وقفات مع فتاة لم تدخل القفص الذهبي 2019

الوقفة الآولي..♥|~ .
الساعة الحاديه عشر ليلا .
يرن الهاتف بلا إنقطاع .
وبمجرد أن قلت “السلام عليكم ” .
إذ بصوت يغمره الشجن مع نغمة يعلوها الإكتآب .
أنا زهقت … إتخنقت خلاص .
مفيش أمل … أنا وحيده .
كل حاجه بتعاندنى.
مفيش أى حاجه حلوه فى حياتى .
سكتت لبرهة ثم أكملت كلامها بسيل من الدموع حتى كدِت لا أفسر كلماتها من كثرة البكاء .
(منى ) ليست أول ولا أخر فتاه تعانى بسبب ذنب لم ترتكبه .
هى شابه على خلق ولديها حظ من الجمال وتخرجت بأعلى التقديرات وحصلت على وظيفه جيده…..وهى الأن فى أواخر العقد الثالث من العمر. ولكن هل ما وصلت إليه من تفوق جعل ألسنه الناس تتوقف عن السؤال المعهود”لما لم تتزوجى حتى الأن “؟بالطبع لا حتى أصبحت حيه بلا روح , تتجنب التجمعات خوفاً من لفـظ جــارح أو تلميــح قاتــل “من تحت لتحت ” إختفت الضحكه المليئه بالحيويه و التفاؤل. أهملت فى مظهرها وفى عملها وأصبحت بمظهر سيده فى الستين من كثرة الهموم و الأحزان.
لا أدرى من المسؤل عن الحاله التى تعانى منها منى .
هل هو المجتمع بمعتقداته الغريبه عن الفتاه التى لم تتزوج وكأنها تعانى من نقص ؟
غريب أمر هذا المجتمع يُشعر الفتاه وكأنما الزواج شئ يباع عند أقرب سوبر ماركت.
,هل هم الأهل بالضغط المستمر على أعصاب الفتاه بدافع خوفهم عليها وعلى حياتها من بعدهم ؟ كيف ستعيش ؟ ومن سيتكفلها ؟ ونسوا أن الرزاق هو اللـــــه جلَ جلالهُ.
,أم هم الأهل والجيران بكثرة الهمز واللمز ؟ فى رأيى المتواضع هناك مذنب جرمه أكبر ودوره أشد من هؤلاء . دوره يزيد من قوة هؤلاء بل ويضاعِف من تأثيرهم عليها . (((((((((نفسِــــــــــــها))))))))))

نعم هى بنفسها المسؤله عن هذا الواقع المرير الذى تعانيه
تبكى ليل نهار وتندب حظها العاثر وتقلل من نفسها حتى أصبحت أضئل ما تكون فى عينها – لحظه هل تتجرأ أصلاً وتنظر لنفسها فى المرآه !!!
قال الدكتور إبراهيم الفقى رحمه الله : لا أحد يستطيع أن يشعرك بشئ دون أن تسمح له أنت بذلك .
بمعنى أن الشعور موجود بداخلك وما أن يلقى أحد أى تعليق أو تلميح يصحو الشعور بداخلك ويتملكك . إذن من المذنب ؟ الم تسمحى لهم بإقتحام حياتك الخاصه . بل توغلوا حتى أصبحوا مصدر سعادتك وألمك .

هل تعتقدين أن سعادتك تتوقف على الزواج ؟ المال ؟ الذريه ؟ الجمال ؟ …وغيرها من الأمور التى قد تفتقدينها؟؟؟؟؟؟
لا والله إذا لم تكونى سعيده بتقبلك ورضاكى عن نفسك وحياتك ونصيبك قل أو كثر مما أوتيتى من جمال , مال …..فلن يزيدك الزواج إلا سخط .
لانك ببساطه تنظرين للزواج وكأنه البوابه السحريه التى يختبئ خلفها كل أشكال الــــراحه و المــــرح والســـعاده.
وتجدين نفسك أمام حياه كوبى بيست من حياتك قبل الزواج بل و زاد عليها مسؤليه زوج وأهل وبيت و أطفال …..أين الزواج التى كنتى تعلقين أمالك وسعادتك على أعتابه ؟
يقول الدكتور إبراهيم الفقى رحمه الله عندما سألوه عن تعريف السعاده : ((( إن السعاده هى الطريق ))) أى هى الوسيله وليست الغايه أبداً .
تبحث الفتاه عن السعاده فى الزواج ولا تجدها بل قد تجد زوجها ينتظر نفس الشئ فهو الأخر تزوج ظناً منه أن الزواج سيجعله سعيد !!!قد تبحث عنها فى المال فتجد أن كنوز الأرض لا ترضيها بل يصيبها الملل و يزداد حالها سوءاً حيث أنها بمجرد بلوغها الهدف الذى تطمح إليه وجدته سراباً .
وغيرها من الماديات الزائفه فالسعاده شعور داخلى أنت تضيفينه لكل ما تفعليه فى حياتك فبسعادتك تجعلين زواجك سعيد وليس العكس ….

عزيزتي\
لا تعلقى سعادتك على شئ فإن علقتيها على الزواج فقد حكمتى على نفسك بالتعاسه حتى تتزوجى ثم تصدمين حين تجدى أن زواجك لم يشعرك بالسعاده الغامره التى كنتى تنتظريها وخيب آمالك لانك أضعتى عمرك قبل الزواج هباءاً .
حينما لا تعلقى سعادتك على الزواج وترضى ربك وتتمتعى بحياتك وتستغلى كل لحظه فيما يسعدك ويحقق لك الرضا الداخلى عن ذاتك التى وأدتيها منذ زمن . كم المساحه التى تتبقى ليشغل تفكيرك تأخر زواجك وكلام فلانه وعلانه ؟
إذن فالحل يكمن بداخلك أنتِ لا بد أن تشعرى بالسعاده حتى تسّعدى بكل عمل تقومين به .
إجلسى مع نفسك ” لا مانع من مج من الشاى الاخضراللذيذ”وتحدثى مع ذاتك لتدركى كم أنتى جميله من الداخل ولديك الكثير والكثير من الأمور الممتعه التى يمكنك القيام بها لترضى ربك ونفسك وتكونى صاحبه شخصيه مؤثره كالزهرة الجميله التى تترك أطيب الأثر فى نفس كل من يتعامل معها .
قدرى ذاتك وحبيها فهى هديه الله لك روحك التى كبلتيها بالهموم وظللت السنوات تنظرين لما ليس عندك فشعرتى بالنقص وعدم الرضا حتى تخاصمتى مع نفسك فتكادى لا تفهميها ولا تعرفيها وهى أقرب ما تكون .
من أنتى ؟
وما دورك فى هذه الحياه ؟
هل خلقك الله جلّ جلاله لتنتظرى الزواج ؟
تعتقدين أنها أسئله بسيطه, إذن أسمعينى جوابك . هل تعرفين عن نفسك السعادة ؟ الرضا بما قسمه الله ؟ القناعه ؟ . أم إجابتك لا تخلو من نفســيه مدمره وجرعه من السلبيات تهلك روحك وتُذبل شبابك .
يقول الله عز وجل فى القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِن فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة طَيِّبَة }
أتعلمين بحثت فى عده تفاسيرعن تفسير “حياة طيبة ” وجدت القناعه و السعادة و الرزق الحلال و اللذه التى لا توصف عند طاعه الرحمن …..
ولكنى لم أجد الزواج !!! هل نبهتكى هذه الأيه لشئ أنتى غافله عنه ؟
نعم إنه ما يجول بخاطرك الأن . أن السعاده لا تنحصر فى زواج .
الا ترين حولك الكثير من الزيجات الفاشله ؟ أو التى تعانى فيها الزوجه من زوج عاصى لا يتقى الله فيها ولكنها تتحمل حياه تعيسه خوفاً على الأولاد ؟أظن أننا وصلنا لنقطة إتفاق أن سعادتك ونجاحك و شعورك بالرضا لا يتوقفوا على الزواج . فعندما تنجحى وتســعدى بنفســك حينها تبنى حياه سعيــده ســواء بوجــود زوج أو لا .
الجئي لله عز وجل هو الهدف الأساسى و بها كل مشاعر السعاده التى لا تجديها غير فى دمعه فى ركعتين فى جوف الليل أو صدقه فى السر أو مسح على رأس يتيم ….وغيرها من الطاعات التى تغمر قلبك بالسعاده . وكما يقول الشاعر :
فليتك تحلو والحياة مريــرة وليتك ترضى والأنام غضابُ
و ليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خـرابُ

تصالحى مع نفسك وأحبيها و لا تنتظرى أن يتقبلك الناس ويتعاملوا معك بتقدير طالما أنك لا تقديرى نفسك .
تنظرى لنفسك بإزدراء وتوجهين إليها آلف الإتهامات و الرسائل السلبيه ثم تشتكى من سوء معاملة الناس !!!
تقبلى شكلك , مستواكى , ووضعك حينها فقط تظهر قدراتك و مواهبك التى لا تدرى عنها شئ و سنكتشفهاً معاً إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى