دواء مسألة الدواء.. بقلم اسحق فضل الله

السودان اليوم:

> .. منذ مايو.. لا دواء
> .. ومجموعة كانت تلتقي عند الشاطئ.. وتنتقل إلى مكانٍ آخر تتحدث (همساً) عن الأيام القادمة.. وأزمة الدواء
> ومجموعة في الخرطوم جنوب.. وهمس عن الدواء
> .. وعن خلق الصفوف الجديدة للدواء (بعد صفوف الخبز والوقود و..)
> وهمس عن.. التدخل الدولي وهو شيء يعرفه الناس حين تبلغ أزمة الدواء حداً معيناً
> و..
> وفبراير 2018م مشهد الحديث الأول عن اختفاء الدواء (400) اسم دوائي يختفي
> و(33) دواءً رئيسياً تختفي
> والوزير يعلن هذا..
> لكن.. لكن.. لكن
> .. تقارير غريبة تنطلق
> تقرير يقدم لمجلس الوزراء قبل شهور أربعة يقول إنه
.. لا شح في الدواء..
> وأن استيراد الأدوية في النصف الأول من هذا العام يزيد على استيراد النصف الأول من العام الماضي
> هذا يقدم لمجلس الوزراء.. لمجلس الوزراء نعم
> .. بينما؟..
> بينما تقارير الجمارك تقول إن
> استيراد الدواء للنصف الأول من العام هذا ينخفض بنسبة (36%)
> ومكتب الأمم المتحدة في الخرطوم يقول تقريره إن استيراد الدواء ينخفض بنسبة (38%)
> والصيادلة تقريرهم يقول إن استيراد الدواء ينخفض بنسبة (40%)
> والروشتات في أيدي المرضى تقول إن الدواء يختفي بنسبة (90%)
> والأزمة تبلغ أن مواقع على الفيس بوك يطلقها الصيادلة.. يطلقونها لتوجيه أصحاب الحاجات الملحة إلى أماكن (يُحتمل) وجود الدواء فيها
(2)
> ومثل الجهة التي تحدث مجلس الوزراء
> .. جهة تحدث معتز أن الدواء متوفر.. متوفر .. وأن الصيدليات تخفي الدواء وترفض الاستيراد وتعمل لرفع السعر
> ومعتز يتهم الصيادلة والشركات التي تستورد الأدوية
> .. والخناجر تقترب من مركز الدائرة
> وميدان المعركة هو….
> الدولة قانونها يلزم الصيادلة بسعر محدد تشترك مجالس الأدوية فيه
> .. والسعر ظل هو (30)
> وشركات الأدوية تستورد
> والشركات هذه تجد أن أسعار التعامل تقفز إلى الخمسين أو نحوها
> والشركات تطلب (47) سعراً يلتقي عنده المواطن الذي يشتري الدواء بسعر معقول.. ولا شيء مثل العافية.. والشركات عندها تفلت من هاوية الخسارة التي ظلت تنزلق فيها
> والدولة التي يهمها أن يمضي كل شيء بنعومة.. تفلت
> و(47) إذن تصبح وحدة مقترحة للقاء والتعامل.. وكل شيء يتنهد في راحة.. لكن جهة تجعل السيد رئيس الوزراء يغرس سيقانه في خندق السعر القديم
> ……
> والمشهد الآن هو
> أدوية إن هي ابتلعتها المخازن فسدت.. والشركات تخسر والمواطن والدولة كلهم يخسر
> والأدوية هذه إن هي عُرضت.. وهذا ما يحدث الآن.. غاصت الشركات في الخسارة.. وغاصت .. وتوقفت
> و(توقفت) تعني.. لا دواء..
> موقف يشعل الآن مصباحاً أحمر مخيفاً
> مصباح الخطر
> فالعالم قانونه يعرّض الدولة التي تفقد الدواء إلى التدخل الدولي.. الذي هو حصار دولي
(3)
> وحلول.. وأنصاف حلول الآن
> وأنصاف الحلول بعضها يذهب إلى
> أن تظل الصيدليات تعمل بالسعر الحالي (30)
> وأن تتكفل الدولة بالفرق
> والدواء يصبح مدعوماً
> وحلول بعضها هو أن تغطي الدولة نوعاً مهماً جداً من الأدوية.. بحيث تصبح أدوية تبقى عند أسعارها الأولى.. وأن تنتقل بقية الأدوية إلى الأسعار الجديدة
> و..
(4)
> .. الحوار يمضي.. لكن جملة مخيفة.. تطل الآن
> وما يطل هو أنه إن توصلت الأطراف تحت الليل هذا إلى حل كامل.. كامل.. وأطلقت الشركات للاستيراد فإن الدواء (بطبيعة التعاقد مع المصانع) لا يبلغ الخرطوم إلا بعد تسعين يوماً
> فالدواء المعين يطلب من الشركة التي تصنعه بكمية معينة بعدها تشرع المصانع في الإنتاج
> الإنتاج الذي.. يعقب
تسليم الأسعار والفواتير
> والإنتاج ينتظر دوره فالشركات يزدحم عندها العالم
> ولا حصول على أي شحنة إلا بعد تسليم الثمن المتفق عليه بتسعين يوماً
> تسعون يوماً..
> بينما السودان ما تحمله الرفوف تحت ليله الآن لا يكفي لأسابيع قادمة
> ولجنة ودراسة.. ربما
> واللجنة الأخيرة التي يطلقها مجلس الوزراء للدراسة.. لدراسة أزمة الدواء ذاتها.. كانت لجنة تطلق في 20/ فبراير
> ثم لم تجتمع حتى اليوم
> واللجنة الثانية التي شكلها نائب الرئيس السابق (حسبو) 28/ 7/ 2018م لدراسة أزمة الدواء ذاتها
ويحشد لها الإمدادات وبنك السودان والشركات وغيرها لجنة تتوقف في مايو الماضي.. حين يجري التشكيل الجديد (يومها) لمجلس الوزراء
> و..
> السيد معتز..
نسأل الله ألا تمرض
> ونسأل الله ألا يدخل مكتبك قوم حمر الوجوه يحملون بطاقات الأمم المتحدة
> ويصبحون هم بروق الحصار الدولي كما يشتهي الذين يجتمعون في الشاطئ وفي مكانٍ آخر منذ أسابيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى