₪ .. طــ ـفـ ــل وطــ ـفـ ــلـ ـة ( مـن تـألـيـفـي ) .. ₪

₪ .. طــ ـفـ ــل وطــ ـفـ ــلـ ـة ( مـن تـألـيـفـي ) .. ₪

₪ وطــ ــلـ تـألـيـفـي ₪

₪ وطــ ــلـ تـألـيـفـي ₪

.: مُــقــدمــة :.

أحياناً تُجبرنا الظروف على الإبتعاد .. وأحياناً يكُونُ بكامل رغبتنا..!!
وفي الحالتين .. أنتَ تاركـٌ قطعة ٌمن جسدكـ لـ من هُم خلفكـ .. تاركـ خلفكـَ قلبكـَ
ولكن الألم من ذاكـ وذاكـ .. هو تجد قلبكـَ الذي تركته .. قد نِسيَكـْ من بعد الغياب..!!

* * *

النِّداء الآخير لإقلاع الطائرهـ المتجهة إلى مدينة ( فانكوفر ) > يتردَّد عبر الإذاعه الداخليّة في المطار .. بينما كُنت أجلس على إحدي المقاعد الداخليّة المواجهة لـ( الرسبشن ) والتي بدتْ لي خاليه إلا من بعض السيّاح الأجانب والمُصطافين .. ذهبتُ إلى الطائرهـ مُسرعا ً كي لا أتأخر على موعد الطائرهـ ، وحينما وصلتْ .. جلستُ على المقعد المُخصص لي ، وبعد أن أقلعتْ الطائرهـ

أخرجتُ من حقيبتي صحيفة أخبار اليوم ( News Of Day ) وبدأتُ بتصفُحِها بينما الطائرهـ بدأتْ بالإقلاع في بُطئ .. وعندما أنهيتُ قراءهـ الصحيفة ، طويتُها وإعتدلتُ في جلستِي ومابينَ هدوء ٍ وسكُون الرُكاب غفتْ عيْنايَ قليلا ً .. وذهبتُ إلى عالم ٍ لا أدري كيف أُوصفهْ..؟! عالم أشبهُ بالحُلم..!!

رأيتُ فيهِ ملاكاً رقيقاً علي شكل طفلة باهرهـ الحسن ذات وجه أبيض مشوب بحمرهـ خفيفة وعينينْ زرقاوين .. بدتْ لي شخصاً أعرفُه..!! فـ ياتُرى أينَ رأيتُها..؟!

دويَ السؤال في ردْهات عقلي وساد الصمت على الأقل في أذهاني..!! شردتْ العيون سبحتُ في اللامكان , وعدتُ إلي الوراء ( إلي الذكريات بالتحديد ).

بوابة الزمن >> العقل >> مدخل الذكريات

أحداثْ تتوارى في عقلي .. أشبهُ بحال فاقِديْ الوعي..!! توقفتْ الدوامة عن البحث عند حادثة ( ذكرى ) والذكريات في مُخيلتي كثيرهـ.

تذكرتُ تلكـ الطفلة .. والتي أهدتْ لي في يوم ٍ من الأيام تلكـ الوردهـ..!!

ذات ليلة في شتاء عام ( 2005 م ) وتحتَ أسفل الشجرهـ في حديقة ( روضةِ الأطفال ) كانتْ تجلس طفلة وهي تبكي بشدّهـ. أحسّتْ احسّتْ بوقع أقدام تقتربُ مِنها , فرفعت وجهها والدمُوعُ تنهمِر من عيْنها ، لـ تري ذلكـ الطفل ( صديقها ) وهو يقفُ مُبتسماً في حنانٍ بالغ.

أشاحتْ عنهُ بوجهِهَا وهي تهتفْ في غضب: قلَّي ما الذي أتَي بكـ..؟!
جلس أمَامها وقال في هدوء: جئتُ لأنّ هذا هُو أحبُّ الأماكنْ إلى قلبي . فـ فيه أجلس مع تلكـ الطفله التي أحببتُها مِن كُل قلبي.

فـ لما لمس يدها بدأتْ القشعريرهـ كـ البرد القارص سرتْ في جسدها وجعلتها تنتفضْ ، إلا أنّها سحبتْ يدها بقوّهـ عندما إحتضنها ذلكـ الطفل بين راحتيْه.

وهتفتْ في صرامه وفي صوتٍ عال لا يتناسبْ مع صِغر ِ سِنّها :
إليكـَ عنّي .. وإذهب إلى من تُفضلها علي..!!

قاطعها ذلكـ الطفل وقد إرتفع حاجباهـ في دهشةٍ عارمه تبدّلت إلى إبتسامة وهو يقول بصوتٍ مُنخفض: يا إلهي أنتِ تغارين..؟!
إلتفتتْ إليه وهي تبكي قائلتاً: إنّكـ لا تفهم أيُّ شئ .. إنّني أُحِـبّـ….

إختنق حلقُ تلكـ الطفلة بالكلمات وهي تلوح بكفيها في حُزن مُبهم..!!
ثم لم تلبث إلا وقد مسح دمعتها هُوَ ، وإحتواها بين ذراعية فـ إرتمت بين أحضانه وهي تبكي بشدّهـ وهو يبتسم في حنان قائلاً:لا تغاري من أيّ فتاهـ مُطلقا ً مادمتِ الأجمل والأغلى في نظري , ولا تُقارني نفسكـِ بأيِّ منهن وتهدج صوته بشدهـ حين قال: لأنّي أُحِبّـكـِ.

رفعتْ وجهها ونظرتْ إلى عينيه , وإبتسمتْ في رقّه .. فـ ردّ إليها الإبتسامة بإبتسامةٍ يملأُها الحنان

* * *

وفي ذلكـَ اليوم من صيف عام (2007 م ) جلسَ ذلكـ الطفل وصديقته أمام ( روضةِ الأطفال ) التي كانَا يدرسان فيها .. كانت هي تبكي بشدهـ وهو حزينٌ للغاية , وقد يبدُ هذا غريباً فـ قد حَصلا على الشهادهـ بإمتياز..!!

حاول الطفل أنْ يقُول شيئاً إلا أن الكلمات إختنقتْ في حلقه لدقائق , ثم لم يلبث أن قال بصوتٍ مبحُوح :
لقد نجحنا .. فـ ما الذي يدعُوكـِ إلى البُكاء..؟!

إلتفتْ إليه ووجهُها ممتلئاً بالدمُوع وهي تهتف بصوتٍ يُعبرُ عن آلم: ألا تدري ما الذي يعنيه هذا..؟؟

إغرورقتْ عيناهـ بالدمُوع لأنهُ كان يعلم أن قوانين التعليم عندنا تمنع الإختلاط حتى في الصف الأول أيْ أنهما سيفترقان ورُبما سيفترقان إلى الأبد..!!

لذا فقد أمسكـَ كفّها بين راحتيه وإستجمع بقايا شجاعته وهو يقول: أنا أعلم أنّنا سوف نفترق ولكن ثقي بأنّي لم ولن أُحبَّ سواكـِ ولن إنساكـِ طِوالَ عمري.

ثم صمتَ لِلحظه أدركـَ فيها أن شجاعتهُ سوف تخونهْ وأكملَ قائلاً: وثقي أنّ الله سوف يجمعنا , وإنْ لم يكن لنا نصيب أنْ نلتقِي … فـ الــوداع يـا طـفـلـتي.

قالها وتركـَ يدها وإبتعد عنها بسُرعه قبل أنْ تخذلهُ شجاعتهْ ، خاصة ً أنهُ يشعر بأنهُ تركـَ خلفهُ قطعةٌ مِن جسدهـ..

لقد تركـَ معها قلبهْ..!!

* * *

وبعد أنْ إستفقتُ من حُلمي .. ركضتُ مُسرعا ً إلى تلكـَ الفتاهـ والتي بدتْ لي تلكـ الطفلة .. بحثتُ عنها هُنا وهُناكـ وفي كافة الدرجات .. ولكن وللآسف لم أجدُها..!! عندها إنتابني اليأس .. وتبددتْ جـراحا ً حسبتُها مُتلاشية ، وأحسستُ بأن الآلم سيطرَ علي وبأن الأحزان إعـتـرتـني وعدتُ إلى مقعدي وبكـيـت .. وبكـيـت .. حتى جـفـتْ دمُوعي

* * *

وفي الأخير أتمنى أن تنال قصّتي الإعجاب وتلقَ الإستحسان
وتبقى قصّـة خُرافيّة .. فـ الأطفال رُبما يصعُب عليهم أن ينطقوا في مثلَ هذا العُمر
فـ كيف إذاً ينطقون أصعب كلمةٍ في الوجود ألا وهي ( أُحِـبُّـكـْ )

ولكن الأجمل في الطفولة هو ذلكـ الإحساس البريئ
الذي فيهِ من المصداقيّة والمُصارحة ومواجهةِ الأمر الشئ الكثير
والذي وللآسف أفتقدُهـ أغلبُنا … إن لم يكُن جميعُنا..!!

لـكـم مـــودتـــي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى