كتاب ذكريات تائب

اسم الكتاب : ذكريات تائب

لفضيلة الشيخ : د . محمد بن عبدالرحمن العريفى

~~ مقدمة ~~

الحمد لله غافر الذنب … و قابل التوب

شديد العقاب ذى الطول … لا إله إلا هو وإليه المصير

الحمد لله الذى يقول للشئ كن فيكون ورحمته نجى موسى وقومه من فرعون

الحمد لله الذى كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن ايوب
ورد يوسف بعد طول غياب إلى يعقوب

واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه ماذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار

اما بعد …،

فهذه ذكريات … ومشاعر وهمسات
أفضى بها التائبون … واعتبر بها المذنبون
نعم هى ذكريات اعترف بها كهول هدهم مر السنين
وشباب لعبت بهم الشهوات
وفتيات ولغن فى الملذات

هى ذكريات مرت وانقضت وانتهت ونسيت
لكنها سجلت واحصيت وعدت

نعم ….

هى ذكريات تائب واعترافات منيب راغب
فى زمن كثرة فيه المغريات وتنوعت الشهوات
وزلت بكثير من الناس الأقدام ففارقوا المعاصى والآثام
فضعف إيمانهم وقوى عليهم شيطانهم

إنها ذكريات لمن يؤمن بقوله تعالى ” نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم ”

كما يؤمن بقوله ” وأن عذابى هو العذاب الأليم ”

هذه أخبار أقوام اخبر ربهم أنه يفرح بتوبة التائبين إليه
مع غناه عنهم وشدة حاجتهم إليه

وكيف لا يفرح بتوبتهم وقد ناداهم بقوله :
” ياعبادى إنكم خطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى أغفر لكم ”

وناداهم نبيهم بقوله ” إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ الليل ويبسط يده ابنهار ليتوب مسئ النهار .. حتى تطلع الشمس من مغربها ”

ذكريات تائب يتنول الكثير من اروع قصص التائبين إلى ربهم …

فيحكى قصة كعب بن مالك وتخلفه عن غزوة تبوك وعن اعتذاره للنبى عن تخلفه عن غزوة تبوك وكيف كان رد فعل النبى صلى الله عليه وسلم عن تخلف كعب بن مالك
وماتعرض كعب بن مالك من فتن ، وامر النبى صلى الله عليه وسلم لزوجته باعتزاله
واخير توبة الله على كعب بن مالك وتبشير النبى له ………… ،

كما يتناول هذا الكتاب ثواب التائبين إلى الله

ويدعو إلى المبادرة بالتوبة

ويوضح الواجب على التائبين بعد التوبة

وكيف تكون الحياة بعد التوبة

وبعض من قصص التائبين

ويتناول ايضا قصة ضمام بن ثعلبة والنبى صلى الله عليه وسلم

وقصة ابوبكر الصديق مع مملوكه وكيف خوفه من الله عزو جل

واخير يوضح الكتاب الفرق بن العاصى والمطيع
وبين النعيم الدائم والنعيم الفانى والفرق بين البؤس الدائم والبؤس الفانى

وبعض من المسائل المهمة تتعلق بالتوبة

رغم إطالتى لكنى أردت أن اروى لكم أعجب ماقرأت من هذه الذكريات

وكيف توضح لنا هذه القصة رحمة الله بعباده وفرحه به بالتائبين وإليكم أعجب ماقرأت ….

ذكر ابن قدامة في التوابين ..

أن بني إسرائيل .. لحقهم قحط على عهد موسى عليه السلام .. فاجتمع الناس إليه

فقالوا : يا كليم الله .. ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث ..

فقام معهم .. وخرجوا إلى الصحراء .. وهم سبعون ألفاً أو يزيدون ..

فقال موسى عليه السلام : إلهي .. اسقنا غيثك .. وانشر علينا رحمتك .. وارحمنا بالأطفال الرضع .. والبهائم الرتع .. والمشايخ الركع ..

فما زادت السماء إلا تقشعاً .. والشمس إلا حرارة ..

فقال موسى : إلهي .. اسقنا ..

فقال الله : كيف أسقيكم ؟!! وفيكم عبد يبارزني بالمعاصي منذ أربعين سنة .. فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم .. فبه منعتكم ..

سبحان الله طيب واحنا نعمل ايه ؟!
يااااااااه ده احنا فى متاهه ؟!
نكمل ……

فصاح موسى في قومه : يا أيها العبد العاصي .. الذي يبارز الله منذ أربعين سنة .. اخرج من بين أظهرنا .. فبك منعنا المطر ..

فنظر العبد العاصي .. ذات اليمين وذات الشمال .. فلم ير أحداً خرج .. فعلم أنه المطلوب ..

فقال في نفسه : إن أنا خرجت من بين هذا الخلق .. افتضحت على رؤوس بني إسرائيل .. وإن قعدت معهم منعوا لأجلي .. فانكسرت نفسه .. ودمعت عينه ..

فأدخل رأسه في ثيابه نادماً على فعاله .. وقال : إلهي .. وسيدي .. عصيتك أربعين سنة ..وأمهلتني .. وقد أتيتك طائعاً .. فاقبلني .. وأخذ يبتهل إلى خالقه ..

فلم يستتم الكلام .. حتى ارتفعت سحابة بيضاء ..فأمطرت كأفواه القرب ..

فعجب موسى وقال : إلهي .. سقيتنا .. وما خرج من بين أظهرنا أحد ..

فقال الله : يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم ..
فقال موسى : إلهي .. أرني هذا العبد الطائع ..
فقال : يا موسى .. إني لم أفضحه وهو يعصيني .. أأفضحه وهو يطيعني ..

نعم .. غفر الله له ..

ولماذا لا يغفر له العزيز الرحيم وهو الذي قال :

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ! لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى