الغرغرينا وعلاجها بالأعشاب

الغرغرينا

الغرغرينا هي موت خلايا الأنسجة الحيويّة في الجسم بسبب انقطاعالإمداد الدَمويّ، أو الإصابة بالعدوى البكتيرية، أو بسبب الجروح، وغالباً ما تُصيب أطراف الجسم كأصابع اليد، والقدم، كما قد تُصيب العضلات وأعضاء الجسم الداخليَّة.[١]

أسباب الغرغرينا

يُؤدّي الدَّم دوراً حيوياً في الجسم، فهو المسؤول عن تزويد الخلايا بالأكسجين والغذاء، كما أنَّه يقوم بنقل الأجسام المضادَة اللازمة لمقاومة مسببات الأمراض، وإذا لم يتمكن الدَّم من الوصول إلى الخلايا المُصابة فإنها تموت، وتتطور العدوى، وتموت الأنسجة. ويزدادُ خطر الإصابةِ بالغرغرينا عندما لا يتمكن الدَّم من التدفق في الأوعية الدمويَة بحريّة، كما في الحالات التالية:[٢]

  • الإصابة بمرض السكريّ.
  • الإصابة بتصلب الشرايين.
  • الإصابة بمرض الشرايين الطرفية.
  • التدخين.
  • السمنة المفرطة.
  • ظاهرة رينو، وهي تضيُّق الأوعية الدمويّة التي تُغذي الجلد بالدَّم.

أنواع الغرغرينا

تُوجد الأنَّواع التالية من الغرغرينا:

  • الغرغرينا الجَّافة: يحدث هذا النوع من الغرغرينا عند نقص تدفق الدَّم في الشريان المُغذّي للجزء المُصاب بسبب ضعف الدورة الدمويّة، وغالباً ما تصيب اليدين والقدمين، هذا النوع من الغرغرينا أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يُعانون من مرض السُكريّ، وأمراض المناعة الذاتيّة. وهو لا يتضمن تلوّث أو عدوى. ومن أعراضه ما يأتي:[٢]
    • جفاف الأنسجة المُصابة وتحوُّل لونها إلى اللّون البنيّ، أو الأرجوانيّ، أو الأسود.
    • يُصبح الجلدُ بارداً وخَدِراً.
    • يسقط الجزء المُصاب في المراحل المُتقدِّمة.
  • الغرغرينا الرَّطبة: يحدث هذا النّوع نتيجةَ إصابة الأنسجة العميقة بالعدوى البكتيريّة بعد الإصابة بالجروح، والقروح، وعضَّة البرد أو عضة الصّقيع (وهو تورُّم أطراف الأصابع، والأجزاء الحسَّاسة في الجسم كالوجه والأذنين عند تعرُّضها لدرجة حرارة مُنخفضة لفترة طويلة، ممّا يُؤدّي إلى تجمّدها، ويكون التورُّم شديداً لدرجة يمكن تشبيهها بعضَّة أحد الحيوانات المُفترسة ولذلك تُدعى عضّة الصّقيع).[٣] والحروق، ويحدث تورُّم للأنسجة المُصابة نتيجة السموم التي تُفرزها البكتيريا، مما يؤدي إلى منع تدفق الدَّم إلى الأجزاء المُصابة، ويمنع وصول كريات الدَّم البيضاء التي تحارب الجراثيم. الغرغرينا الرطبة أسرع انتشاراً من الغرغرينا الجافة، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات تُهدد الحياة مثل الصدمة الإنتانية (بالإنجليزية: Septic shock) إذا لم تُعالج على الفور، ومن أعراض الغرغرينا الرَّطبة:[٤]
    • تغيّر مكان الإصابة للّون الأسود.
    • الألم الشّديد.
    • ظُهور بثور سوداء، وصديد كريه الرّائحة تحت الجلد، ولذلك سُميت بالغرغرينا الرّطبة.
  • الغرغرينا الغازيّة: هذا النوع من الغرغرينا الذي قد يكون قاتلاً، يُسببه ميكروب من المطثيات (بالإنجليزية: Clostridiaa) يُطلق عليه اسم الغرغرينا الغازيّة لأنَّ الميكروب المسبب له يُفرز أثناء نموه فقّاعات غازيّة، وسموم تُسبب موت الأنسجة.[٥]
  • الغرغرينا الداخليّة: يحدث هذا النوع من الغرغرينا عندما يتم منع تدفق الدَّم إلى الأعضاء الداخليّة مثل: الأمعاء، والمرارة أو الزائدة الدودية. مثال عليها، عندما يحدث فتق في الأمعاء ببروزها في منطقة تكون عضلات البطن فيها ضعيفة.[٦]
  • غرغرينا فورنييه: يُصيب هذا النوع من الغرغرينا الأعضاء التناسليّة الذكريّة، تبدأ العدوى عادةً في جلد الأعضاء التناسليّة (القضيب أو كيس الصفن)، ومجرى البوّل، أو في منطقة المستقيم، تنتج العدوى عن إصابة، أوحرق للمنطقة، أو جراحة للأعضاء التناسليّة، أوالإصابة بعدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسيّ، أو إصابة في الجهاز البوليّ. هذا النوع من الغرغرينا أكثرُ انتشاراً بين الرجال المتقدمين في السن (أكثر من 50 عاماً)، والمُصابين بمرض السكريّ، وأمراض المناعة، تُعالج هذه الحالة بالمُضادّات الحيويّة، وتُزال الأنسجة الميتة جراحياً. ومن أعراض الإصابة بهذا النوع من الغرغرينا:[٧]
    • تورّم واحمرار.
    • ألم عند التبوّل.
    • وجود قيح له رائحة سيئة.
    • موت الأنسجة.
    • حُمّى.

تشخيص الغرغرينا

قد يلجأ الطبيب لإجراء الفحوصات التالية لتشخيص مرض الغرغرينا:[٨]

  • الفحص السريريّ للتمييز بين الغرغرينا الرطبة والجافة.
  • التصوير الإشعاعيّ (X-ray).
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • زراعة الدَّم، وزراعة الأنسجة المُصابة والإفرازات لتحديد مسبب المرض، ونوع المضاد الحيويّ المناسب له.
  • التصوير الشريانيّ (بالإنجليزية: Arteriogram)، لدراسة تدفق الدَّم عبر الشرايين في حالة الغرغرينا الجافة.

الوقاية من الغرغرينا

للوقاية من الإصابة بالغرغرينا يجب اتباع التعليمات التالية:[١]

  • اتباع إرشادات الطبيب لضبط مستوى السكر في الدَّم والسّيطرة على مرض السُكريّ.
  • الحرص على تعقيم الجروح وحفظها جافة للحدّ من الإصابة بالعدوى.

مضاعفات الغرغرينا

من المضاعفات التي يُمكن حدوثها نتيجة الإصابة بالغرغرينا:[١]

  • بتر الجزء المُصاب من الجسم، مما يُؤثر سلباً على نفسية المريض ونشاطاته الإجتماعية.
  • حُدوث نزيف حاد وعدم التئام الجروح بشكل جيد.
  • الإصابة بالصدمة الإنتانيّة (بالإنجليزية: Septic shock)، وتحدث إذا وصلت العدوى إلى الدَّم، ومن أعراضها:
    • انخفاض ضغط الدَّم.[٢]
    • تسارع ضربات القلب.
    • ضيق في التنفّس.
    • التغيّر في درجة حرارة الجسم.
    • آلام الجسم، وطفح جلديّ.
    • الارتباك.
    • يُصبح الجلد بارداً ورطباً.
    • الشّعور بالدّوخة، وانعدام الوزن.

علاج الغرغرينا

قد يلجأ الطبيب إلى الإجراءات التالية لعلاج الغرغرينا:[٩]

  • العلاج الجراحي لاستئصال الأنسجة الميتّة، وجراحة الأوعية الدَّموية التالفة لزيادة تدفق الدَّم للمناطق المُصابة، والسماح للأعضاء بالشفاء وضمان عدم انتقال العدوى للأنسجة المجاورة.
  • العلاج بالمضادات الحيوية عبر الوريد.
  • العلاج بضغط الأكسجين الزائد، إذ بيَّنَت بعض الدراسات أنَّ العلاج بالأكسجين تحت الضغط قد يُساعد على التئام الجروح ويُثبط نمو البكتيريا اللاهوائية، ولكن يجب الانتباه لأعراض التسمم بالأكسجين مثل: العرق الغزير، والصعوبة في التنفس، والتشنجات.
  • استخدام مسكِّنات الألم، ومضادات التخثُّر.
  • قد يلجأ الطبيب لبتر العضو المُصاب.

علاج الغرغرينا بالأعشاب والنباتات

  • أشارت دراسة أجراها مجموعةٌ من العلماء أنّ بعض المركبات الأساسيَة في بعض الأعشاب فعالة في علاج العدوى المطثية (وهي عدوى ناتجة عن بكتيريا عصويّة لاهوائيّة، تُنتج أبواغاً (خليّة تكاثر لاجنسيّ) داخليّاً قريباً من نهايتها، ولذا سُميّت بالمطثية)،[١٠] مثل: الكركمين، والأوجينول، ورغم أنَّ فعالية المركبين أقلُ من فعالية المضادات الحيوية، إلا أنَّها تُفيد في حالة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.[١١]
  • أثبتت بعضُ الدراسات أنّ الهُلام المستخرج من أوراق الصباريُفيد في شفاء والتئام الجروح.[١٢]
  • وُجد أنَّ الأرز اللبنانيّ، والشّوح السوريّ يُشجعان التئام الجروح ويعملان كمضاد للالتهاب.[١٢]
  • يُستخدم الثوم كمضاد حيوي، وقاتل للبكتيريا والفطريات لاحتوائه على الأليسين، ومركبات الكبريت الأخرى، وقد تم استخدامه لعلاج مريض من غرغرينا الرئة خلال سبعة عشر يوماً.[١٣]
  • يُستخدم الآس الشمعيّ لعلاج الجروح الجلديّة، وتنشيط الدورة الدَّمويّة.[١٤]
  • يُستخدم نبات الخاتم الذهبي (الجولدنسيل) لعلاج التهابات الجروح.[١٥]
  • تُستخدم عشبة ذيل الحصان لعلاج الجروح والحروق.[١٦]
  • تُستخدم بذور الجنكة لقتل الفطريات والبكتيريا التي تُسبّب الالتهابات.[١٧]
  • يُستخدم نبات الخطمي على شكل كمَّادات لعلاج الجروح والتقرُّحات الجلديّة.[١٨]
  • يُستخدم نبات القنفذ (اشنسا) على شكل كمَّادات على الجلد لعلاج الدّمامل، والخُرَّاجات وجروح الجلد، والقروح، والحروق، والالتهابات الفطريّة.[١٩]
  • يُستخدم الدردار على شكل كمَّادات لعلاج القروح، والحروق، والدَّمامل، والتقيُّحات.[٢٠]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى