ماذا لو تعرضتِ لمشكلة بسبب ما تنشرينه على الإنترنت؟ 2019

للأسف، دائما ما يستخف المراهقون والمراهقات – وخاصة الفتيات- بقواعد الأمان والسلامة على الإنترنت، فيعكفون على نشر عبارات وصور وآراء ربما توقعهم في مشاكل صغيرة أو كبيرة وفقا للظروف والمواقف.
هذا ما أدركته إحدى المراهقات وتأكدت منه، بعد أن كانت تجلس في أحد الأيام مع صديقتها المقربة في النادي، لتفاجأ الفتاتان بمجموعة من الشباب يقتربون فجأة ليبدأوا شجارا عنيفا مع الصديقة، قاموا خلاله بنهرها ونعتها بألفاظ بذيئة وتهديدها بضربها وإيذائها في المرة القادمة لو كررت فعلتها.
بهتت الفتاة، وهي ترى صديقتها تنكمش في مكانها أمام العنف اللفظي الذي تعرضت له، والتهديدات التي ألقاها الشباب على مسامعها، وبمجرد رحيلهم، انهارت الصديقة في البكاء، وعبرت عن خوفها الشديد، وندمها على الخطأ الذي وقعت فيه.
وبعد محاولات عديدة لتهدئتها، أخذت تحكي لصديقتها أن سبب ما حدث هو قيامها بالتعليق على صور ومنشورات تخص بعض الشباب من أبناء الحي الذي تعيش فيه، وذلك من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي. قالت الفتاة إنها كتبت لهم عبارات مسيئة بعد أن قام أحدهم باستفزازها، فرد عليها وطلب منها التوقف عن ذلك، لكنها تمادت وتحدثت كذلك بشكل غير لائق عن شقيقة ذلك الشاب. وأكدت الفتاة أنها لم تلبث أن ندمت على تعليقاتها تلك، وقامت بحذفها في وقت لاحق، لكن بالطبع كان الكثيرون قد قرأوا عباراتها غير اللائقة قبل مسحها.
وأخذت الفتاة بعد ذلك تتلفت حولها بخوف كلما خرجت من المنزل في طريقها للمدرسة أو لأي مكان آخر، ولم تعد تشعر بالأمان، خوفا من أن يعاود أولئك الفتيان التعرض لها وهي بمفردها.
مثل هذه القصة يجب أن تتعلم منها كل فتاة أن تلتزم الحذر والسلوك اللائق عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، فيجب عدم كتابة عبارات أو تعليقات أو وضع صور مسيئة لأحد ونشرها على الملأ، لأن هذا لا يصح أولا، لأنه قد يعرض الفتاة بعد ذلك لمشاكل كبيرة، لعل أبسطها ما قصصناه بأعلى، إذا ما توصل من هاجمتهم لفظيا إلى هويتها الحقيقية، فكروا في الوصول إليها والانتقام منها.
وهذا يقود أيضا إلى أهمية عدم نشر أرقام التليفون الخاصة أو أي معلومات تخص الاسم بالكامل أو عنوان السكن أو مكان الدراسة على مواقع التواصل الاجتماعي.
يجب أن تعرف كل فتاة أيضا أن في دول العالم الغربي – وكذلك في بعض دول الوطن العربي- أصبح هناك إدارة مباحث متخصصة في جرائم النشر الإلكتروني، وهذا يعني أن لو هذا النظام الأمني قائم في بلدك، وقمت بارتكاب أي تجاوز لقواعد وسلوكيات التعامل على شبكة الإنترنت، قد يضعك هذا تحت طائلة القانون، لو تقدم من أسأت إليهم بشكوى ضدك، وتم تعقب رقم (الآي بي) الخاص بك على الشبكة العنكبوتية، وهنا ستكون المشكلة أكبر بمراحل، ليس لك فقط، بل أيضا لوالديك وأسرتك.
أي فتاة يحدث لها مثل ذلك الموقف الذي قصصناه هنا، عليها أولا أن تتقدم باعتذار واضح للأشخاص الذين أخطأت في حقهم وتحدثت عنهم بشكل غير لائق، وثانيا، أن تتعلم جيدا من التجربة القاسية التي مرت بها، وتحمد الله أن الخسائر محدودة، وأن عليها فيما بعد أن تحسن التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وتستخدمها على الوجه الذي يحقق لها الاستفادة أو حتى المتعة والترفيه، لكن دون الإساءة للآخرين أو التعدي عليهم بأي شكل، ودون أن يؤدي بها أي تصرف أحمق إلى وضع نفسها والمقربين إليها في مأزق سخيف، ومشاكل لا شك أن الجميع في غنى عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى