يا فرحة ما تمتش !!.. بقلم حسن وراق

السودان اليوم:

* في كل مرة يثبت حزب المؤتمر الحاكم قصر نظره و فشله في إدارة الدولة وإدخال البلاد في جحر ضب خرب، كل هم الذين يقودون هذا الحزب أن يحققوا انتصارا مهما كان على مناوئيهم ومعارضيهم من الأحزاب في الساحة حتى ولو كان ذلك ضد مصلحة البلاد العليا، مثل ما حدث عند تمرير قانون الانتخابات بالأغلبية الميكانيكية دون أي اعتبار لتغليب إمكانية التوافق، ما حدث من انسحاب لنواب تحالف 2020 من جلسة مناقشة قانون الانتخابات بعث الفرحة والاطمئنان في نفوس صقور المؤتمر الوطني الذين لا يريدون أي اتفاق أو توافق مع المعارضة ظناً منهم أنه بذلك سيقطعون عليهم الطريق للمشاركة في الحكم، ولكنهم لم يتحسبوا لمآلات إجازة القانون بأغلبيتهم الميكانيكية في المجلس..

* المؤتمر الوطني حزب يرى فقط تحت رجليه لتحسس كرسي الحكم ولا يهمه ما سيحدث ولم يستفد من أخطائه ولم يدرك أن هذا العالم الذي أصبح قرية كونية صغيرة تحكمه أواصر ونظم عالمية ومواثيق أصبحت تضبط إيقاعه ولا تعط فرصة للانفراد بالحكم المطلق وإلحاق الأذى والضرر بالمنظومة العالمية التي في سعيها لتقديم العون والمساعدات المادية واللوجستية للجميع لها مطلوبات أصبحت واجبة تقوم على محاور أساسية للحكم بإشاعة الحريات والديمقراطية والشفافية والحكم الراشد وحقوق الإنسان حيث تلعب الانتخابات المدخل الرئيس لبلوغ هذه المحاور وتنفيذها.

* بمجرد ما شعر العالم من حولنا أن هنالك تجاوزات وممارسات فاسدة للتحايل على مصداقية الانتخابات القادمة في السودان والتي تحرص بعض الجهات الخارجية على تمويلها لضمان قيامها، سرعان ما بدأت تحركات جادة يقودها الاتحاد الأروبي الذي يمول الانتخابات في عدد من بلدان العالم ويحرص علي قيامها، متدخلا ليعلن معارضته (بطريقتهم) لما يحدث في السودان بعد ما ظهرت بوادر جادة لمقاطعة الانتخابات من قبل بعض التحالفات في الساحة السودانية وهذا ما لا يرحب به الاتحاد الأروبي الذي دفع بمحفزات ومشهيات لحكومة الخرطوم يرهن فيها تعاونه في (كافة) المجالات بتحقيق الإصلاحات وعلى رأسها الانتخابات القادمة وهذا شرط واضح وفرصة سانحة للحكومة التي تحاصرها الأزمات من كل جانب ولا سبيل لها بالمراوقة والمزايدة على ملف اللاجئين كعادة الحكومة فى ابتزاز المجتمع الدولى .

* انتخابات هذه المرة لن تكون(متسيبة) كالمرات السابقة لجهة أن الحكومة التى لها سجل واضح فى تزوير الانتخابات لم تحقق أي اختراق أو أي نجاحات في الحكم ومعاش الناس، بل على العكس، إن عودتها مرة أخرى عبر انتخابات مشكوك في صحتها يجعل أصابع الاتهام تشير لتورط المجتمع الدولي في وصول النظام الفاسد الى سدة الحكم مرة أخرى وبالتالي هنالك مطلوبات والتزامات لابد من المجتمع الدولي توفيرها لهذا النظام الذي أتى مرة أخرى للحكم من تحت أعينهم، تزوير الانتخابات هي استراتيجية وتاكتيك للاحتفاظ بحكم البلاد والشعب الذي لُدغ من جحر الإنقاذ عدة مرات لن يصدقهم بأن لن يزوروا الانتخابات هذه المرة، حتى ولو أقسموا على كل مصاحف الدنيا لأنه، ما أسهل الحنث باليمين لدى الكثير منهم من باب فقه الضرورة. تدخل الاتحاد الأروبي بداية لتدخلات أخرى ودي المناظر والفيلم بدري عليهو .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى