1/2 مليون مسلم يؤدون التراويح في مسجد عمرو بن العاص

«عمرو بن العاص» أول جامع في جمهورية مصر العربية

يُعد جامع عمرو بن العاص هو أول مسجد في جمهورية مصر العربية وإفريقيا كلها يحدث الجامع بالفسطاط بحي جمهورية مصر العربية القديمة فبعد فتح الإسكندرية ارادها عمرو عاصمة لمصر فأمره عمر بن الكلام رضي الله سبحانه وتعالى عنه ان ينزل المسلمين منزلا لا يغير بينه وبينهم مجرى مائي ولا بحر فاختار موضع فسطاطة ونزل هناك فسميت البقعة باسم الفسطاط. ثم بني عمرو رضي الله سبحانه وتعالى عنه مسجدا لإقامة مناسك صلاة يوم الجمعة فبني ذلك المسجد الذي سمي باسمه حتي هذه اللحظة. وقد كان يعلم بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع وقد كان في أول انشائه مركزا للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر ثم بنيت حوله مدينة الفسطاط التي هي أول عواصم جمهورية مصر العربية الإسلامية وأخذ الفسطاط يتسع سريعا بعدما نزلت باقي القبائل العربية الإسلامية مثل «اسلم – بلي – معاذ – ليث».
كانت منطقة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعا في 30 ذراعا وله ستة أبواب وظل ايضاً حتي عام 53 هـ/ 672 م حيث توالت التوسعات فارتفع من مساحته «مسلمة بن مخلد الأنصاري». حاكم جمهورية مصر العربية من قبل معاوية بن ابي سفيان وأقام فيه أربع مآذن وتوالت الإصلاحات والتوسعات عقب هذا علي يد من حكموا جمهورية مصر العربية حتي بلغت مساحته عقب عمليات التمدد المستمدة باتجاه أربعة وعشرين ألف ذراع معماري وهو هذه اللحظة 120 في 110 أمتار أي نحو 13200 متر.
وفي عام 564 هـ أبان الحملة الصليبة علي بلاد المسلمين تخوف المسلمون من انتزاع مدينة الفسطاط التي فيها جامع عمرو بن العاص. فعمد الوزير الهزيل «شاور» الي اشعال النيران فيها لعجزه عن الحراسة عنها فاخترقت المدينة وتخرب جامع عمرو بن العاص وتشعث في أعقاب ان واصلت النيران 45 يوما تتأجججججججججججج في الفسطاط وتأتي علي ما فيه. سوى ان بطل تحرير المسلمين من الصليبيين صلاح الدين الأيوبي بدأ فترة إعمار المسجد مجددا في أعقاب هذه الحادثة المهولة فأصلح منه عام 568 هـ كثيرا واعاد تشييد صدر الجامع والمحراب الهائل وكساه بالرخام ونقش عليه نقوشا حسنة منها اسمه.
وفي عام 1212م في فترة حكم العثمانيين قام صاحب السمو الأمير مراد بك بإرجاع تشييد داخل الجامع في أعقاب هدمه إثر وقوع إيوانه وميل أعمدته لكن القائمين علي التشييد لم يكونوا بمستوي الشغل العظيم والمهمة الكبيرة لمثل تلك المساجد الكبير جدا فكان صيانة وإصلاح مراد بك غير منتظم ولا متسق غير أنه بني بالمسجد منارتين هما الباقتين إلي هذه اللحظة.. ووافق صيانة وإصلاح مراد بك لمسجد عمرو بن العاص آخر جمعة في شهر رمضان فاحتفل بافتتاحه واثبت تاريخ تلك العمارة في ألواح تاريخية فوق الأبواب الغربية وفوق المحرابين: العظيم والصغير. وقد اتخذت عادة الاحتفال الشعبي الهائل بآخر جمعة في رمضان في هذ المسجد بصلاة الأمراء والملوك فيه منذ هذا الحين.

لقد شهد المسجد أحداثا جساما في الزمان الماضي المعاصر أهمها الهزة الأرضية المدمر الذي هز جمهورية مصر العربية كلها يوم الإثنين 15 ربيع الثاني 1413 هـ 12 شهر أكتوبر 1992م واصيبت بعض أعمدة المسجد وحوائطه بشروخ وتصدعات وقامت هيئة الآثار المصرية بترميمه. وايضاً انهيار خمسين مترا من سور حرم الجامع ليلة يوم الجمعة 13 شوال 1414 هـ/ 25 آذار 1994م وقامت هيئة الآثار بإقامة سور خرساني بازدياد ستة أمتار بخصوص الجامع ومرافقه. وفي يوم يوم الاحد الموافق 5 ذو القعدة 1416هـ / 24 آذار 1996 م انهار 150 مترا من سقف المسجد في الجزء الذي بالجنوب من الشرق بإيوان القبلة وقد تم فك إيوان القبلة وإرجاع التشييد وتصويب الاخطاء المعمارية التي نتجت عن تجديدات مراد بك.
ويشير بعض المتعلمين والمهتمين بمسجد عمرو بن العاص إلي أنه كانت فيه محكمة لفض المنازعات الدينية والمدنية وقد كانت تعقد جلساتها في المنحى من الغرب منه كما أن مسجد عمرو بن العاص كان به منزل للمال فقد وصف الرحالة ابن رستة بأنه كان موجودا في مواجهة المنبر علي شكل قبة عليها أبواب من حديد ويري بعض المتعلمين ان منزل المال ذلك ليس هو منزل المال الأساسي المخصص بالدولة بل إنما هو منزل مال لليتامي.
ولا يفوتنا ان نشير إلي الدور العلمي الرائد الذي قام به الجامع طيلة قرون وقرون ويكفيه فخرا ان الإمام الشافعي ألقي فيه دروسه والليث بن سعد وأبوطاهر السلفي وخطب فيه العز بن عبدالسلام. كما يكفيه فخرا ان حلقات الدروس فيه في الطليعة كانت سنة 326 هـ (33) حلقة منها (15) للشافعيين و(15) للمالكيين و(3) حلقات للأحناف ثم ازداد الرقم ليصل إلي (110) حلقات فإذا قدرنا ان كل حلقة بها (20) مستمعا فلا أدنى من ان يكون مجموع طلبة العلم في الجامع حينذاك زيادة عن ألفي طالب بل كان المسجد عام 415 هـ حلقة درس ووعظ للسيدات تقوم عليها إحدي السيدات الشهيرات في وقتها وهي أم الخير الحجازية.
ويعتبرجامع عمرو بن العاص هذه اللحظة مسجدا وقلعة للثقافة والدعوة والإعلام بالإسلام علم وعملا بواسطة النشاطات المتنوعة في ساحته سواء علي منبره أو كرسي الدروس فيه أو عن طريق النشاطات الاجتماعية المتصلة على الفور بالحي الذي يحيط به بواسطة المقرأة ولجنة الزكاة وفصول التقوية وغير هذا الأمر الذي يدعم صلة المجتمع المسلم بذلك المسجد العريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى