وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
صرح بعض السلف : لمصانعة وجه واحد أيسر عليك من مصانعة وجوه كثيرة ، إنك إذا صانعت هذا الوجه الواحدكفاك الوجوه كلها .
وتحدث الشافعي رضا الناس غرض لا تدرك ، فعليك بما فيه صلاح نفسك فالزمه .
ومعروف : أنه لا صلاح للنفس سوى بإيثار رضا ربها ومولاها على غيره ، ولقد أحسن أبو فراس في ذلك المعنى – سوى أنه أساء كل الإساءة في قوله ، إذ يقوله لمخلوق ليس لديه له ولا لنفسه نفعا ولا ضرا :
فليتك تحلو ، والحياة مريرة ***- وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر ***- وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكلّ هين ***- وكل الذي فوق التراب تراب