همسات خاصة جدا للزوجة 2019

إليكِ أبعث خطابي بحروفٍ تتباهى وهي تكتب لكِ؛ لأنها تُشبِهك فهي لك، تُخاطِب مَن كرَّمها الله ورسوله، وجعلها قدوة يُحتذى بها، إليك يا مَن تقوم بأعظم مهمة عجَز عنها الكثير، ألا وهي التربية وإدارة عائلة، إليكِ يا مربِّية الأجيال، ودونك لن تقوم أُمَّة ولن تنهض، إليكِ يا ريحانة سيكون خطابي، يَخُطه إليكِ قلم من بني جنسك، يتمنَّى أن يراك كما يتمنَّى.

أيتها الزوجة، اختارك الله لتكوني رفيقة دَرْب لرجل، وعلى أساس هذا الاختيار أنت كُلِّفت بمهمة، ألا وهي: الوقوف بجانبه، وتَحمُّل مشاقَّ هذا الدرب، ومشاركة لحظاته معه بحلوها ومُرِّها، ومشاركته تفاصيل حياته كلها بما يرضي الله، وليس بما يُثير سَخَطه سبحانه وسخط الزوج عليك، قَبُولك الزواجَ منه كان توقيعًا منكِ على ميثاق حبٍّ أبديٍّ له، ستَلتزِمين به أمام نفسك، وستحبينه كما لم تُحِب امرأة من قبل، لكن لا تأخذي بنصيحة من تقول: انسيه كما ينسى الرجال! الرجال لا ينسون ألا مَن اختارت سلفًا طريقًا مغايرًا لهم، أو سارت معهم الطريق لكنها حولَّته لجحيم لا يُطاق، سيرى طريقك معه كأم تخاف عليه من نفسه، وكرفيقة تسمع همسات بوحه، وحبيبة تُشارِكه نبضات قلبه! أتظنين رجلاً يجد هذا بصدق ويبتعد؟! الحياة معه ما هي إلا جسدان بقلب واحد، حتى لو افترقا جسدًا، تبقى الأرواح مُجتَمِعة.

أيتها الزوجة، حين تَفقِدين رُوح الزوجة معه، لن يُعيدك إليه كلُّ عمليات التجميل وماركات الملابس الباهظة، القلوب لا تَعترِف بالمال؛ لأن حديثها نَبْض وهمسة ونظرة حب وإحساس مُشْبَع بالاهتمام، وهذه لن تأتي بها الزينةُ وحدها، فلا تهلكي نفسَك بأمور سطحيَّة، وحاولي إحياء شهرزاد داخلك، حينها ستجدين رفيقَ دَرْبك الذي ضيَّعته في متاهات الحياة السطحية، لا تجعلي الهاتفَ وصديقاتك يسرقونك منه، وحين تنتهين من كلام لا ينتهي، تستغربين صمتَه وضَجَره، وكأن مَن يعيش معك عبارة عن قطعة من حجر! حاولي التجاوز عن تصرفات تَبدُر منه في لحظة ضَعْف أو تَعَب، ولا تُطالبيه أن يكون مَلاكًا؛ لأنك أنت لست كذلك! ما دُمتِ دخلت بيته فأنت مؤتمَنة على عِرْضه وماله وبيته، وكل شيء يَخُصه، فأدِّي الأمانةَ، واحفظيها كما يجب، يحفظ الله لك بيتَك سالمًا من كل خَدْش أو فُطُور، استشعري فقط أنك تُمثِّلين أمَّك، وتعكسين تربيتَك من خلال تَعامُلك معه، حينها لن ترتضي لأمك وأبيك بأي كلمة جارحة تخدش بتربيتهم، ترفَّعي عن كلِّ صغيرة، وارتقي بخُلُقك وفِكْرك وكلامك وتَصرُّفاتك، وكوني قدوة في مجتمعك الصغير، وقرِّي في بيتك، واحفظي عهدَ أبيك، ولا تكوني تابعًا لكل ناعق يريدك بضاعةً رخيصة لكل رخيص، واقتدي بأمهات المؤمنين؛ فهن مدرسة رُوحانيَّة وقدوة في التعامل والتربية، فهل تتركين قدوةً تجعلك نجمًا في سماء الحب، وتتَّبِعين مَن يريدك زهرة يُزيِّن بها مائدته ليلاً، حتى إذا بزغت الشمس وذبلت، رَماها في أقرب مكان للنفايات؟! خُلِقتِ كريمة وستبقَين، ولا كرامة ولا عزة إلا بجانب رجل اختاره الله لكِ، لتكوني ريحانةَ بيته، حواء التي يَسكنها الطِّيبةُ والرِّقة والحنان لن تَفشَل في كَسْب رجلٍ لا يريد منها سوى أن تَسمَعه في لحظة ضَعْف، وتَهتمَّ به لحظة تَعَب، وتُفرِحه لحظة حُزْن، وتُعينه في شدة، فكوني له أربعًا، يكن لك فوق ما تُريدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى