يا ليـل

يا ليـل لا ترهقنا جــدلا فإنـا قــد يئسنـا مـــن المــآل
منذ مولدنـا نطـارد السعادة والدهــر يطــرق بالمحال
نمشي فــوق دروب المهـالك فيقـذفنا الحـال بالنعــال
وتـلك شفـرات تمـزق الأقدام كلما توغلنا في الترحال
والدهـر ينــزع أجنحــة المطامع ثـم يطالبنـا بالكمـال
يزرع الأحزان فـوق صدورنا فنرتاد الهموم بالسجال
نرجو هـلالاً يهـل يوما فنراقبه بالسـؤال تلـو السؤال
كيف نجتاز الظلام حيارى ونحن نفقد شمعة الإشعال
إذا مددنــا الأجنحة طامحين نجــد مـن يكبلنا بالحبال
ينادي بالـروية أبـد الدهـــر كما ينادي بعـدم الانفعال
إلى متى والـدهر يرجــم بالحجارة ويجادل بالارتجال
كـــم صبــرنا وكــم عفونا فكـان حصادنا ثمار الوبال
يـا ناصحنـا كفـاك نصحاً فنحن قــد مللنا كثرة المقال
قد شارفت أحزاننا حافة الموت فـلا تحاورنـا بالجدال
وتلك مراكـب العمـر قـد تولت وعلاماتها فـوق التلال
كـم بنينـا قصــور الأحــلام فــإذا بها تنهـــار كالرمال
لا نروم المعالي بغيــــر المهـارة ولا نرتقي بالافتعال
تفشـت بساط الجـهل فـي الأرض بقدر يهـزأ بالرجال
كـم مــن جاهـل يترفع تيها ثم يرمي الأخيار بالإقلال
يدعي العلـم زوراً وزيفاً وعقله خـال كمنافذ الغربال
لو أنه يدري فالعلم نـور وبلـوغ العلم ليس بالأقوال
هانت أسود الغاب وزنا وقـد هزأت القرود بالأشبال
وأسواق النفــاق قـــد تمددت لتبيع الجهــل بالآجال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى