على لسان عراقي إلى المنفى هرب من المنفى…

على لسان عراقي إلى المنفى هرب من المنفى…
.
.
لملمتُ عنكَ ذُبالتي وذبولي عجلانَ أحصد من رُباك محولي
ونسيتُ من عجلٍ فؤادي، عندما حـمّلتُ ثقْلَ مواجعي ونحولي!
ودّعتُ أعشاشي وفيها أفرُخي وفررتُ لم أظفر بغير هديلي!
أجتثُّ خُطْواتي وأزرعها.. وقد جفَّ الطريقُ وما حصدتُ وصولي
دهمَتكَ غيماتٌ تَهاطل جدبُـها فأقضَّ لونُ جفافهنَّ حقولي!
ومددتَ كفَّ الظلم تصفعني بـها فغمستُها في فاغم التقبيل
سفرٌ على سفرٍ.. وصمتٌ صارخٌ: يا ركضةَ المجهول للمجهول!
أنّى حللتُ نبا المكانُ، كعُشبةٍ تكوينُها لا ينتمي لِفُصول
أنا ما شكوت هطول جدبي، إنما أشكو إلى بغداد جدب هطولي
أنا مَن أنا؟ وطني هو المنفى! وفي إصطبله ثارت عليَّ خيولي
ما زلتُ أنسج ضوءه من أضلعي حتى تعرّى للعيون أفولي
أنا راضعٌ من كبرياء النخل، هل ما زلتَ تنضح كبرياءَ نخيل؟
غمّستُ أرضك في غيومي، إنما قدّمتَ للصخر الأصمِّ سيولي!
من حبيَ اندلق الفراتُ، فليته يَسقي على وطنِ الهوى تأميلي
ما بالُ ثرثرةِ الفرات تبدّلَت باللُّثغْة الغنّاءِ محضَ صليل؟!
تقسو أيا وطني! وقد يقسو على أبويه طفلٌ مترفُ التدليل
ما هدّني سفري، ولكن هدّني سفرُ السؤال: متى يكون قفولي؟
لولا صغاري يا عراقُ؛ لكنتُ للشـ ـوقِ الـمُمِضِّ رسائلي ورسولي!
فأَشَدُّ من قتلي بأرضِك أنني أزمعتُ عنك -أيا عراق- رحيلي!
لم ينسَ فارسَه الحصانُ وإن نأى فاسمع -إلى فجر اللقاء- صهيلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى