التعلم التعاوني

مدارس القرن الواحد والعشرون تتصف في البيئة التعلّمية الفاعلة من خلال تهيئة البيئة التعلّمية بالثقافة المدرسية الإيجابية الجديدة والتي تستخدم إستراتيجيات التدريس الحديثة وأهمها العمل التعاوني والجماعي، حيث تتصف الجماعات الفعالة بالإنتاجية العالية والروح المعنوية المرتفعة بين الطلبة لبلوغ هدف ما في الأنشطة الصفية واللاصفية، حيث تتصف المجموعات من الطلبة بتبادل المعلومات والمعرفة والتعاون والأداء الجيد وتقدير الذات والتعبير عن اتجاهات إيجابية تعكس الثقافة المدرسية.

حيث ذكرت الدّراسات السابقة بمدى إهتمام التربويين في العملية التعلّمية من خلال إستخدام إستراتيجيات التعلّم الحديث ومنها التعلّم التعاوني في الستينات من القرن العشرين بفضل جهود بعض العلماء مثل ديوي وكلباتريك وذلك لتفعيل دور الطالب في العملية التعليمية وذلك من خلال إنضوائه تحت مجموعة صغيرة أو مجموعة كبيرة وذلك بهدف حصوله على المعلومات والمعرفه العلمية وكذلك بأداء مهمته الفعالة والإيجابية في عملية التعلّم. (أحلام الباز حسن، والفرحاتى السيد محمود 2008، الاعتماد المهنى للمعلم مدخل تطوير التعليم)

مفهوم التعلّم التعاوني:

يقوم التعلّم التعاوني في تقسيم الطلبة إلى مجموعات صغيرة يتراوح عدد أفراد المجموعة الواحدة ما بين 2 – 6 طلاب، وتقوم كل مجموعة في أداء مهمة تعليمة واحدة، ويعمل كل عضو في المجموعة وفق الدور الذي كلف به، وتتم الإستفادة من نتائج عمل المجموعات بتعميمها على جميع الطلبة.

حيث ذكرت الدّراسات السابقة والحديثة علّة إستراتيجية التعلّم التعاوني، عندما يعمل الطلبة مع بعضهم بعضاً لتحقيق هدف مشترك فسوف تتطور لديهم خاصية الإعتماد المتبادل والمساءلة الشخصية للمساهمة في نجاح المجموعة، ويؤدي العمل الجماعي إلى دعم الزملاء، و بناء تفاعل الطلبة مع بعضهم (طالب- طالب) كبديل تفاعل المعلّم مع الطلبة (معلم- طالب)، ومن الممكن تطبيق إستراتيجيات العمل الجماعي في المنهاج الدراسي.

المبادئ الأساسية للتعلم التعاوني:

مقالات ذات صلة

الدّراسات السابقة أعتمدت على مبادئ أساسية للتعلم التعاوني في البيئة التعلّمية، ويمكن إيجازها في التعلّم الذي يضمن تعلم الطالب والتأكد من تعلم جميع الطلبة، وعملية التعزيز، وتقويم الأفراد، ومهارة التواصل.

وتلخّص بعض الدّراسات بعض القواعد في تشكيل المجموعات، منها: تشكيل مجموعات ثابتة وذلك لتحقيق الإتصال والتفاعل الإجتماعي بين الطلبة، وتشكيل مجموعات متجانسة عند معالجة موضوعات مختلفة ( مهمات تعليمية مختلفة ) وعندما تكون الموضوعات متفاوته في صعوبتها، فعندئذ توزع هذه الموضوعات على المستويات المختلفة للمجموعات المتجانسة، وتشكيل المجموعات غير المتجانسة بالإختيار العشوائي يحقق أهم أهداف العمل التعاوني وهو معاونة الأفراد لبعضهم، ومراعاة ميول ورغبات الطلبة في الإنضمام إلي مجموعة وذلك بحكم علاقات الصداقة أو الألفة بين أفراد المجموعة، حيث يتراوح عدد أفراد المجموعة ما بين 2-6 وذلك كي يتمكن الأفراد من تحقيق الأهداف من جهة، ليتمكن المعلّم من تقويم عمل المجموعات في الزمن المحدد.

خطوات تنفيذ التعلّم التعاوني:

وأجمعت أغلب الدّراسات التربوية بأنه يمكن تنفيذ التعلّم التعاوني وفق الخطوات والإجراءات الآتية:

1- تحديد المنهج الدراسي والوحدة الدراسية التي سينفذها المعلّم بإستخدام إستراتيجية العمل التعاوني.

2- تقسيم الوحدة التعليمية إلى وحدات جزئية توزع على مجموعات العمل التعاوني.

3- تقسيم الطلبة إلى مجموعات العمل التعاوني وتحديد دور كل طالب في المجموعة مثل قائد المجموعة، والقارئ، والملخص والمقوم والمسجل وكما تلاحظ فإن كل طالب من أفراد المجموعة له عمل مهم ولا يمكن أن يستغنى عنه بقية أفراد المجموعة.

4- يقوم القارئ بقراءة المهمة التعليمية، وهنا علي كل عضو فيها أن يكتب المعلومات والمفاهيم والحقائق التي يعرضها القارئ ويقع على المجموعة مسؤولية التأكد من تحقيق الأهداف عند كافة أعضاء المجموعة.

5- يجري إختبار فردي لكل عضو في المجموعة ثم تحسب علامة المجموعة من حساب المتوسّط الحسابي لعلامات الأعضاء حيث تكون أفضل مجموعة هي المجموعة التي تحصل على أعلى متوسّط حسابي، أو على أكبر مجموع إذا كان عدد أفراد المجموعات متساوياً. (حسن حسين زيتون 2003، استراتيجيات التدريس، رؤية معاصرة لطرق التعليم والتعلّم) مقارنة بين أنواع التعلّم: التعاوني والتشاركي،التعلّم من خلال النشاط والتعلّم النشط

العمل الجماعي – التعاوني (التعلّم التعاوني) التعلّم التشاركي -:

هو موقف تعليمي صفي يعمل فيه جميع الطلبة بإختلاف مستويات أدائهم في مجموعات نحو هدف عام مشترك لتحقيق الإعتماد المتبادل مما ينمّي الإصغاء الجيد ومهارات النقاش التعلّم التشاركي الذي يقوم على أساس التشارك في العملية التعليمية بين المتعلمين والمعلّمين والذي يقوم أيضاً على أساس أن تكون الأجواء داخل العلمية التعليمية أجواء نشطة بعيدة عن الملل والجمود، هو طريقة للتدريس تتعاون من خلالها فرق مكونة من إثنين أو أكثر للعمل معاً على مهارات التعلّم ضمن مجموعات صغيرة أو مجموعات كبيرة: الصف بأكمله، كل عضو في المجموعة يساهم بمهارات وقدرات خاصة مع مجموعته، يتعاون أعضاء الفريق على إنجاز المهمات والتعلّم من بعضهم البعض.

للمعلم مواصفات خاصة تميزه عن غيره لعظمة الرسالة ولأهمية الجيل الذي يربيه بين يديه، ومن هذه المواصفات:

1. إمتلاك القدرة على التعليم من أجل التغيير وليس من أجل تخزين المعلومات.

2. القدرة على تعزيز الوعي بدلاً من فرض الرأي.

3. القدرة على بناء علاقة تمتاز بالثقة والمحبة بينه وبين المتعلمين.

4. القدرة على بناء روح الفريق بين المتعلمين أنفسهم.

5. القدرة على بناء جيل قادر على الإعتماد على نفسه بتوجيه وإدارة ذاتية.

التعلّم التعاوني هو العملية التي يساهم من خلالها كل عضو في المجموعة بخبرته الشخصية: المعلومات، المفاهيم، الرؤية، المهارات والاتجاهات… بهدف تحسين منجزات التعلّم لدى الآخرين.

وبالتالي يصبح التعلّم (المجموعي) مكتسباً لدى كل فرد في المجموعة، أمثلة: المناقشة والمقابلة و المشروع، لأجل هذه الصفات وغيرها على كل معلم أن يمتلك من الأساليب التعليمية ما يحقق له ما يريد من أهداف وغايات تعليمية، ومن هذه الأساليب التي أثبتت فاعلية كبيرة على تحقيق التفاعل المطلوب داخل الغرفة الصفية أو حلقة الدرس:

التعلّم التشاركي: هو أسلوب من أساليب التعلّم التي تقوم على مشاركة المتعلم بفاعلية في العملية التعليمية، وبمعنى آخر هو الذي يقوم على تشارك كل من المعلّم والطالب بأداء العملية التربوية وتحقيق مخرجاتها، أي أنّه لا يعتمد بشكل وحيد على المعلّم كمصدر أول وأخير للمعلومة، ولا يعتمد على فئة قليلة من الطلاب يكون لها الفاعلية والنشاط داخل الحلقة أو غرفة الصف دون غيرهم، بل يعتمد على تفعيل جميع الطلبة بجميع قدراتهم العقلية والدراسية، لذلك نجد كثيراً من المربين والمدربين يسمونه ( التعلّم النشط ).
التعلّم من خلال النشاط، التعلّم النشط / التفاعلي:

هو تعلّم بالعمل من خلال الفرص الحياتية الحقيقية التي تدفع الطلبة إلى التعلّم الموجه ذاتياً وذلك لإستكشاف عميق ولتفحص وضع غير مألوف، طريقة تدريس تشرك المتعلمين في عمل أشيــــاء تجبـــرهم على التفكير فيما يتعلمون، ولكي يكون التعلّم نشطاً ينبغي أن ينهمك المتعلمون في قراءة أو كتابة أو مناقشة أو حل مشكلة تتعلق بما يتعلمون أو عمل تجريبي، و بصورة أعمق فالتعلّم النشط هو الذي يتطلب من المتعلمين أن يستخدموا مهارات التفكير العليا كالتحليل و التركيب والتقويم فيما يتعلق بما يتعلمون.

أمثلة: (المناظرة، الألعاب، الدراسة المسحية، الزيارة، المشاريع…)

الحاجة إلى التعلّم النشط:

ظهرت الحاجة إلى التعلّم النشط نتيجة عوامل عدة لعلّ أبرزها: حالة الحيرة و الارتباك التي يشكو منها المتعلمون بعد كل موقف تعليمي و التي يمكن أن تفسر بأنها نتيجة عدم إندماج المعلومات الجديدة بصورة حقيقية في عقولهم بعد كل نشاط تعليمي تقليدي.

دور المتعلم في التعلّم من خلال النشاط:

• يقوم بالتخطيط والإعداد المسبق.

• يحدد الإهتمامات الشخصية.

• يعين أهدافاً تعليمية.

• يطوِّر مهارات تنظيمية جيدة لإبقاء العمل منظماً.

• يظهر الحماس للبحث عن معرفة جديدة.

• يعمل بتعاون مع الآخرين.
دور المتعلم في التعلّم النشط:

• المتعلم مشارك نشط في العملية التعليمية، حيــث يقوم المتعلمون بأنشطة عدة تتصل بالمادة المتعلَّمة من مثل: طرح الأسئلة و فرض الفرضيّات و الاشتراك في مناقشات و البحث و القراءة و الكتابة و التجريب.

دور المعلّم في التعلّم من خلال النشاط:

• المعلّم هو الموجه و المرشد و المسهل للتعلم، فهو لا يسيطر على الموقف التعليمي و لكنه يدير الموقف التعليمي إدارة ذكية بحيث يوجه المتعلمين نحو الهدف منه، و هذا يتطلب منه الإلمام بمهارات هامة تتصل بطرح الأسئلة وإدارة المناقشات و تصميم المواقف التعليمية المشوقة و المثيرة و غيرها ومن أدواره:

• يقوم بالتخطيط والإعداد المسبق.

• يحدد نسق ونتاجات للتعلم.

• يراقب النتائج باستخدام استراتيجيات تقويم ومعايير تسجيل مناسبة.

• يختار نشاطات مناسبة ومحفزة للطلبة.

• يوفر فرصاً للطلبة لتقديم عرض مناسب للجمهور.

• يلاحظ التعاون وآليات العمل في مجموعة من الطلبة.

• ويدعم الطلبة ويشجعهم.

أبرز فوائد التعلّم النشط:

1. تشكل معارف المتعلمين السابقة خلال التعلّم النشط دليلاً عند تعلم المعارف الجديدة، و هذا يتفق مع فهمنا بأن إستثارة المعارف شرط ضروري للتعلم.

2. يتوصل المتعلمون خلال التعلّم النشط إلى حلول ذات معنى عندهم للمشكلات لأنهم يربطون المعارف الجديدة أو الحلول بأفكار و إجراءات مألوفة عندهم و ليس استخدام حلول أشخاص آخرين.

3. يحصل المتعلمون خلال التعلّم النشط على تعزيزات كافية حول فهمهم للمعارف الجديدة.

4. الحاجة إلى التوصّل إلى ناتج أو التعبير عن فكرة خلال التعلّم النشط تجبر المتعلمين على إسترجاع معلومات من الذاكرة ربما من أكثر من موضوع ثم ربطها ببعضها، و هذا يشابه المواقف الحقيقية التي سيستخدم فيها المتعلم المعرفة.

5. يبين التعلّم النشط للمتعلمين قدرتهم على التعلّم بدون مساعدة سلطة و هذا يعزز ثقتهم بذواتهم و الإعتماد على الذات.

6. يفضل معظم المتعلمين أن يكونوا نشطين خلال التعلّم.

7. المهمة التي ينجزها المتعلم بنفسه، خلال التعلّم النشط أو يشترك فيها، تكون ذات قيمة أكبر من المهمة التي ينجزها له شخص آخر.

8. يساعد التعلّم النشط على تغيير صورة المعلّم بأنه المصدر الوحيد للمعرفة و لهذا دور هام في النمو المعرفي المتعلق بفهم طبيعة الحقيقة. (توفيق أحمد مرعى، محمد محمود الحيلة، 2002، طرائق التدريس العامة)
دور الطالب في التعلّم من خلال إستراتيجية العمل الجماعي:

أشارت الدّراسات لأدوار الطلبة في العملية التعلّمية من خلال العمل التعاوني في تشجيع الطلبة الآخرين وإنجاز العمل والتمتع بالمهارة القيادية ويتحمل المسؤولية ويستخدم إدارة الوقت ويلتزم بالعمل ويظهر الرغبة في التعاون والتعلّم مع الطلبة.

دور المعلّم في تطوير إستراتيجية العمل الجماعي وتقسيم المجموعات:

حيث أشارت الدّراسات هنا على دور المعلّم في تحديد الفعاليات وزمنها لكل مجموعة، وعلى علم وفهم واضح لكيفية عمل المجموعات حسب التطور في المراحل العملية والإجرائية لكل مجموعة، ويساعد الطلبة على اكتساب السلوك الإيجابي للعمل الجماعي، ويلخّص العمل الذي تم في المجموعات، ويدعم الطلبة ويشجعهم، ويقوِّم تعلم الطلبة من خلال الملاحظة المستمرة، ويراقب من خلال التجول والإصغاء، ويوزع الطلبة في مجموعات بحيث يضمن التنويع في قدرات المجموعة الواحدة، ويغير ترتيب الصف بحيث يسهل عمل المجموعات. إستراتيجية التعلّم من خلال الأنشطة.

تشجع استراتيجيات التعلّم القائمة على النشاط الطلبة على التعلّم من خلال العمل وتوفير فرص حياتية حقيقية لهم للمساهمة في تعلم موجَّه ذاتياً، ويمكن إستخدام هذه الإستراتيجية لتفحص وضع غير مألوف، أو لإستكشاف موضوع ما بشكل عميق، وتشمل الإستراتيجيّات القائمة على النشاط المناظرة والزيارات الميدانية والألعاب وتقديم العروض الشفوية والمناقشة والتدريب والرواية والدراسة المسحية والتعلّم من خلال البرامج والمشاريع والتدوير وغيرها.

والتعلّم القائم على تنفيذ الطلبة لمشاريع مختلفة هو مثال لإستراتيجية التعلّم من خلال النشاط، إذ أن هذه النشاطات تعزز الاستقلالية والتعلّم التعاوني، حيث يتقدم الطلبة في النشاطات كل حسب سرعته واهتماماته ومستواه، والتدريس من خلال النشاط يشجع الطلبة على تحمل مسؤولية تعلمهم. (جونسون، ديفيد و جونسون، روجر و هولبك، إديث جونسون 1995، التعلّم التعاوني)

ويمكن وصف درجة التعاون من خلال العمل الجماعي بتعبئة النموذج الآتي: ضع دائرة حول الرقم الذي يصف درجة التعاون السائدة في جماعة العمل

مرتفع منخفض

إنجاز المهمة 1 2 3 4 5 6 7 8

الاستفادة من الوقت 1 2 3 4 5 6 7 8

الاستفادة من أفكار الأفراد 1 2 3 4 5 6 7 8

فض النزاع 1 2 3 4 5 6 7 8

وضوح الهدف 1 2 3 4 5 6 7 8

الإنصات الفعال 1 2 3 4 5 6 7 8

المصارحة 1 2 3 4 5 6 7 8
ما الذي يمكننا عمله برفع درجة التعاون بين أفراد الجماعة؟

ما هي الأمور ذات الفائدة لك فيما تعقده الجماعة من اجتماعات؟ ما هي الأمور عديمة الفائدة؟ (أحلام الباز حسن، والفرحاتى السيد محمود 2008، الاعتماد المهنى للمعلم مدخل تطوير التعليم)
المراجع

• مركز نون للتأليف و الترجمة 2011، التدريس و طرائق و استراتيجيات. • أحلام الباز حسن، والفرحاتى السيد محمود 2008، الاعتماد المهنى للمعلم مدخل تطوير التعليم، الإسكندرية، دار الجامعة الجديدة. • توفيق أحمد مرعى، محمد محمود الحيلة 2002، طرائق التدريس العامة، عمان،دار المسيرة. • جونسون، ديفيد و جونسون، روجر و هولبك، إديث جونسون 1995، التعلّم التعاوني، ترجمة مدارس الظهران الأهلية. الظهران، السعودية: مؤسسة التركي للنشر والتوزيع. • حسن حسين زيتون 2003، استراتيجيات التدريس، رؤية معاصرة لطرق التعليم والتعلّم، القاهرة، عالم الكتب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى