همسات باذن الزوج 2019

أيها الزوج، ليس من المروءة في شيء أن تُذيب وجودَها لتعيش أنت كما يحلو لك، ولا تنسَ أن لديها أحبابًا تتمنَّى رؤيتهم، وهم من كانوا سببًا في قَبُولها إياك، فلا تمنعها عنهم.

أيها الزوج، كلما وهبْتَها حبًّا، سكبتْ في آنيتك سعادةً لا تنتهي، فكن سيَّدها وستجدها شهرزادك دائمًا، يا مَن تَحمَّلتْ لأجلك الكثير، هلا أعطيتَها من وقتك القليلَ؟ لا تجعل قدوتك كلَّ تافه وساقط، وليكن قدوتك نبيك محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ فقد عاش مع عائشة أم المؤمنين أعظمَ وأطهر قصة حبٍّ وهي زوجته، فلا تظن الحبَّ يأتيك من خارج بيتك وما أحلَّ الله لك، بل لا حبَّ سوى لامرأة هي لك وحدك، وليست لبضاعة رخيصة معروضة على طرقات المارين.

أيها الزوج، إن أكرمتها فأنت تُكرِم نفسَك، فهي تَحمِل اسمَك، وإن أسعدتها فأنت تَغمُر بيتك بعبير السكينة والهدوء والسعادة، تنتظرك لتقوم بخدمتك، فهل انتظرتها بعض الوقت وهي تُلملِم شَتات قلبِها الممزَّق؛ لتتعلَّم كيف تُحبك بطريقة لا تجعلها تَستقِل قطارَ الندم والحسرة دائمًا؟ تتذكَّر كلَّ أحبَّتك، هلا تذكَّرتَها يومًا بهدية تُثبِت لها فيها أنها ما زالت المرأة الأجمل في حياتك؟

أيها الزوج، هي ليست جارية، فلا تجعل نفسك سيدًا مالكًا لها، بل كن أميرًا يتربَّع على عرش قلبها، إن ألجمها خُلُقها عن التجاوز معك، فلتُلجِمك شهامةُ الرجال عن الاستقواء على رعيَّتك؛ ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيَّته))، قالها الحبيب المصطفى، فهل كنت مسؤولاً بمعنى الكلمة عليها، أم أن نزواتك أنسَتْك مَن يجلس يَنتظرك بكلِّ الحبِّ والخوف والاهتمام والوفاء، وأردتك في مركب لا ساحل له ولا مَرسى؟.

أيها الزوج، هي أمانة عندك، سلَّمها لك ذلك الرجل الذي وضعتَ يدك في يده ذات يوم، صُنِ الأمانةَ وراقبها جيدًا دون تشديد وإحراج ودون إسراف، واتَّبع الحكمةَ والموعظة الحسنة لتقويمها، ولا تنسَ أنها خُلِقتْ من ضِلْعك وخُلِقت لكَ، ولم تُخْلق لسواك، فلا تُضِعْ أمانةً سيسألك الله عنها يومًا!
• • • • •

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى