و الان عليك ان تصدقي هذا 2019

انه الفراق،اول صدمة،اكتشافك انكما ما عدتما كائنا واحدا..بل صرتما اثنين.لفرط انصهاركما في ذلك الزمن الجيولوجي الاول للحب،لن تصدقي هذا النشطار الموجع.
انت كمن يعيش اعاقة عاطفية او تشوها خلقيا،كمن بتر بعضه منه،تحتاجين الىلم شطريكما مجددا في جسد واحد لتستطيعي الحياة،بينما ينكب الجراحون عادة على فصل توامين متلاصقين.
انه دليل على انك تفكرين عكس المنطق.فمن اعجاز الله تعالى انه خلق كل كائن فريدا و مختلفا و مستقلا في وظائفه،و لا يمكنك التنفس من رئتي كائن اخر او ان يخفق قلبك في صدره.
عذرا عزيزتي.
الرجل الذي احببته ما كان انت.كان النصف الذي يكملك باختلافه عنك،و ستكتشفين بعد الان انه مختلف الى حد انه قد يتحول امام ذهولك الى عدوك..و الى رجل غريب ما عدت تتعرفين الى شيء فيه ..
قد تصادفينه يوما على الرصيف الاخر للعمر،فيحضركبيت لبشارة الخوري:
“تمر بي كانني لم اكن
ثغرك او صدرك او معصمك
لو مر سيف بيننا لم نكن
نعلم هل اجرى دمي ام دمك”.
رجل كنت تشاركينه كريات دمه،فغدا السيف الذي يسيل دمك.
و كنت زورق نجاته عند الغرق،فغدا الموج العاتي الذي يحرض البحر عليك ليغرقك.
و كنت النافذة التي يرى منها مباهج الحياة،فغدا الاعصار الذي يقتلع نوافذك.
رجل كنت تقولين له:”اذا احبك مليون انا معهم،و اذا احبك واحد فهو انا،و اذا لم يحبك احد فاعلم أنني مت”فقتلك كي يباهي بكونه قتل البشرية جمعاء.
رجل كنت تخافين عليه من برد السنين،فغذا صقيع عمرك.
و حميته من غدر الايام،فكان من غدر بك.
و اردت ان يرفع راسه عاليا بك،فاطاح بقامتك كي يبدو اعلى،و هو يقف على جثتك الشامخة.
رجل كنت تشكين في استدارة الارض و لا تشكين في استقامته.
و تشككين في ان يكون البحر مالحا،و لا يراودك شك في عسل كلامه.
و ترتابين من ضوء قمر ليلة اكتماله،و تتيقنين من ان ما بقي من عمرك سيضاء بحضوره.
بربك..كيف استطعت ان تكوني حمقاء الى هذا الحد..
لن اقول لك تعلمي من اخطائك،ربما مثلك لا جدوى من نصحه.اذن اروي نكتة “حبك الكبير”للاخريات،عساهن يتعظن،ثم اضحكي من كل قلبك كما لو كنت تستمعين الى قصة امراة غيرك.
هل اجمل من ان يضحك المرء،حين يتوقع الآخرون أنه سيبكي..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى