مؤشر الفساد، (فاسداك) !!.. بقلم حسن وراق

السودان اليوم:

@ الشعب السوداني شعب مبدع حباه الله برجاحة العقل و الصبر على المكاره و احتمال الصعاب يكفى فقط إحتماله لنظام أذاقه الويل و الثبور و عظائم الامور ، نظام يحتاج أن يردد له الثنائي الوطني أهزوجتهم الشهيرة التى تغنوا بها لنظام مايو (وريتنا جديد ما كان على بال) . مَنْ كان يتوقع من نظام حكم أن يستولي (رجالة) على أرصدة و أموال المودعين في البنوك ؟ من كان يصدق أن الراتب الشهري للعاملين بالدولة يصرف بالتقسيط في دولة المشروع الحضاري التي وضعت شعار الشريعة الاسلامية أساس للحكم و هي ذات الشريعة التي تطالب بإعطاء الاجير حقه قبل أن يجف عرقه . النظام الحاكم لم يترك ثغرة للجباية و حلب موارد مواطنيه لم يتبعها لدرجة أن جفف ضرع الموارد بالحلب الجائر.

@ أي نظام يعقب الانقاذ لن يجد أي صعوبة في إدارة الدولة و لن يشكو من قلة الموارد المالية لأن ما تتحصل عليه حكومة الانقاذ من موارد مالية ضخمة تفوق حتى الناتج الاجمالي القومي ، هذا خلافا عن موارد الثروات الناضبة من نفط و ذهب خرجت ، لم يفكر اصحاب المال لحظة أن يقوموا بفك ضائقة نظامهم لأنه لا أحد منهم يثق فى الآخر بل أنهم في سباق محموم من أجل الحصول على مزيد من الثروات.

@ حتى الفاسدين من أفراد الشعب السوداني حباهم الله بخفة عقل ، حرفنة و ابداع وظفوه فى الحرمنة و الفساد و النهب . السودانيون ابتكروا العديد من الاساليب و الوسائل التى يتحايلون بها على القانون لتقنين الفساد و الغوص فيه بلا وجل و ما طريقة التحلل إلا واحدة من الاساليب الفاسدة بالتحايل على القانون .الفساد الذى يمارسه بعض الكبار و النافذين يعتمد على المثل السوداني الشائع (الله ما بيدي من إيدو لإيد) و لذلك ابتدعوا ما يسمونهم بالجوكية الذين يقومون بمخالفة القانون لمصلحة (الباشوات) فى صفقات كبيرة و مفاسد أكبر مقابل (عطية مزين) و تسهيلات(المعاملة الخاصة) فى فترة المحكومية بعد أن تم اكتشاف طريقة إخفاء اثر الفساد تحت أسماء بعض افراد الاسرة من ابناء الاخت و اخوان الزوجة و ما قضية الملايين الضخمة المختلفة الخاصة بالحركة الاسلامىة التي أصبحت إرث مستحق لأرملة أحدهم تصبح دليل يقتضي تغيير (رصة) الفساد.

@ جوكية الفساد الذين يسردبون لأي عقوبة يوقعها القانون حماية للمجرمين (الاصليين) من النافذين و المتنفذين لا تحتاج لكثير عناء او جهد لإثبات من يقف وراءهم لو رغبت السلطات في معرفتهم . تقول الحكمة ، إن الله تدركه العقول و كذلك كبار الفاسدين و المفسدين صاروا معروفين رغم تواريهم خلف الجوكية . من شروط الجوكي أن يتم الاتفاق معه مسبقا قبل الدخول في العملية حتى لا (يجيب الهواء) مثل جوكي ودمدني الذي أنهكه الفلس حتى غادر الى مناطق الذهب ليتم استخدام اسمه دون مشورته في عملية تصديق دكاكين استثمارية في الحصاحيصا ،ظهر إسمه بدلا عن أسم المسئول الكبير (المشابه) ليحضر سريعا و يقوم بتهديد المسؤول الذي وضع اسمه في التصديق دون علمه ، تمت التسوية كما يقال ب(مسحة شنب) أريتا مسحة شنبي بعد الحال مبلغ 100 مليون (كاش) و الهوادة دكان في سوق الكاملين بيع له ب 100 مليون نصيبه 80 مليون و الباقي للمسؤول السمسار . تتنوع أشكال و ممارسات العمليات الفاسدة ولكن تظل الحقيقة أن المفسدين أصبحوا مثل فئران سد مأرب الذى إنهار بسببهم و غرقت البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى