جميلة ولكن أين العريس؟ 2019

السؤال

أنا فتاة جميلة ومحبوبة ومثقفة وخلوقة وجامعية،
لا أقول ذلك مديحا في نفسي، إنما ذلك ما ينعتني به الناس دوما،
على الرغم من كل هذه الصفات إلا أنني إلى الآن لم أتزوج!!
و ما يضايقني هو أنني لا أكون في مكان إلا وأُخطب فيه،
ويتقدم لي الشباب للزواج، لكن لا يحدث النصيب
لِمَ وما الأسباب لا أدري؟؟؟
أحيانا أصل إلى مرحلة الانهيار بالتفكير لِم لا يتم ما حلمت به منذ صغري
وهو أن أكون زوجة لإنسان صالح،
أنا مؤمنة جدا بالله، وأحبه كثيرا،
أقوم الليل على الأقل مرتين بالأسبوع،
وأدعو الله دوما أن يعوضني عن كل السنين التي ذهبت،
عمري الآن ثمانية وعشرون عاما، ومازلت أنتظر الإنسان الذي أتمناه،
أريد منكم نصيحة ماذا أفعل؟
أنا والله لست ممن يشترط، ويضع المواصفات القياسية لزوج المستقبل،
كل ما أتمناه أن يكون إنساناً صالحاً ومتكافئاً معي لا أكثر ولا أقل…
انصحوني فقد وصلت إلى مرحلة من التعب الفكري؛
لأني لا أجد أسبابا لما يحدث معي بعدم اكتمال الموضوع إلى نهايته،

أنا أرقي نفسي دوما بأذكار الصباح والمساء،
ومؤمنة بالله العظيم أنه قادر على حمايتي..
أرشدوني مأجورين.

الرّد:

بسم الله والصلاة و السلام على رسول الله، وبعد:

من المفيد أحياناًَ أن ينظر المرء للأشياء حوله بطريقة مقلوبة،
لو أن كل سؤال سألناه في هذه الحياة،
ولو أن كل مشكلة وجدنا لها حلاً،
ترى هل كنا سنجد بداخلنا الدافع للمواصلة والبحث والاستكشاف…
كيف سيكون طعم الحياة حينها؟

حياكِ الله أختي الكريمة..
قد يكون من الخطأ تصور حتمية حدوث النتيجة
طالما أن الأسباب قد توفرت واكتملت، من وجهة نظرنا على الأقل،
وهنا تأتي أقدار الله لتعيد تربية المسلم وصياغة تفكيره
حتى لا ينحي القدر-خيره وشره- جانباً، وهو من أركان الإيمان،
وقد يقع هذا بداخلنا يعبر عنه لسان الحال لا المقال.
نعم توفرت لديك كل الصفات الحسنة التي يتمناها أي شاب في شريكة حياته،
لكن لم يتم الزواج إلى الآن،
يقيناً أن ما يحدث لكِ وللكثيرات لحكمة،وإن خفيت علينا،
ويقيناً أن هذا هو الخير, ولو بدا لنا غير ذلك.
لا تتوقفي عن الدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح، فخزائن رحمته لا تنفذ،
وهو سبحانه كل يوم في شأن،
وهناك عبارة جميلة تقول:
“إن الإنسان إذا بدأ يمل من الدعاء فذلك يعني أن استجابة الدعاء قربت،
والشيطان يريد أن يلهيك عن الدعاء من أجل أن تفوتك الفرصة”.
ولا حرج عليك مطلقاً أنكِ إن وجدتِ صاحب الدين والخلق
وكان مناسباً لكِ اجتماعياً وفكرياً، وفي سلوكه وطباعه،
أن تبحثي عن ثقة أمين يكون واسطة ليحدثه بشأنك ويحفزه للتقدم إليكِ،
ولعل هذا يدخل ضمن الأخذ بالأسباب.
إلى حين ذلك -ومهما تأخر الأمر-
فإن الحياة جميلة ولا تستحق منا أبداً إن لم يكتمل محور فيها من محاور عدة
أن نصل بأنفسنا لمرحلة الانهيار أو التعب الفكري، فلا حيلة في الرزق،
و الله سبحانه قد تكون قمة عطائه في المنع، فهو أرحم بعبده من أمه والناس أجمعين.
تأملي نعم الله عليكِ، و الذي حباكِ بالعافية و الدين وكفى بهما نعمة،
والكثير مما لو أعددناه إلى آخر لحظة في عمرنا ما أحصيناه.
استغلي وقتك بكل مفيد ونافع، من التزام صحبة صالحة، وإكمال دراسة،
والتحاق بدورات تنمي مواهبك وتصقل قدراتك، وممارسة الرياضة،
والالتحاق بجمعيات النفع العام، والبحث عن تقديم سبل العون للآخرين،
والاهتمام بقضايا المسلمين والتفاعل معها، وما أكثرها.
أسال الله تعالى أن يوفقك لكل ما يرضيه، ويهديكِ لكل ما فيه الخير لكِ في دينك ودنياكِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى