عندما يصبح انفصال الوالدين واقعا يجب التعامل معه 2019

عندما يتحول انفصال الوالدين من شبح غير مؤكد يطل برأسه من آن لآخر على بيتك، إلى واقع قبيح عليك التعايش معه، من الطبيعي أن تشعري بالحيرة والارتباك والخوف. لأسباب مختلفة ومتعددة يقع الطلاق بين بعض الأزواج والزوجات، لكن دائما من يدفع الثمن هم الأبناء للأسف. قد لا تجدين من تتحدثين معه في مثل هذا الموقف، وقد لا تعرفين كيف عليك التعامل مع زوجة أبيك الجديدة، أو خطيب والدتك… هل عليك مهاجمتهما أم تقبلهما وحسن معاملتهما؟! وكيف يجب عليك مواجهة الحياة بعد أن قفز الأب والأم من السفينة الغارقة وتركاك بها بمفردك؟! سنحاول فيما يلي إرشادك من خلال بعض النقاط والنصائح حتى يمكنك مواجهة واقعك الجديد وتخفيف ألمه قدر الإمكان:
انفصال والديك ليس خطأك أنت
أول ما يجب عليك إدراكه وتصديقه هو أن والديك لم ينفصلا بسببك، فهناك جانب آخر لعلاقتهما لا ترينه ولست على علم بخلفياته، وهذا هو سبب إخفاقهما في الحفاظ على العلاقة. قد لا تحصلين منهما على إجابات أو أسباب محددة، لكن تذكري أن كلا منهما يحبك، حتى لو انتهى حبهما لبعضهما البعض.
التعبير عما بداخلك مهم
لقد انهارت أركان منزلك فجأة، وذهب سكانه كل في اتجاه مختلف. من الطبيعي أن تزدحم بداخلك العديد من المشاعر السلبية التي لو واصلت كبتها، قد يحدث لك انفجار كبير ومفاجئ في وقت ما. من المفيد لصحتك النفسية أن تبوحي بكل ما بداخلك من غضب وإحباط ورفض وخوف من المستقبل لشخص تأتمنينه، ويمكن أن يكون إحدى صديقاتك أو أحد الأقارب أو حتى طبيب نفسي متخصص. التعبير عن مشاعرك بصراحة والبكاء سيخففان عنك الكثير، ويحسنان من حالتك النفسية.
تحدثي إليهما
سواء كنت متقبلة لقرار الانفصال، ومحترمة قرار والديك، أو منهارة داخليا وتلومينهما على ما فعلا، عليك الجلوس مع والديك، ومواجهتمهما بحقيقة موقفك بصراحة، كما عليك مناقشة أمور مهمة معهما، مثل مكان معيشتك مع أي منهما، ومواعيد زيارة الطرف الآخر لك، وهل سيتطلب الأمر تغيير مكان دراستك؟، وغير ذلك من الأمور التي تشعرك بحيرة وخوف وارتباك. من المؤسف أن مثل هذا الموقف سيتطلب منك التصرف بنضج مبكر، والعناية بنفسك تماما كالكبار، فاستعيني بكل قوتك الداخلية، وكوني شجاعة.
ادعمي والديك
في نهاية الأمر، قد يقرر أحد والديك المنفصلين الزواج من شخص آخر – أو كلاهما- وهنا قد تشعرين بالسعادة لكل منهما لأنه سيجد السعادة من جديد، أو على الأغلب قد تشعرين أنها نهاية العالم بالنسبة لك. التغيير سيكون غريبا بالطبع، ورؤية شخص غريب يحل محل والدك أو والدتك ليس أمرا سهلا على نفسك بالمرة، لكن لو كان وقت كاف قد مر على الانفصال، وليس هناك أمل في عودتهما معا، ربما عليك في هذه اللحظة أن تسعدي لسعادة كل منهما، وأن تحافظي دوما على متانة علاقتك بهما رغم كل شيء.
تعرفي على الشخص الجديد
سواء كان زوجة أب أو زوج أم، حاولي التعرف بشكل حيادي على الشخص الجديد الوافد إلى حياتك، دون انطباعات سلبية مسبقة، ودون أن تحمليه ذنبا لم يرتكبه. اقبلي دعوته على الغداء أو شاركيه جولة تسوق، وحاولي معرفته بشكل أفضل، قبل أن تصدري حكمك عليه، واعلمي أن علاقتك المتوترة بشريك الحياة الجديدة لوالدك أو والدتك، ستنعكس بشكل مباشر على علاقتك بالوالد والوالدة نفسيهما.

لا تسقطي في دائرة الدراما والشعور بأنك ضحية
أخرجي نفسك سريعا من دائرة الحزن والإحباط والإحساس بتخلي والديك عنك، وانتبهي جيدا لصحتك ودراستك، ومارسي كل الأنشطة الفنية والرياضية الجميلة التي تسعدك، فأي أذى سيلحق بك نتيجة سقوطك في دوامة رثاء النفس والشعور بأنك ضحية، ستكونين أنت أول من يدفع ثمنه من سعادتك واستقرار حياتك فيما بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى