أزمة وست روايات.. بقلم لينا يعقوب

السودان اليوم:

كتب سائق على “ركشته” من الخلف عبارة “مَغَّصتوا حياتنا”..
من الذي “مَغَّص”؟.. متى وأين وكيف؟، لا ندري على وجه الدقة، لكن بلا شك، يتضح أن الظروف المحيطة به، هي التي نغَّصت عليه أيامه وأوقاته..
الركشة كانت تقف بقرب محطة في صفٍّ لا يتحرك، لا تعلم متى يأتيها الغيث..!
في هذه الأزمة، تعددت الروايات والمسببات، غير أن اللافت أن جميعها قابل للتصديق.
مصفاة الخرطوم، تعمل بطاقتها القصوى ولا تعاني من مشكلة تمنع انسياب الإنتاج المحدد لها.. إذاً ماذا يحدث؟!
تقول الرواية الأولى، إن المؤسسة السودانية للنفط التي تتحصل على البنزين وتوزعه على الشركات، طلبت من بعض المحطات الدفع “كاش” وليس عبر شيكات، باعتبار أن المحطات تتحصل على حقها نقداً من المواطنين، وليس عبر الدفع الإلكتروني، الأمر الذي تسبب في قلة البنزين لدى بعض المحطات، وانعدامه لدى البعض الآخر.
وتشير الرواية الثانية، إلى ما قالته بعض المحطات لصحف محلية ومواقع إلكترونية، إن الكمية التي ظلت تأتيها خلال الخمسة أيام الماضية، أقل من المعتادة، وهو سبب الأزمة.
وتكشف الرواية الرابعة أن جهة مسؤولة، قامت ببيع آلاف الأطنان من البنزين إلى دولة جارة، كي تتحصل على نقد أجنبي، وهنا لا داعٍ للحديث عن أزمة النقد الأجنبي..!
وتتحدث الرواية الخامسة، التي تعتبر “ضدَّ” الرواية الرابعة، أن هناك ناقلة بنزين وصلت إلى البحر الأحمر، لكن لم تنتهِ إجراءاتها “المالية الدولارية”.
وتقول الرواية السادسة إن أزمة البنزين نتجت عن وجود مشاكل في وسائل النقل، التي تعاني من قلة الجازولين، الذي يقوم بترحيل “البنزين” من مصفاة الخرطوم إلى شركات التوزيع.
الأزمة أن الأسباب المذكورة، لم يقلها مواطنون في الشارع، أو موظفون عاديون، إنما أفراد يشغلون مواقع مهمة ذات صلة بالأزمة.
وزير النفط السابق عبد الرحمن عثمان – الذي أُقيل خلال التعديل الوزاري الأخير– اشتهر بعبارة “مكانها وين؟” التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي وتصدَّرت حديث الرأي العام السوداني..
انفعل عبد الرحمن في برنامج “حال البلد” بعد أن قال له مقدم البرنامج الطاهر حسن التوم، إن “مكان الأزمة معروف” فظل يُردِّد “مكانها وين مكانها وين؟” نافياً أن يكون مكانها في وزارته.
ينقصنا التعامل الذكي مع الأزمات، وتتضح قلة التنسيق بين الجهات المختصة، ويتأكد لنا، يوماً بعد آخر، ضعف التفكير والإبداع، مع القدرة على حل بعض الأزمات لأسابيع معدودة..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى