لا مَرحباً

لا مَرحباً.. غَافلَتْني دونَ أَن أَدري يا شيبةٌ أَسفرتْ تَختالُ في شَعري!
أفي الصِّبا .. في ربيعِ العمرِ .. واأَلَمي.. الآنَ؟!.. ماذا تركتِ لآخرِ العمرِ؟!
أيَنقضِي بالسّوادِ العمرُ مُلتحِفاً.. وَحين أمَّلتُ كنتِ بشارةَ الفجرِ؟!
خمسٌ وعشرونَ كالأحلامِ أحسبها.. .. مَرّتْ .. فأوَّاهُ للعُمرِ الذي يَجري!
نَادي زماني «تبوكُ» نداءَ والهةٍ واسْتخبري دورةَ الأ يـّام .. هَل تَدري..
.. عَن طفلةٍ كُنتُها ..كالحلمِ أَتبعُها أخَالُ كُلَّ المدَى يَسعَى لَها إثْرِي؟!
.. رُدِّي لعيدي الطّفولةَ لا مَذاقَ لهُ.. .. بدونِها.. وارْجعيني طفلةَ العَشْرِ..
.. أزهو بفستانِ عيدي بين أَترابي.. ..وأُرسلُ اللحنَ في كونٍ من السِّحرِ!
أين الرّفيقاتُ؟!..كانَ العصرُ موعدَنا.. ..تَفرَّقَ الجمعُ..أضحَى مُظلماً عَصرِي!
وأَينَ تَطوافُنا في الحيِّ..والحلْوَى.. ..مَا فاضَ مِن قَبضتي أُخفيهِ في حِجري؟!
مَنْ لي بصاحبةٍ كانت تُقاسمني شطرٌ لها من حصيلتنا..ولي شَطري؟!
• أُمّـاهُ يا أَمن أيـّامي ويَا سَـكَـني.. ..ضُمّي شَتاتي..أجلْ..قَد خَانني صَبري..
عُودي معي..فَصِّلي للجمعِ قِصَّتنا.. ..معَ العنادِ..عنادي الجامحِ الفطري..
..أينَ الضَّفائرُ يا أُمّاهُ؟! أَحسبُها.. ..تبكيكِ شوقاً..وتبكيني من الغَدرِ!
تُجدِّلين على حرصٍ..وأَنثُرها.. ..وتَنهرينَ..ولاَ أَهتمُّ بالنّهرِ..
..أينَ الضّفائرُ يا أُمَّاهُ؟!..وَيلَ يدي.. ..ما كنتُ أدري..قَصَصتُ بقصِّها عُمري!
• يا ليلُ كم خلَّد الأحبابُ من نَغمٍ.. ..في حَـيِّنا..عاطرٍ..من سالفٍ يَسري..
مَن لي بِجارتنا..تأتي صغيرتُها.. : (أعندكم مِلْحْ؟) ..قالَتْهَا بلا حذرِ
تلكَ الصَّغيرةُ كم نَصبتْ عباءَتَها.. ..في ساحةِ الدَّار لي بيتاً من الشَّعرِ..
..نَزورُ فيه..نُزَارُ..تصوغُ قصَّـتَـنا.. ..توقاً لعهدِ الصّـبَا تَهويـمـةُ الفِكرِ
..أيامَ كانت بيوتُ الحيِّ مُشرَعةً.. ..للحُبِّ ..يا تُربَها أَغْـلَى من التّبرِ!
ضَنّ الزَّمانُ بِجارتنا وبابْنتها.. فكيفَ جادَ بملح الفقدِ في نَحري؟!
• «تبوكُ» ما جَدَّ عهدٌ فيكِ مُؤتلقٌ.. ..إلاّ تداعيتُ حَـتَّى أَوّلَ السِّـفْـرِ..
..يَا صفحةَ الأمسِ ..يا حرفاً يُخلّدني .. ..هيَّا انثُري كلَّ مااستعصَى على النّثرِ
أينَ الطّريقُ الذي حتّى الحصاةُ بهِ .. ..أَكادُ أَحضنُها شوقاً إلى صدري..
..فيهِ العجوزُ التي كانتْ بضاعتُها.. ميدانَ حربٍ..نُبعثرها ولا نَشري؟!
وأين مدرسةُ الطّين التي نَشَرتْ.. ..من طِينها عن صِبانَا أَطيبَ الذِّكْرِ؟!
مَا فَصْلنا؟! صَدّقوني: خيمةٌ شمختْ ..عَمودُها لمْ يُفارقْ دفـئُـهُ ظَهرِي!
أينَ الدفاترُ والأقلامُ..أجمعها.. ..وأَين كُرَّاستي مَهزوزةَ السَّطر؟!
مَن لي بـ «أَبلتنا» ما كانَ أَطيبها.. يا وَجهَهَا..ذلكَ النضَّاح بالبشرِ!
كانت «عِطافُ»(*)..وكُـنّا..والبرا� �ةُ في.. ..وقعِ الخُطَى نغمةً مشبوبة الطُّهرِ..
..نُحيطها أينما حلَّتْ..فما التفتتْ ..إلاَّ وجمعٌ لنا قد خَفَّ كالطَّيرِ
: (عُودوا إلى الفصلِ)..صَاحتْ..لا نُجيب كمنْ .. ..في سَمعه الوقْرُ..لا نَـنْصاعُ للأمرِ!
فَتَنثي في حُنوٍّ..أَينَـها يَدُها .. فَديتُها من يدٍ أَنْدى من القَطرِ!
عشرونَ عاماً مضتْ .. أَدري بخيمتنا.. ..هوَتْ..تَلاشتْ..ولكن ليسَ مِن فكري
..ما زلتُ أَجري إليها كلما عَصَفتْ ..بـيَ الرّياحُ..وعزّ الأَمنُ في الصَّخرِ!!
• أمّاهُ ولَّى الصِّبا فاصْغي لقافيةٍ .. ..تقولُ مُغتَصَّـةً موءودةَ الكِبرِ..
..لطفلةٍ كنتُها: (حُييِّتِ من شجنٍ.. ..ما العمرُ بعدكِ؟!..ما الأ يّامُ يا عُمري؟)
لا تُنكري رَقصتي تَنْـهـلُّ دامعةً.. ..أَعلى ذُرى الفَرح فرحٌ بالبكا يُغري!
أَقسى المعاناةِ أن نحيا يُقلّبنا.. ..موجُ الــتّصاريفِ بينَ المدِّ والجزرِ
هيّا اسمعي أُغنيـاتِ الحـبّ ينـزفُـها.. ..قلبٌ يُناجي بصدقِِ العاشقِ العُذري..
: (مَنْ لي بمعجزةٍ تحتلُّ أوردتي .. ..في حالم الوعدِ..تُبقيهِ مدى الدّهر؟!)
هيّا أعيدي القوافي..رجِّعي شجني .. : (ما أَعذبَ العمرَ..لولاَ أ نّهُ يجري..
ما أَعذبَ العمرَ … لولاَ أَ نَّهُ يجري)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى