أساليب التربيه وعدوانيه وعنف وعناد المراهقين 2019

رأى بحث طبي حديث أن جنوح الفتيان في سن مبكرة ربما يعرضهم لخطر الوفاة، أو الإصابة بإعاقة عند بلوغهم أواخر الأربعينات من العمر. في حين وجد بحث آخر أن من يعانون من اضطراب فرط النشاط وتشتت التركيز أثناء الطفولة، أكثر عرضة من سواهم للجنوح والانغماس في الجريمة.
ولفتت دراسة علمية حديثة إلى أن الطفولة التعيسة، والتعرض للإساءة البدنية واللفظية أثناء تلك المرحلة التأسيسية، قد تقصر العمر. بينما وجدت دراسة أخرى أن بعض الأطفال والمراهقين عرضة أكثر من سواهم للإدمان على “الإنترنت”، ورجحت احتمالات حدوث ذلك بين الأطفال “العدوانيين” ومن يعانون من الاكتئاب والرهاب الاجتماعي.
الجنوح المبكر والوفاة قبل الأوان

وأكد بحث بريطاني أن جنوح الفتيان في سن مبكرة ربما يعرضهم لخطر الوفاة أو الإصابة بإعاقة عند بلوغهم أواخر الأربعينات من العمر.
وجاءت النتيجة خلاصة دراسة قام بها باحثون من “جامعة كارديف” البريطانية بمتابعة 411 فتى من جنوب لندن، اعتباراً من عام 1961، عندما كانت أعمارهم تتراوح بين الثامنة والتاسعة، واتضح لاحقاً أن بين المجموعة من طور سلوكاً معادياً للمجتمع (مثل التغيب عن المدرسة أو المشاكسة أو خيانة الأمانة) عند بلوغهم سن العاشرة، أو ارتكب جناية في سن الـ18 عاماً.
وبمراجعة أوضاعهم الحالية، فإن واحداً من بين كل ستة، أو ما نسبته 16.3 في المائة منهم، عرضة للوفاة أو الإصابة بعاهة عند بلوغه سن الـ48 عاماً.
ولحظ الباحثون أن ذلك المعدل أعلى بنسبة سبع مرات – أي واحد من بين كل 40 شخصاً (2.6 في المائة) مقارنة بالرجال ممن اتسمت طفولتهم بالهدوء والابتعاد عن المتاعب.
وقال جوناثان شيبرد، مدير “مجموعة أبحاث العنف والمجتمع ” في “جامعة كارديف” ومقرها ويلز:”فوجئنا ونحن نرى مثل هذا الرابط القوي بين هذه التأثيرات المبكرة والوفاة المبكرة، وهذا يدل على أن الأشياء التي تحدث في نطاق العائلة في السنوات العشرة الأولى من عمر الطفل تشكل جزءاً من مرحلة التطور نحو الوفاة المبكرة”.
وأضاف: “لقد كان من دواعي دهشتنا أيضاً أن هذه الزيادة لم تقتصر على تجاوزات متعلقة بتعاطي المخدرات، أو غيرها من مشاكل الصحة العقلية المعروفة بارتباطها بنمط المعيشة، بل امتدت إلى حالات الوفاة المبكرة والإصابة بالعجز، جراء طائفة واسعة من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان”.

تشتت الانتباه في الطفولة قد تدفع للجنوح عند البلوغ

ووجد بحث علمي أمريكي أن من يعانون من اضطراب فرط النشاط وتشتت التركيز أثناء الطفولة، أكثر عرضة من سواهم للجنوح والانغماس في الجريمة.
وتضمن البحث، وأجراه فريق خبراء من جامعة “يل”الأمريكية، أكثر من 10 آلاف يافع جرت متابعتهم حتى سن البلوغ، حيث تبين أن احتمالات الجنوح واللجوء إلى السرقة، قد تضاعفت بين الأطفال الذين يعانون من تشتت الإنتباه وفرط النشاط (attention-deficit/hyperactivity disorder – ADHD).
كما تزايدت بينهم فرص الانخراط في الاتجار بالمخدرات بنسبة 50 في المائة.
وتقدم خلاصة الدراسة، التي نشرت في “دورية سياسة الصحة العقلية والاقتصاد”، أول دليل علمي على رابط بين الاضطراب السلوكي والجريمة.
وقال جسيون فليتشر، من كلية الصحة العامة بجامعة “يل”: “فيما أظهرت أبحاثاً كثيرة رابطاً بين الاضطراب وتأثيره التعليمي على المدى القصير، يشير هذا البحث لعواقب ذات دلالة على المدى الطويل، مثل الانخراط في أنشطة إجرامية”.
وأضاف: “وجدنا كذلك اختلافات رئيسية في التداعيات بين الجريمة عند البلوغ ونمط الأعراض المرافقة لذلك الاضطراب عند الطفولة إذا كان إفراط في النشاط، أو تشتت التركيز أو كليهما”.
التعرض للإساءة في الطفولة قد يقصر العمر

ولفتت دراسة علمية حديثة إلى أن الطفولة التعيسة، والتعرض للإساءة البدنية واللفظية أثناء تلك المرحلة التأسيسية، قد تقصر العمر.
ووجد المسح الذي أجرته “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية” في أتلانتا الاميركية، وشمل أكثر من 17 ألف بالغ، أن الأفراد ممن تعرضوا لستة، أو أكثر من تجارب تعرف بـ “تجارب طفولة غير مواتية” adverse childhood experience ACEs، قبيل بلوغ سن الـ18، أكثر عرضة، وبواقع الضعف، للموت مبكراً عن سواهم ممن لم يعاني من مثل هذه التجربة.
وقال الباحث، ديفيد براون، الذي قام بالدراسة: “نأمل أن تدفع نتائج هذه الدراسة لمزيد من الاعتراف بأن سوء معاملة الأطفال وتعرضهم لإجهاد نفسي بمختلف الأشكال، كمشكلة صحية عامة”.وأضاف: “من المهم للغاية إدراك أن عواقب التعرض لصدمات خلال الطفولة قد تمتد طيلة حياة الفرد”.
وقام براون وفريق البحث بمراجعة البيانات الطبية للمشاركين خلال الفترة من 1995 و1997، ومراجعة استمارات تناولت طفولة المجموعة ومن ثم مراقبتهم عن كثب طيلة عام 2006، باستخدام مؤشر الوفيات القومي.
ولحظ فريق الباحث أن ثلثي المشاركين أشاروا، في الاستبيان، للتعرض مرة واحدة، على الأقل، “لتجارب طفولة غير مواتية”، ولقي من تحدثوا عن تعرضهم لستة من تلك التجارب أثناء الطفولة، في المتوسط، حتفهم في سن الستين، مقارنة بآخرين مروا بمعدل أقل من تلك التجارب، حيث تمتعوا بعمر مديد حتى سن 79 عاماً.
وربط الباحثون بين تزايد مخاطر الوفاة المبكرة بين تلك الفئة والإصابة بأمراض القلب،والسكتات، والتدخين وإدمان الكحول والإصابة بالاكتئاب، إلى جانب مشاكل صحية أخرى. وأشار براون إلى أن نتائج الدراسة غيرقاطعة وبحاجة للمزيد من الأبحاث.
وتلا البحث دراسات مماثلة نشرت مؤخراً وجدت إحداها أن ضرب الأطفال يؤدي لخفض معدل الذكاء، فيما قالت أخرى إن العقاب البدني يجعلهم أكثر عدوانية ويؤثر في نموهم الذهني وقدراتهم الإدراكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى