طموحك عالى وخايفة تفشلى؟ 2019

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
أتمنى مساعدتي وتوجهي للخروج من دوامة التفكير في هذا الأمر.
وهو إني منذ صغري كنت أتمنى دخول الطب، كبرت وزاد تعلقي به وضحيت بأحد السنوات الماضية من أجل حصولي على نسبة كانت ستكون عائقا لي لو أكملتها.
و الآن ولله الحمد أنا في آخر سنة دراسية وقد وفقني ربي لنيل درجات عالية ومشكلتي كالأتي:
*كثرة ما أسمع عن صعوبة الطب؛ فقد انتابني الخوف من الفشل فأنا إنسانة أكره الفشل أو أن أكون في مستوى متدني أو حتى عادي، فأنا لا أفكر في شيء غير الطب، ولا أتخيل نفسي في غيره، و إني لا أريد أن أدخل الطب ثم أقف عاجزة، و أكون قد أضعت جميع سنين عمري بالتفكير في شي أنصدم بأني عاجزة عنه.
*والأمر الآخر فإني أحب التفقه في الدين وأتمنى تعلمه وأن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين))متفق عليه.
دائما ما يتردد علي و أريد أن أنفع الإسلام بتطبيق الحديث ففي بعض الأحيان أعزم على ترك حلمي من أجل ذلك ولكن!!! هل يمكن الجمع بين الطب وتعلم الشريعة؟ لما يعرف عن مهنة الطبيبة من اختلاط و انشغال جل الوقت بالعمل.
أنا أعلم أن الإنسان على ما تربى عليه ومدى خوفه من الله سبحانه ومراقبته ولكن لا أدري ماذا أفعل بين الأمنيتين؟
أعتذر على الإطالة فلطلما حلمت أن أجد من ينر لي أمري ممن له الاستطاعة على ذلك.
و جزيتم خيرا.
ابنتكم إبداع بلا حدود

الحل

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
ابنتي الفاضلة مرام (إبداع بلا حدود) وفقها الله

أحيي فيك أولا طموحك ورغبتك في التخصص فيما يكون ذا نفع للآخرين، وأن تبتغي بذلك مرضاة الله سبحانه.
في البداية: يجب أن تعرفي أن الخوف من الفشل أمر طبيعي، والناس جميعهم يشعرون بشيء من هذا الخوف لاسيما عند مواجهة تجارب جديدة عليهم.
لذلك لا تقلقي كثيرا من مشاعر الخوف من الفشل.
جزء كبير من الخوف يكون مصدره الجهل أو نقص المعلومات المتعلقة بما نخاف من مواجهته.
لذلك حاولي الحصول على معلومات متكاملة قدر الإمكان عن برنامج كلية الطب، إما عن طريق قريبة لك تدرس في الكلية نفسها أو حتى بزيارة الكلية والالتقاء ببعض الأستاذات والطالبات لسؤالهن عما تودين معرفته عنها.
بعد استكمال المعلومات عن الكلية: استخيري الله تعالى؛ فإن وجدت ارتياحا: فاستمري في محاولة الحصول على القبول في كلية الطب، وسلمي الأمر لله، فإن كان فيه الخير فسييسره لك سبحانه، وإن لم يتيسر لك ذلك، فاعلمي أن الله تعالى قد اختار لك الخير في تخصص آخر.
الخوف من الفشل ربما يكون أحيانا من أهم أسباب الوقوع في الفشل.
توكلي على الله تعالى قبل عمل أي شيء، وإن لم ييسر لك النجاح في هذا المسار، فينبغي أن تعلمي أنه ليس نهاية العالم. صحيح أن ما قد يبدو فشلا في تحقيق هدف معين قد يسبب صدمة نفسية شديدة، لاسيما عندما يكون تعلق الشخص بهذا الهدف كبيرا وطموحه عاليا. لكن الاستعداد النفسي سيجعل الشخص مستعدا لقبول ما يكتبه الله تعالى له، ويقبل به.
كثير من الناس – بعضهم أعرفهم شخصيا- كانت لهم طموحات في مجالات معينة، ولكن الله تعالى لم يكتب لهم التوفيق في تلك المجالات التي اختاروها. وقد كانت قرارات بعضهم جريئة فغيروا مساراتهم فكتب الله تعالى لهم التوفيق بدرجة ربما تفوق ما كانوا يتوقعونه في المجال الأول.
لذلك تقبلي احتمالية ألا يكتب الله لك التوفيق في مجال معين، لأنه ربما لم يكن الخيار الأنسب لك.

بالنسبة لدراسة الطب للفتاة المحافظة وفرص العمل، فهذه من القضايا التي يختلف فيها الرأي وفقا للمصلحة والمفسدة، وقدرة الفتاة على أن تتعامل مع الوضع بشكل إيجابي يحميها من شرور الاختلاط سواء في الدراسة أو العمل.
ولذلك لابد من اطلاع الوالدين على الوضع واستشارتهم والاتفاق معهم على طريقة التعامل بالأسلوب الذي يحمي الفتاة بإذن الله تعالى من مفاسد الاختلاط إن وجد.
أما بالنسبة لطلب العلم الشرعي، فإن الدراسة النظامية هي إحدى السبل لتحقيق ذلك.
ولكن هناك بحمد الله عدة وسائل يمكنك من خلالها اكتساب العلم الشرعي.
و بالتأكيد، يمكنك تحقيق الأمرين في الوقت نفسه بشيء من الجدية وتنظيم الوقت؛ بل إنه قد يكون من الأحوج للمجتمع في هذه الأيام أن تهتم بعض الطبيبات بالقضايا الفقهية المرتبطة بالطب، لاسيما أنها كثيرا ما تحتاجها النساء، ويصعب عليهن استفتاء الرجال أو يشعرن بالحرج من الحديث في أمورهن الخاصة.
بل ربما أصبحت مرجعا للمفتيات عند رغبتهن في معرفة الجوانب الطبية المتعلقة بأمر ما قبل أن يفتين.
اسألي الله تعالى أن يعينك ويهديك لدروب الخير وألا يكلك لنفسك، أسأل الله تعالى لك التوفيق والعون والسداد، وأن ييسر لك دربك لتكوني من المتميزات اللواتي يخدمن الأمة أينما حللن، وحيثما عملن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى