كتاب الفوائد للامام الجليل

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الفوائد للامام الجليل (( ابن القيم الجوزية ))

أولاً التعريف بالكاتب

هو أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قيم الجوزية . واشتهر ـ رحمه الله ـ بإبن قيم الجوزية. وقيم الجوزية هو والده ـ رحمه الله ـ فقد كان قيما على المدرسة الجوزية بدمشق مدة من الزمن،

ابن القيم الجوزية من أعلام الإصلاح الديني الإسلامي في القرن الثامن الهجري. ولد في دمشق ودرس على ابن تيمية وتأثر به. سجن عدة مرات وتعرض للتعذيب. أطلق من سجنه بقلعة دمشق بعد وفاة ابن تيمية

ولد في اليوم السابع من شهر صفر لعام 691هـ،1292م. وقيل أنه ولد بمدينة زرع وقيل في دمشق

له العديد من المؤلفات واغلبها ان لم يكن جميعها تم ترجمتها للغات عديدة

وهذه بعض مؤلفاته

أحكام أهل الذمة , إعلام الموقعين , إغاثة اللهفان , اجتماع الجيوش الإسلامية , الأمثال في القرآن الكريم

الجواب الكافي , الروح , الصلاة وحكم تاركها , الصواعق المرسلة, الطرق الحكمية ,الفروسية , الفوائد

المنار المنيف , الوابل الصيب , بدائع الفوائد , تحفة المودود بأحكام المولود ,جلاء الأفهام , حادي الأرواح

حاشية ابن القيم , رسالة ابن القيم ,روضة المحبين , زاد المعاد , زاد المهاجر , شفاء العليل , صيغ الحمد

طريق الهجرتين ,طلاق الغضبان , عدة الصابرين , مؤلفات ابن تيمية, مدارج السالكين ,مفتاح دار السعادة

نقد المنقول ,هداية الحيارى))

ولقد وقعت اختيارى على كتاب (( الفوائد ))

كتاب الفوائد للامام الجليل (( ابن القيم(المتسابق الاول ) aem70j.png
ولقد اعجبنى فى الكتاب فكرتة التى تقوم على خواطر الامام لذا فهي شيقة وجذابة

أشد ما يميز هذا الكتاب هو تنوعه الشديد والذي لا يمكن معه أن يصيبك الملل خاصة والكتاب يغلب عليه الأساليب الإنشائية المشوقة ، وهذا ما يجعله أيضًا أشبه بطبيب يعودك في مرضك وأنيس يؤنسك في وحشتك ومعين يعينك في شدتك ، ولذا وذاك وتلك عسير على أحدٍ أن يجمل أو يوجز مثل هذا الكتاب القيم الماتع عظيم النفع .
الكتاب الحقيقة يضم أشكال مختلفة من الكتابات الدينية ؛ ستجد فيه خواطر حول بعض الآيات القرآنية كقول الله تعالى : “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ” [البقرة:216]، وقوله تعالى : “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” [الملك:15]، وغيرها من الآيات .
ستجده حينًا يطوّف بك في معانٍ إيمانية كعلاقة العرش بالقلب ، وعداوة العقل والهوى ، ومراتب السعادة ومساوئ الشهوات ، ومداخل الشيطان ، وإرادة العبد ، وغيرها من المعاني التي تأخذك إلى عالم من الخشوع والرقة ، وتشعرك بالشوق إلى الله .
وحينًا تجده المعلم والمربي والفقيه يضع القواعد والمبادئ كشروط الانتفاع بالقرآن وتأثير لا إله إلا الله عند الموت ومبدأ كل علم وعمل وقوله تعالى “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ” إلى غير ذلك .
وأحايين تجده حكيمًا ناصحًا فيبين لك كيف تصلح حالك؟! ويوضح لك لماذا جعل آدم آخر المخلوقات؟! وما حكمة الله في خلق أعضاء الإنسان؟! ……
وفي النهاية فهذا الكتاب من أحب وأقرب الكتب إليّ وأنصح به نفسي وإياكم .

وفيما يلى مقتطفات من فوائد الإمام القيم :

فصل : الإخلاص وحب الثناء لا يجتمعان

لا يجتمع الإخلاص في القلب ، ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار ، والضب والحوت ، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فاقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس ، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة ، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص .
فأن قلت : وما الذي يسهل عليّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؟!
قلت : أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ، ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه ، وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ، ويزين ويضر ذمه ، ويشين إلا الله وحده كما قال ذلك الأعرابي للنبي إن مدحي زين وذمي شين فقال ذلك الله عز و جل ، فازهد في مدح من لا يزينك مدحه ، وفي ذم من لا يشنيك ذمه ، وارغب في مدح من كل الزين في مدحه ، وكل الشين في ذمه ، ولن يُقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين ، فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب ، قال تعالى: “فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون” [الروم:60] ، وقوله تعالى: “وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون”[السجدة: 24] .

فصل : أعجب العجاب

من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه ، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة ، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره ، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته ، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته ، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ، ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابه إليه ، وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب !!! .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى