ساعدت في نشر شائعة … والندم يمزقني 2019

هل شعرت في لحظة ما أن كلمات عنوان هذا المقال تتردد بداخلك؟ هل حدث في إحدى المرات أن أخبرتك إحدى صديقاتك شيئا عن فتاة زميلة في الدراسة أو في النادي، وبدورك نقلت ما سمعت لآخرين دون أن تتحققي منه، ثم اكتشفت أن الأمر لم يكن سوى شائعة كاذبة، وأنك قد ساهمت في الإساءة لسمعة فتاة بريئة؟!

ساعدت شائعة والندم يمزقني !!!! 13488764064.gif
هل شعرت بالذنب والندم يضغطان على نفسك، وتمنيت لو كان هناك أي شيء يمكن فعله لإصلاح الأمر؟
مبدئيا، مجرد شعورك بالذنب والندم في مثل هذا الموقف يعتبر شعورا إيجابيا في حد ذاته، فهي إشارة تعني بوضوح أن ضميرك مستيقظ، وأن الشر ليس من طبعك، بل إن ما حدث كان مجرد هفوة عابرة مناقضة لأخلاقك وقيمك وأسلوب تصرفك في المعتاد.

بل إن عليك القلق بشكل كبير إذا وقع موقف كهذا، ولم تشعري بأي ندم أو ذنب، ومارست حياتك بشكل عادي!

إذن فالشعور بالندم والإحساس بالذنب هو بداية الطريق الصحيح، لكنه مع ذلك لا يكفي، لأن هناك ما يجب فعله للتخلص من هذا الشعور، ألا وهو تحمل مسئولية التصرف الخاطيء الذي قمت به.
ساعدت شائعة والندم يمزقني !!!! 13488764064.gif

كلنا بشر معرضون للوقوع في الخطأ، وليس بيننا ملائكة، لكن الفارق بين شخص وآخر هو أن هناك من لا يعرف طعما للراحة إلا لو حاول إصلاح خطأه وتحمل المسئولية عما بدر منه وتعهد بعدم تكرار مثل هذا الخطأ مرة أخرى، وهناك آخر قد يشعر بالندم على ما فعل، لكنه يتكبر ويبرر أفعاله، رافضا تحمل مسئوليتها.
ساعدت شائعة والندم يمزقني !!!! 13488764064.gif

لذا، لا تكتفي بمجرد الندم والشعور بعدم الراحة، بل اختاري أن تكوني النوع الأول من البشر، وبادري بالمواجهة والاعتذار عن خطئك.

وفيما يلي نقترح عليك بعض الأفكار في هذا الشأن:
ابدئي بالتوجه إلى الفتاة التي تسببت في نشر الشائعات عنها، وصارحيها بكل ما حدث. يمكنك مثلا أن تقولي:

“أتيت إليك لأني أدين لك باعتذار. فمنذ أسبوع حكت لي إحداهن أنك مريضة بمرض معد، وحذرتني من التعامل المباشر معك، وللأسف صدقتها، وحذرت المزيد من الصديقات والزميلات من التعامل معك، وانتشر الأمر، مما جعل الجميع يتجنبك، ويتحدث عنك من خلف ظهرك، وهو ما جعل إدارة المدرسة تصر على إجراء الكشف الطبي عليك،

ساعدت شائعة والندم يمزقني !!!! 13488764064.gif
وبالطبع اتضح أن الموضوع لم يكن سوى شائعة سخيفة تسببت أنا بحماقتي في نشرها والإساءة إليك. لقد انتهى الأمر، وعلم الجميع الآن أنك سليمة معافاة وسرعان ما سيعود الكل للتعامل معك بشكل عادي ، لكنني شعرت بذنب كبير تجاهك، وأردت أن أعتذر لك بشكل مباشر وأطلب منك أن تسامحيني وتغفري لي تهوري وعدم تأكدي من الأمر أولا قبل أن أتسبب في كل هذه الفوضى، وأعدك بعدم تكرار مثل هذا الخطأ فيما يخصك أو غيرك في المستقبل”.
ساعدت شائعة والندم يمزقني !!!! 13488764064.gif

بعد أن تنتهي من الكلام، اتركي للفتاة الفرصة لاستيعاب ما ذكرته، والإحساس بالصدق في كلماتك، وبعد فترة مناسبة من الصمت، اعرضي عليها أن تفعلي أي شيء يرضيها لكي تسامحك، واتركي لها الفرصة لتفكر فيما تريد، ثم عودي إليها بعد يوم أو يومين، واسأليها إن كانت قد سامحتك أم ليس بعد.
كوني مستعدة لبعض كلمات العتاب التي قد تكون قاسية أو غاضبة من جانبها، وقدّري مشاعرها، ففي النهاية تأكدي أنها ستسامحك. وقد لا تغضب وتقبل اعتذارك سريعا.
ساعدت شائعة والندم يمزقني !!!! 13488764064.gif

وفي كل الأحوال تأكدي أنك ستكسبين احترامها لتحليك بشجاعة المواجهة والاعتراف بالخطأ وتحمل المسئولية عنه.
والأهم من كل ذلك، أن مثل هذا الموقف سيعلمك درسا لن تنسيه، وهو إلى أي مدى يمكن لنقل الكلام ونشر الشائعات الكاذبة أن يضر بالآخرين، ويجعلك تحتقرين نفسك إذا كنت المسئولة عما حدث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى