المعارك

المعارك انتهتوالآن، يكفي أن ننتظرولكن انظري بفضولانت التي احببتك كثيراإنها المعركة نفسها، أحببت ذلك أم كرهتالآن، أعي كلماتك الحزينة أكثرومدى اندفاعك نحو فكرة تبليغ رسالة ماكانت الساعات شبيهة بالثوانيوأنا صبورا كنت.بعد ذلك قرأ قصيدة ثانية بعنوان “باشاماما” يقول فيها:هذه الليلة، أكتب من داخليانطلاقا من عالمنا، باشامامامن فضائنا الأليفوالذي فيه، لحما وأنفاسا، نتحابهو عالم محسوس، شكله ملموسولكن كل شيء، في الداخل وفي الخارج، حقيقةفي الخارج وفي الداخل هو الصراع ذاتهمن أجل الوجود والحياةلهذه الأسباب، أحزن أحياناكطفل بلا ملاذكبريء بلا حقيقة ساطعةوكعاشق بلا واقع حافزوقرأ الشاعر شمس الدين قصيدة بعنوان “الغيوم التي في الضواحي” التي يتناول فيها انعكاسات حرب تموز على الإنسان يقول فيها:شممت قليلا من الدمفي أول الصيففوق الترابولكنني قلت: ريح وتمضيوأبصرت شيئا من الذعروفي وشوشات الطيورالتي في الحديقةولكنني ما رأيت الحريقهولست نبياولست بعراف هذا الزمانولو كنت أدريلهربت تحت قميصي بلاديوخبأت في القلب كل الصغارولكنها الحربأقوى وأعظم من كل ما يكتب الشعراءوما يحلم الحالمون:فاعذروني إذنأيها الذاهبون إلى الموتأو أيها الصامدون على الحدأو في بطون الديارليس في قدرتي أن أغنيولا ان اصيحوما كنت يومالأصدح فوق القبوركديك فصيحويصف في مقطع آخر قائلا:في شهر تموزمن عام جرحوألفينبعد المسيخوسبعين مجزرة في القرىفي طريق الإمام الذبيحسجلوا في دفاتركم ما يلي:أزف الوقتواكتملت كربلاءمثلما شاءها الأقوياءثم قرأ شمس الدين قصيدة ثانية بين الشاعر أنها القصيدة كتبت في أجواء من الفقد والحزن، وقد كتبها بعد الانتهاء من مراسيم دفن والدته فإذا به يتخيلها لدى عودته إلى منزله نائمة على السرير والفراشة تحوم حولها:يقول:في الليلفي الفلك العظيموعند تشابك الأحياء بالموتىوولولة الرياحدفنت أميوأهلت آخر حفنةفوق التراب من الترابوقلت: ها إني أعود لعلنيأجد الجميلة تستريح على سرير جمالهافي البيتحيث تمد نحوي كفها البيضاءتسألني معاتبة:لماذا غبت يا ولدي؟وتعلم أنني ما غبتلكن الجميلة دائماينتابها قلق الغيابوأنها تنأىوتبعد حين تقربثم تنأىكي ترى حلماوقد أبصرت حلميثم قرأ قصيدة أخرى تتناول فيها أحوال حدود الحيرة وأحوال المقيم فيها يقول الشاعر:رجليسكن في أرضتدعى:”أرض الحيرة”يغمض عينيه على الأشياءفيبصر كنه الأشياءرجليسكن في وحدتهويخط سطورايدعوها “الأحوال”رجليرسم أشخاصامن ورقأومن قلق وسؤالويقول لهمقوموا لنرى..وحدود “الحيرة” غامضةتمتد من الخابور ومفترق النهرينإلى أرض تدعى “أين”وتضم بلادا غرقت في الرملوبلادا لم تغرقولكن دمرها الزلزالثم قرأ الشاعر مقدادي مجموعة من قصائده من ديوان”طقوس الغياب” وديوان “على أي حال احبك” كما قرأ قصيدة جديد لم تنشر وهي بعنوان: “التراب” يقول فيها:مزيدا من الحزن،أحتاجُ كي لا أموتْ.وأحتاجُ تلك المسافة بيني وبينك،كي أشتهيك كثيراوكي أطمئنّ،إلى أنني مُتعب بك،لكنني..،طاعنٌ في امتهان السكوتْ.وكي لا تصير العناقيدُ ملكي،ولا تنتهي..،للوقار البيوت.وأحتاج شيئاً من الخوف،كي لا يطولَ الأمانْ .وأحتاجُ، حين أكونُ وحيداً،إلى أن يموتَ المُغنّيوأن ينتهي للسّكوتِ الكمان.وأحتاج، حين أكون غريباً،إلى غربةٍويقول الشاعر في مشهد أخرى:إلى امرأةٍ،غير تلك التي تشتهيني،إلى شجرٍ يابسٍ،وحقول من الحنطة القاحلة !!وأحتاجُ،وشماً جديراً بوجهي،واسماً جديراً بصوتي،وموتاً،جديراً بهذي الحياه!وأحتاج مقبرةً للشّفاه !ومئذنة ً..،ليس يُكتمُ فيها الأذانْ.ولا يستحيلُ الإمامُ حصاناًعلى سرجهِ،يعقدُ المهرجانْ.مزيداً من الحزنِ،وختم مقدادي الأمسية بمقطع آخر:أعِدْني إذن ،أيها اللهُ يوماً ..،إلى حيث كنتُ ترابا !يبلّلُنيماؤكَ الأبويُّ،ويُسقِطُ عن حاجبيَّ الحجابا !لأترك روحي ،تغنّي كما تشتهيوأُتمَّ انتسابي إليها ،لكي .. تتجلّى ،إليك انتسابا !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى