الرجل قلب طفل يهفو إلى من تدلله وتلاعبه،بشرط ألا تصارحه أنه طفل 2019

الرجل طفل كبير : هذا المفهوم كنت أعتقد أنه من قبيل الكلمات المرسلة والتى يستخدمها الناس بلا وعى فى مزاحهم ، ولكننى وجدت إلحاحاً على معناه فى أكثر من دراسة وإستطلاع لرأى الرجال والنساء ، ويبدو أن هناك شبه إتفاق على هذه الصفة فى الرجل ، فعلى الرغم من تميزه الذكورى ، واستحقاقه غالباً و ليس دائماً للـ قوامة ورغبته فى الإقتران من أكثر من امرأة ، إلا أنه يحمل فى داخله قلب طفل يهفو إلى من تدلله وتلاعبه ، بشرط ألا تصارحه أنه طفل ، لأنها لو صارحته فكأنها تكشف عورته ، ولذلك تقول إحدى النساء بأن من تستطيع أت تتعامل مع الأطفال بنجاح غالباً ما تنجح فى التعامل مع الرجل و المرأة الذكية هى القادرة على القيام بادوار متعددة فى حياة الرجل ، فهى أحياناً أم ترعى طفولته الكامنة ، وأحياناً أنثى توقظ فيه رجولته ، وأحياناً صديقة تشاركه همومه و أفكاره و طموحاته ، و أحياناً ابنه تستثير فيه مشاعر أبوته ..

وهكذا ، و كلما تعددت و تغيرت أدوار المرأة فى مرونة و تجدد فإنها تسعد زوجها كأى طفل يسأم لعبة بسرعة و يريد تجديداً دائماً ، أما إذا ثبتت الصورة و تقلصت أدوار المرأة فإن هذا نذير بـ تحول إهتمامه نحو ما هو جذاب و مثير وجديد ( كأى طفل – مع الإعتذار للـ زعماء من الرجال ) . الطمع الذكورى : هو إحدى صفات الرجل حيث يريد دائماًَ المزيد و لا يقنع بما لديه خاصة فيما يخص المرأة وعطاءها ، فهو يريد الجمال فى زوجته و يريد الذكاء ويريدد الحنان ويريد الرعاية له و لأولاده ، ويريد الحب ويريد منها كل شئ ، ومع هذا ربما بل كثيراً ما تتطلع عينه و يهفو قلبه لأخرى أو أخريات ، و هذا الميل للإستزادة ربما يكون مرتبطاً بصفة التعددية لدى الرجل ، وربما تكون هاتان الصفتان ( الميل للـ تعددية و الطمع الذكورى ) خادمتين للطبيعة الإنسانية و لإستمرار الحياه ، فنظراً لتعرض الرجل لأخطار الحروب و أخطار السفر و العمل نجد دائماً و فى كل المجتمعات زيادة فى نسبة النساء مقارنة بـ الرجال ، وهذا يستدعى فى بعض الأحيان أن يعدد الرجل زوجاته أو يعدد علاقاته حسب قيم و تقاليد و أديان مجتمعه و ذلك لتغطية الفائض فى أعداد النساء ، و المرأة الذكية هى التى تستطيع سد نهم زوجها و ذلك بأن تكون متعة للـ حواس الخمس ( كما يجب أن يكون هو أيضاً كذلك ) و هذه التعددية فى الإمتاع و الإستمتاع تعمل على ثبات وإستقرار و أحادية العلاقة الزوجية لزوج لديه ميل فطرى للـ تعدد ، و لديه قلب طفل يسعى لكل ما هو مثير و جديد و جذاب .

* الرجل يحب بعينيه غالباًُ ( و المرأة تحب بـأذنها و قلبها غالباً ) : و هذا لا يعنى تعطيل بقية الحواس و إنما نحن نعنى الحاسة الأكثر نشاطاً لدى الرجل ، و هى حاسة النظر ، وهذا يستدعى إهتماماً من المرأة بما تقع عليه عين زوجها فهو الرسالة الأكثر تأثيراً ( كما يستدعى من الرجل إهتماماً بما تسمعه أذن زوجته و ما يشعر به قلبها تبعاً لذلك ) ،وربما نستطيع فهم ولع المرأة بـ الزينة على إختلاف أشكالها ، و قول الله تعالى عنها ” أو من ينشأ فى الحلية و هو فى الخصام ” دليلاً على قوة جذب ما تراه عين الرجل على قلبه وبقية كيانه النفسى ، ثم تأتى بقية الحواس كـالأذن والانف والتذوق واللمس لتكمل منظومة الإدراك لدى الرجل ، و لكن الشرارة الأولى تبدأ من العين و لهذا خلق الله تعالى الأنثى و فى وجهها و جسدها مقاييس عالية للـجمال والتناسق تلذ به الأعين ، و لم يحرم الله امرأة من مظهر جمال يتوق إليه رجل . و الرجل شديد االإنبهار بـجمال المرأة ومظهرها و ربما يشغله ذلك و لو إلى حين عن جوهرها وروحها وأخلاقها ، و هذا يجعله يقع فى مشكلات كثيرة بسبب هذا الإنبهار و الإنجذاب بالشكل ، و هذا الإبهار و الإنجذاب ليس قاصراً على البسطاء أو الصغار من الرجال و إنما يمتد ليشمل أغلب الرجال على إرتفاع ثقافتهم و رجاحة عقلهم .

* الرجل صاحب الإرادة المنفذة و المرأة صاحبة الإرادة المحركة فكثيراً ما نرى المرأة تلعب دوراً اساسياً فى التدبير و التخطيط و التوجيه و الإيحاء للـ رجل ، ثم يقوم الرجل بتحويل كل هذا إلى عمل تنفيذى و هو يعتقد انه هو الذى قام بكل شئ .. خاصة إذا كانت المرأة ذكية و إكتفت بتحريك إرادته دون أن تعلن ذلك أو تتفاخر به . و فى علاقة الرجل بـ المرأة نجد فى أغلب الحالات المرأة هى التى تختار الرجل الذى تحبه ، ثم تعطيه الإشارة وتفتح له الطريق و تسهل له المرور .. و توهمه بأنه هو الذى أحبها و إختارها و قرر الزواج منها فى حين أنها هى صاحبة القرار فى الحقيقة و حتى فى المجتمعات التقليدية مثل صعيد مصر أو المجتمعات البدوية نجد أن المرأة رغم عدم ظهورها على السطح إلا أنها تقوم غالباً بـ التخطيط و الإقتراح و التوجيه و التدبير ، ثم تترك لـزوجها فرصة الخروج أمام الناس ، و هو يبرم شاربه و يعلن قراراته و يفخر بذلك أمام أقرانه من رؤساء العشائر والقبائل .

* بين الذكورة والرجولة :ليس كل ذكر رجلاً ، فـالرجولة ليست مجرد تركيب تشريحى أو وظائف فسيولوجية ، ولكن الرجولة مجموعة صفات تواتر الإتفاق عليها مثل القوة والعدل والرحمة و المروءة و الشهامة و الشجاعة و التضحية و الصدق و التسامح و العفو و الرعاية والإحتواء و القيادة و الحماية و المسئولية . و قد نفتقد هذه الصفات الرجولية فى شخص ذكر و قد نجدها أو بعضها فى امرأة و عندئذ نقول بأنها إمرأة كـالرجال أو امرأة بـألف رجل لأنها إكتسبت صفات الرجولة الحميدة و هذا لا يعنى أنها امرأة مسترجلة فهذا أمر آخر غير محمود فى المرأة و هو أن تكتسب صفات الرجولة الشكلية دون جوهر الرجولة .

* الرجل يهتم بـالعموميات خاصة فيما يخص أمور الأسرة ( فى حين تهتم المرأة بالتفاصيل ) فنجد ان الرجل لا يحيط بكثير من تفاصيل إحتياجات الاولاد أو مشكلاتهم وإنما يكتفى بـمعرفة عامة عن أحوالهم فى حين تعرف الأم كل تفاصيل ملابسهم و دروسهم ومشكلاتهم .. و هذا الوضع ينقلب فى الحياه العامة حيث نجد الرجل أكثر إهتماماً بـتفاصيل شئون عمله و الشئون العامة ، أى أن الإهتمام هنا إهتمام انتقائى ، و ربما يكون هذا كامناً خلف الذاكرة الإنتقائية لكل من الرجل و المرأة ، تلك الظاهرة التى جعلت شهادة الرجل أمام القضاء ، تعدل شهادة امرأتين و هذا ليس انتقاصاً من ذاكرة المراة ، وإنما يرجع لذاكرتها الإنتقائية الموجهة بقوة داخل حياتها الشخصية و بيتها ، فى حين تتوجه ذاكرة الرجل التفصيلية نحو الحياه العامة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى