الحركة الاسلامية تنقض غزلها

خاص السودان اليوم

تابع الكثيرون في الاسبوع الماضي باستغراب بالغ ماتناولته مواقع التواصل الاجتماعي وتداوله الناشطون عن انعقاد المؤتمر العام للحركة الإسلامية ، ومثار الاستغراب بالطبع لم يكن حول انعقاد المؤتمر انما كان حول عدد من النقاط وسنمر سريعا على بعضها التى تكفى اى واحدة منها للحكم بموت الحركة الاسلامية وانها قد جنت على نفسها وتحولت الى اكبر مخرب يهدم ما بناه بنفسه طوال سنين

…..

من علي منصة المؤتمر صرح القيادي البارز والأمين العام الأسبق للحركة الإسلامية الاستاذ علي عثمان محمد طه أنهم لن يعتذروا مطلقا عن انقلاب يونيو الذي جاء بهم للحكم معتبرا أن تقديراتهم كانت وماتزال

صحيحة بحسب رأيهم، وأنهم رأوا الواجب يحتم عليهم التحرك لإنقاذ البلد من مخاطر احدقت به والمسؤولية تقتضى ذلك فورا وعدم التراخى فيه وانهم لولا تسلمهم السلطة لضاعت البلد بحسب تعبيره ، وهذا الكلام واضح البطلان فإنهم ليسوا اوصياء علي السودان يفعلون فيه مايريدون ويقررون بشأنه ما يرون دون التفات لإرادة الشعب الذي اختار حكومته الشرعية المنتخبة وارتضي الإسلاميون انفسهم الاحتكام إلي النظام الديموقراطي وبرزوا كقوة كبري في البلد وهم يحتلون المركز الثالث بعد الحزبين الكبيرين ويقودون المعارضة من داخل البرلمان لكنهم مع ذلك انقلبوا علي إرادة الشعب ووأدوها ظلما وعدوانا ومع ذلك يتبجح السيد علي عثمان رافضا الاعتذار وكأنه يمن علينا بانقلابهم علي الشرعية ناسيا او متناسيا ان الدين الذى يتشدق به يشدد على احترام العهود والمواثيق ولا يقبل الخيانة والتعدى ، ولو أن الأمور مضت بشكل سليم لقلنا انكم تستحقون المحاكمة يا استاذ على لا أن يتفضل عليكم الشعب بقبول اعتذاركم الذي لا ترضون أن تقدموه حتي

….

أمر آخر هو ما صدر من توصية المجتمعين باعتماد دعم ترشيح الرئيس البشير لزعامة حزب المؤتمر الوطني في الدورة القادمة وترشيحه للرئاسة في انتخابات 2020 وكما هو واضح فإن هذه التوصية لم تأت الا استجابة للرأي المتبني لهذا الموقف داخل الحكومة وحزبها مع إقرار كثير من اعضاء الحركة الاسلامية أنه أمر غير لائق بادبيات حركتهم وتاريخها والتزامها بعهودها التي قطعتها علي نفسها ولكنها لما أضحت حركة ضعيفة تقودها الحكومة وليس العكس عندها أصبحت قابلة للتشكل كما يريد الحاكمون لذا فقدت فاعليتها وتأثيرها وقوة كلمتها ونصاعة موقفها.

بهذا الموقف تتحول الحركة الإسلامية إلي جهاز حكومي وتجني علي نفسها وتفقد نقاط قوتها وتعطي الحق لكل ساخر أن ينال منها

….

الأمر الأخير الذي نقف عنده هو ماتداوله الناشطون ونقلته الزميلة التيار عن مصدر مطلع أن الحركة الإسلامية قد صرفت علي مؤتمرها هذا مايقارب المائة مليار جنيه وهذا مبلغ مهول ويدعو للفزع من هؤلاء القوم إذ أن هذا الخبر لو صدق بل لو أن الحركة صرفت ربعه او خمسه في مؤتمرها هذا لكانت سفيهة وما استحقت الاحترام وهي تري شعبها يئن من الجوع والمرض والبؤس والفقر والأزمات تحيط به من كل جانب فلا وقود ولا دقيق ولا دواء ولاسيولة متوفرة في البنوك ومع كل ذلك تصرف الحركة الاسلامية هذا المبلغ علي مؤتمرها وتستفز مشاعر الناس وتمارس مايمكن أن نصفه بالفساد أو علي الاقل نقول انها بعيدة جدا عن هموم شعبها وغير متفاعلة اساسا مع قضاياه ومنفصلة عنه تماما وفى نفس الوقت تعطى لنفسها الحق تسعي إلي حكمه والسيطرة علي البلد سياسيا وتجاريا وامنيا وعسكريا واقتصاديا بل تحاول أن تقصي أبناء الوطن ممن لايتفقون معها وهي بهذا الموقف إنما تمحو كل ماعلق في أذهان الناس من صورة حسنة زاهية عنها وتكون قد نقضت غزلها بيدها وبئس العمل عملها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى