علاج قسوة القلوب

vعلاج قسوة القلب
إن الناظر والمتأمل فى أحوالنا وفى أنفسنا وفى تعاملنا مع الله , وتعاملنا مع الآخرين يجد قصوراً بيناً و خللاً ظاهراً,
يظهر في المظاهر الآتية :

* لانشعر بالخشوع فى صلاتنا وعبادتنا.
* عدم التأثر والتباكي عند تلاوة القرآن.
* عدم التورع عن الشبهات فى المعاملات
* الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين.
* الجفاء وسوء الظن بين الإخوان.
* انتشار القطيعة بين الأسر.

مما يدل على انتشار مرض خطير وهو
” قسوة القلوب ”
وقسوة القلب ذهاب اللين والرحمة والخشوع ، وقد ذم الله هذا الداء العضال
الذى ظهر فى الأمم السابقة كاليهود وغيرهم,
فقال سبحانه
(ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمل فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون)
وقال تعالى
( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة )
قال ابن عباس :
” فصارت قلوب بني إسرائيل مع طول الأمل قاسية بعيدة عن الموعظة بعد ما شاهدوه
من الآيات والمعجزات فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج للينها أو أشد قسوة من الحجارة “.
والقلب القاسي أبعد ما يكون من الله ,
وصاحبه لايميز بين الحق والباطل, ولا ينتفع بموعظة,
ولا يقبل نصيحة.

وقد اعتنى الشارع الحكيم بهذا العضو الخطير وسعى الى تطهيره ,
وتنقيته من الشوائب, وحث العبد على إصلاحه
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
(ألا وإن فى الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب )
متفق عليه.
وقال ( ان الله لاينظر الى أجسامكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم ”

حال القلب الصالح:

فالقلب إذا صلح استقام حال العبد وصحت عبادته, وأثمر له الرحمة والإحسان الى الخلق,
وصار يعيش فى سعادة وفرحة تغمره لاتقدر بثمن, وذاق طعم الأنس ومحبة الله
ولذة مناجاته مما يصرفه عن النظر الى بهجة الدنيا وزخرفها والإغترار بها ,
والركون اليها وهذه حالة عظيمة يعجز الكلام عن وصفها, ويتفاوت الخلق فى مراتبها,
وكلما كان العبد أتقى لله كان أكثر سعادة , فإن لله تعالى جنتان من دخل جنة الدنيا دخل جنة الآخرة.

حال القلب الفاسد:

إذا قسى القلب وأظلم فسد حال العبد وخلت عبادته من الخشوع ,
وغلب عليه البخل والكبر وسوء الظن,وصار بعيداً عن الله , وأحس بالضيق والشدّة
وفقر النفس ولو ملك الدنيا بأسرها, وحرم لذة العبادة ومناجاة الله وصار
عبداً للدنيا مفتونا بها , وطال عليه الأمد !!

أمور تقسي القلب:

* الأعراض عن الذكر:

قال تعالى ” ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى”
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
مثل المؤمن الذى يذكر الله والذى لايذكر الله كالحى والميت”رواه البخارى.

* التفريط فى الفرائض:

قال الله تعالى
” فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ”
* أكل الحرام.:
ذكرالرسول صلى الله عليه وسلم الذى يطيل السفر أشعث أغبر يمد
يديه الى السماء يارب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنّى يستجاب له” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى