كيف تتحكم في مشاعرك: تعلم الذكاء العاطفي 2019

الذكاء العاطفي هو القدرة على فرز العواطف الذاتية وحسن استعمالها وهو القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين لتحفيز أنفسنا ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين

في سن مبكر يشعر الأطفال بالشفقة. فعندما يجرح طفل نفسه يبدأ في البكاء، ويتأثر به طفل آخر فيبدأ هو الآخر بدوره في البكاء.

وتقول آنيا فون كانيتس مدربة ومستشارة اتصالات إنه هذا يتوقف على البيئة التي يكبرون بها، فبعض الأطفال تكون حظوظهم قليلة في التعبير عن هذه المشاعر. وعندما يكبرون يكونون اكثر ميلا لعدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم أو إدراكها أو الاستجابة لمشاعر الآخرين.

ويقول الأستاذ جيرهارد بليكله من جامعة بون في ألمانيا إنه “مع ذلك يمكن للمرء تدريب ذكائه العاطفي”.

وتكمن نقطة البداية في أن الأشخاص يحتاجون لمعرفة مستوى ذكائهم العاطفي. فأي شخص يهدف إلى بناء ذكائه العاطفي تواجهه تساؤلات في إجراء اختبار ذاتي. ويتطلب منهم الامر تخيل إذا ما كانوا عادة يدركون كيفية تصرفهم وإذا ما كانوا يستجيبون لمشاعرهم الخاصة على الإطلاق.

كما أنه من المهم معرفة إذا ما كان بوسعهم التحكم في أنفسهم عند الغضب أم أنهم يقولون بسرعة أشياء يندمون عليها لاحقا. عملية الاختبار الذاتي تبحث أيضاً في إذا ما كان المرء المهني يدرك مشاعر الآخرين أم أنه يشعر بعجز تام في مواجهتها.

وتقول فون كانيتس إنه إذا كانت النتيجة أن الشخص المعني غير قادر على الشعور بصورة كبيرة فإنه يحتاج لتدريب ذكائه العاطفي. والتدريب مماثل تماما كما في الرياضة. عندما تبدأ في الركض فلا تستطيع العدو لمسافة طويلة في أول الأمر. وتقول: إن “هذا لا يعني أنه لا يمكنك فعل الأمر بعد الآن”.

وتعتقد أن تحسين الذكاء العاطفي يعني الاستماع إلى نفسك. وإذا فعلت شيئا، فإنه يجب عليك أن تسأل نفسك ماذا كان رد فعلك تجاهه. “تدريب مراقبتك الداخلية هو أحد الأسس”.

ويتعين على هؤلاء الذين يستهدفون رفع ذكائهم العاطفي تدريب أجسادهم، حيث أن التصورات الجسدية مهمة. يجب عليك أن تسأل نفسك باستمرار ما مقدار الطاقة التي لديك، هل تتمتع بمجهود جسدي أم العكس.

وإدراك مشاعرك يساعدك في العمل أيضاً. ويقول بليكله إن “الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى مرتفع من الذكاء العاطفي أكثر نجاحا على الصعيد المهني، خاصة إذا توفرت لديهم الإرادة في النجاح”.

ويتعين على المديرون تدريب ذكائهم العاطفي. وتقول فون كانيتس إنه “إذا أردت أن تقود فريقا فإن هذه مهمة معقدة، لأنه يجب عليك أن تكسب لصفك الأشخاص الذين تقودهم”.

ولكي تستطيع أن تبرع في منصب إداري، يجب أن يكون لديك مشاعر تجاه الآخرين. فالمديرون الجيدون لا يمكنهم ببساطة اتخاذ المسارات الخاصة بهم، لكنهم يحتاجون لإقناع موظفيهم بالتعاون معهم. إذا لم تكن لديك حاسة لاستشعار هذا، وكيفية الحديث لأشخاص آخرين، فإن الأمر يشكل صعوبة. ومن ثم فأنت تعرض مستقبلك المهني للخطر.

إذا كنت تعرف نفسك جيدا، وتتقبل كل عيوبك، فيمكنك وضع حدود أفضل وتجعل الآخرين ان يحترموك بصورة أكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى