المواقع الأثرية في الصين

أُطلقت في عام 1999 فكرة مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة، لتبدأ بموجب هذه الفكرة منافسة قوية بين المواقع الأثرية أو المعالم المنتشرة في جميع أنحاء العالم شرط أن تكون من صنع اليد البشرية، وأن تكون تامة البناء قبل نهاية سنة 2000م.

انطلقت فعاليات المسابقة وبدأ التصويت من كافة أنحاء العالم لمئتي مبنى شيده الإنسان، و تم تقليص حجم القائمة لتقتصر على 77 موقعاً بعد التصويت لصالحها، وفاز بالتصويت – وفق نتائج كُشف عنها بعد انتهاء التصويت في لشبونة في 7/7/2007م – هرم تشيتشن إيتزا، وتمثال المسيح الفادي، وسور الصين العظيم، ومدينة ماتشو بيتشو القديمة، والبتراء، والكولوسوم، وتاج محل.

سور الصين العظيم

يقع في جمهورية الصين الشعبية إذ يمتد بدءاً من الحدود الشمالية وصولاً إلى الحدود الشمالية الغربية للبلاد، ويصل طوله إلى 2400 كيلو متر، ويعتبر ضمن أهم المعالم الجاذبة للسياح والزوار من كافة أنحاء العالم سنوياً.

لم يقتصر دور سور الصين العظيم على اعتباره معلماً أو عجيبة من عجائب الدنيا السبع، بل امتد ليكون بمثابة درع دفاعي عسكري قديم، ويجسّد تاريخ الأمة الصينية ويرمز لها، ويضع بين يدي السياح والزوار مقدمة حول ما بذله القدماء من الصينيين من عرق ودماء لتشييده، ويمتاز بعدة خصائص تميزه عن غيره من البنيان البشرية كالضخامة والعظمة والقوة وما يحيط به من تحصينات.

يتألف البناء من مجموعة من أبراج المراقبة، والجدران الدفاعية، والممرات الاستراتيجية، وثكنات الجنود، وأبراج الإنذار، ويخضع هذا البناء الضخم لنظام قيادي عسكري يأخذ عدة مستويات.

الموقع

يعبر سور الصين عدداً من التضاريس الجغرافية المتباينة، إذ يشطر الجبار والأجرف ويمتد ليمر من الصحراء ويتجاوزها ليقطع المروج الخضراء والأنهار، وتتفاوت مواد البناء وفقاً لنوع تضاريس المنطقة التي يعبرها، إذ شُيّد في المنطقة الصحراوية من أحد الأنواع الخاصة من الصفصاف نظراً لافتقار المنطقة للصخور والطوب، كما بُني الجزء العابر من هضبة التراب الأصفر شمال غربي الصين من التراب المدكوك المتين، وبالرغم من اختلاف مكونات البناء إلا أنها تتشابه بالمتانة والقوة.

يتوازى اتجاه بناء سور الصين العظيم مع الحد الذي يفصل بين المناخ شبه الرطب والجاف في المنطقة، فيعتبر خطاً فاصلاً ما بين المناطق الزراعية والبدوية.

التاريخ

يرجع تاريخ بناء الأجزاء الأولى من سور الصين العظيم إلى عهد دولة تركيو صبحيو تشانغو، إذ برزت فكرة بنائه ليشكل خط دفاع أول عن ممتلكاتهم في وجه المغول والأتراك، وأكمل مسيرة بنائه الحاكم تشين شي هوانغ المنتمي لسلالة أسرة تشين، وتم الانتهاء من بنائه بعد توحيد الصين في عام 204 قبل الميلاد بمشاركة ثلاثمائة ألف يد عاملة.

البناء

يصل ارتفاع سور الصين العظيم إلى 8 أمتار بعرض يتراوح ما بين 4.6 – 9.1 متر، ويضيق عند النقطة العلوية 3.7 متر، ويكتسي بالطوب من الناحية الشرقية، وتمتد أبراج الحراسة على طول يصل إلى 200 متر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى