة

إنّ من أعظم الصّفات التي ينالها الإنسان في هذه الحياة الدّنيا ويظفر بها صفة الحكمة، بل إنّ سعي كثيرٍ من المفكّرين والمؤرّخين والفلاسفة عبر التّاريخ هو الوصول إلى هذه المرتبة من التّفكير والحدس والفراسة، فالحكمة هي اسم جامع لمعانٍ كثيرة، فقد تشتمل على معنى الفطنة والذّكاء في النّظر في المسائل والمعضلات، وقد تعني الرّأي السّديد والحكم الموفّق الصّائب في الأمور بعد التّفكر والنّظر والموازنة بين المصالح والمفاسد وترجيح الرّأي الأصوب، وغالبًا ما ترتبط الحكمة بكبار السّن والشّيوخ بسبب التّجارب الكثيرة التي يمرّون بها والخبرات التي يكتسبونها عبر مراحل حياتهم الطّويلة بحيث تعمل على صقل شخصيّتهم وتعميق نظرتهم إلى الحياة والكون والنّاس.
وإنّ الحكمة هي من الخير الذي يعطيه الله لأناس مصطفين من عباده، فقد آتى الله سبحانه وتعالى عبده لقمان الحكمة، كما آتاها أنبياءه ومنهم داود وسليمان عليهما السّلام، قال تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا).

الحكمة في الحياة

وإن كانت الحكمة في جانبٍ كبير منها منحة من الله تعالى لعباده إلا أنّ هناك جانباً مكتسباً، بحيث يستطيع أيّ إنسان أن يعظّم جانب الحكمة في حياته، ففي الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ الحكمة هي ضالّة المؤمن التي ينشدها ويسعى إليها على الدّوام ذلك أنّه أحقّ النّاس بها بسبب سلامة عقيدته وصحّة إيمانه وتوحيده بالله، وحتّى يكون الإنسان حكيمًا في حياته عليه بما يلي:

  • أن يقرأ في سير الحكماء والفلاسفة وأصحاب الرّأي والمنطق السّليم عبر التاريخ، فيطّلع على طريقة تفكيرهم في الحياة وحواراتهم وكلامهم الذي يحتوي على الحكمة.
  • أن يقوّي الإنسان الجانب الرّوحي في نفسه، فالإنسان المتعلّق بالمادّيات يتعلّق قلبه بمتع الدّنيا وزينتها فتلهيه عن النّظر في الكون واصطياد الحكم من أفواه النّاس، بينما تعمل الرّوحانيّات التي تزيد بالزّهد في الحياة والتّقرب إلى الله تعالى بالعبادات والطّاعة على أن يكتسب الإنسان الحكمة.
  • أن لا يتكبّر الإنسان عن الاستماع إلى آراء النّاس وأفكارهم مهما كان عمرهم أو خبرتهم في الحياة، فرُبّ حكمة تصدر من صغير في السّن فيتلقّفها الإنسان ويتسفيد منها في حياته وترشيد قراراته وتسديد حكمه على الأمور.
  • أن يلتزم الإنسان الصّمت ما استطاع ويقلّل من الكلام، وكما قيل في الحكمة الشّهيرة إذا كان الكلام من فضّة فالسّكوت من ذهب، وفي الحديث الشّريف من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو فليصمت، فالسّكوت وقلّة الكلام مما يكسب الإنسان الحكمة والرّأي السّديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى