أتدري كيف قابلني الشتاء

​أتدري كيف قابلني الشتاء * * * وكيف يكون فيه الإبتلاء
وكيف البرد يفعل بالثنايا * * * إذا اصطكت وجاوبها الفضاء
وكيف نبيت فيه على فراش * * * يجور عليه في الليل الغطاء
أتدري كيف جارك يا مصلي * * * يهدده من الفقر العناء
وكيف يداه ترتجفان بؤساً * * * وتصدمه المذلة والشقاء
يصب الزمهرير عليه ثلجاً * * * فتجمد في الشرايين الدماء
خراف الأرض يكسوهن عِهنٌ * * * وترفل تحته نعمٌ وشاء
وللنمل المساكن حين يأتي * * * عليه البرد أو جُنّ المساء
وهذا الطفل يدور بغير دار * * * وفراش خيمته وحل وماء
يجوب الأرض من حي لحي * * * ولا أرض تقيه ولا سماء
فإن حل الشتاء فأدفئوني * * * أو ادفنوني فإنهما سواء
أترونني وبي عوز وضيق * * * ولا تحنوا فما هذا الجفاء
معاذ الله أن ترضوا بهذا * * * وطفل الشام يصرعه البلاء
يا مسلمون لا تجرحُنّ قلبي * * * ألا يكفيه ما جرح الشتاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى