【لأنك إيجابي 】 ثمرات الرِّضا اليانِعة

،للرِّضا ثمراتٌ إيمانيّة كثيرة وافرة تنتج عنه، يرتفع بها الرّاضي إلى أعلى المنازل، فيُصبح راسِخاً في يقينه

.ثابِتاً في اعتقاده، وصادِقاً في أقواله وأعماله وأحواله

فتمام عبوديّته في جريان ما يكرهُه من الأحكام عليه، ولو لم يَجرِ عليه منها إلاّ ما يُحبّ، لكان أبعد شيءٍ عن عبوديّة ربّه

!!فلن تتِم له عبوديّة – من الصّبر والتّوكّل والتّضرّع والافتقار والذُّل والخضوع وغيرها- إلاّ بجريان القدر له بما يكره

،وليس الشّأن في الرّضا بالقضاء المُلائم للطّبيعة، إنّما الشأن في القضاء المؤلم المُنافر للطّبع

،،فليس للعبد أن يتحكّم في قضاء الله وقدرة، فيرضى بما شاء ويرفض ماشاء، فإنّ البشر ما كان لهم الخيرة

!بل الخيرة للّه، فهو أعلم وأحكم وأجلّ وأعلى، لأنّه عالم الغيب المطّلع على السّرائر، العالِم بالعواقِب، المُحيط بها

وليعلم المرء أنّ رضاه عن ربّه سُبحانه و تعالى في جميع الحالات، يُثمر رضا ربّه عنه، فإذا رضي عنه بالقليل من الرّزق

… رضي ربّهُ عنه بالقليل من العمل

:وحُكم الرّب ماضٍ في عبده، وقضاءهُ عدلٌ فيه، كما في الحديث

“ماضٍ فيّ حُكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك”

!!ومن لم يرضَ بالعدل … فهو من أهل الظُّلم و الجُّور

“وقوله “عدلٌ فيّ قضاءك

،يعمّ قضاء الذّنب، وقضاء أثره وعقوبته، فإنّ الأمرين من قضائه عزّ وجلّ

… وهو أعدل العادلين في قضائه بالذّنب وفي قضائه بعقوبته

!!وقد يقضي سُبحانه بالذّنب على العبد لأسرار وخفايا هو أعلم بها، قد يكون لها من المصالح العظيمة مالا يعلمها إلاّ هو

،وعدم الرِّضا إمّا يكون لفوات المرء ما أخطأه مِمّا يُحبّه ويُريده، وإمّا لإصابة بما يكرهُه ويُسخِطه

!فإذا تيقّن أنّ ما أخطأه لم يكن ليُصيبه، وما أصابه لم يكُن ليُخطِئه، فلا فائدة في سخطه بعد ذلك إلا فوات ما ينفعه، وحصول ما يضرّه

:وفي الحديث

،جفّ القلم بما أنت لاقٍ يا أبا هُريرة، فقد فُرغ من القضاء، وانتُهِيَ من القدر”

“وكُتبت المقادير، ورُفِعت الأقلام، وجفّت الصُّحف

!! فافرح باختيار الله لك، فإنّك لا تدري بالمصلحة فقد تكون الشّدة لك خيراً من الرّخاء

،وتذّكر دوماً بأن الله لا يؤخّر لنا أمراً إلا لخير

،ولا يحرمنا الله أمراً إلا لخير

،،ولا يُنزل علينا بلاء إلا لخير

!! فلا تحزن

 … ربّ الخير لا يأتي إلاّ بالخير

-د.عائِض القرني-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى