سالة من تحت التراب .. من ها هنـا ( نزار قباني )

تلك القصيدة كتبها نزار قبل موته.. ووصى أن لا تعلن سوى عقب موته..
على أن تؤرخ بالعام الذي مات فيه (30/4/1998)
بعيد حدوث الموت بفترة وجيزة…… ظهرت القصيدة

برقية من تحت التراب من هــا هــنا..

من دولي الجميل.،

أريد أن أقول للعرب..

الوفاة وراء بابكم ..

الوفاة في أحضانكم..

الوفاة يوغل في دمائكم..

وأنتم تتفرجون ..

وترقصون ..

وتلعبون ..

وتعبدون أبا لهب !!!

والقدس يحرقها الغزاة ..

وأنتم تتفرجون ..

وفي أحسن الظروف..

تلقون الخطب !!!

لا تُقلقوا موتي ..

بآلاف الخطب !!!

أمضيت عمري أستثير سيوفكم ..

واخـــجــلـتاه …

سيوفكم صارت من خشب !!!

من ها هنا ..

أريد أن أقول للعرب ..

يا إخوتي..

لا…

لم تكونوا إخوة !!

فأنا ما زلت في البئر العميقة .،

أشتكي من غدركم ..

وأبي ينام على الأسى ..

وأنتم تتآمرون ..

وعلى قميصي جئتم بدم كذب !!!!!

واخــــجـلـتاه …

من ها هنا أريد أن أقول للعرب ..

ما زلت أسمع آخر المستجدات ..

ما زلت أسمع أمريكا تنام ..

طوبى لكم.. طوبى لكم ..

يا أيها العرب الكرام !!!

كم قلت ما صدقتم قولي ..

ما رجع فيكم نخوة ..

غير الخطاب !!!

لا تُقلقوا موتي ..

فلقد تعبت ..

حتى أتعبت الجهد ..

من ها هنا ..

أريد أن أقول للعرب ..

ما زلت أسمع أن مونيكا تقوم بالدفاع عن فضائحها ..

وتغسل عارها بدمائكم ..

ودماء أطفال جمهورية العراق ..

وأنتم تتراقصون ..

فوق خازوق السلام !!!

يا ليتـكم كـنـتم كمونيكا ..

فالعار يغسلكم ..

من رأسكم حتى الحذاء !!!

كل ما قمتم به هو أنكم ..

أشهرتم إعلامكم ..

مقابل الانقضاض .،

وجلستم في شرفة القصر تناجون..

النجوم !!!!!

واخـــجــلـتاه …

ماذا أقول إذا سئلت هناك ..

عن نسبي ؟؟!

ماذا أقول ؟؟؟

سأقول للتاريخ ..

والدتي لم تكن من نسلكم …

وأنا ..

ما عدت أفتخر بالنسبِ !!!!!

لا ليس لي من إخوةٍ ..

فأنا برئ ..

فأنا برئ منكم ..

وأنا الذي أفصحت ..

من قلب الدماء ..

ولسوف أفصح مرة ثانية هنا ..

وفاة العربِ !!!!!

نزار قباني

من العالم الآخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى