هل سمحت المخابرات التركية بقتل خاشقجي ؟؟

السودان اليوم:

اغتبال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في تركيا و تقطيع جثته على يد فريق من المخابرات السعودية، أعاد للأذهان الحوار الذي أجراه خاشقجي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد ثلاثة أشهر من الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا في 15 تموز / يوليو 2016.

لقد نجح الإعلامي خاشقجي في ذلك الحوار الذي نشر على قناة “روتانا خليجية” في 2 أكتوبر 2016 في فضح وتعرية أردوغان، إذ طرح عددا من الأسئلة من حيث اختيار وطرح الأسئلة وانتظار الأجوبة، الأمر الذي أربك أردوغان وجعله يتجنب الإجابة بصورة مباشرة أو غير مباشرة على معظم الأسئلة ويتطرق إلى قضايا أخرى لا تمتّ بصلة إلى السؤال المطروح.

ولعل أهم السؤال الذي طرحه خاشقجي على أردوغان بعد أن تحدث عن عملية “درع الفرات” التركية على الأراضي السورية كان: “هل كان الجيش التركي في الماضي قبل محاولة الانقلاب الفاشلة معطلاً لخططكم في سوريا؟”.

لقد رأى آنذاك محللون، منهم الكاتب السعودي طراد بن سعيد العمري، أن طرح خاشقجي هذا السؤال أبرز حرفيته الإعلامية تمامًا، ولذلك لم يجب أردوغان على السؤال حتى بصورة غير مباشرة، واكتفى بالتعرض للدوافع والضروريات التي دفعت بتركيا إلى خيار التدخل العسكري في سوريا بعد أن تجنبت ذلك طيلة السنوات الماضية.

لا شك أن سؤال خاشقجي هذا قاد بالمشاهدين إلى كشف الستار عن اليد الحقيقية التي تقف وراء الانقلاب الفاشل، حيث إن الجيش كان على اختلاف صارخ مع أردوغان في التدخل عسكريا في سوريا، وجاء ذلك على لسان رئيس الأركان السابق وزير الدفاع الحالي خلوصي أكار، حيث رفض ذلك في فبراير/ شباط 2016 بصورة قاطعة، معلنًا استحالة هذا الأمر ما لم يكن هناك قرار صادر من الأمم المتحدة، الأمر الذي أحبط آمال أردوغان من جهة، ودفعه إلى البحث عن بدائل أخرى في هذا الصدد من جهة أخرى.

وهروب أردوغان من الإجابة على هذا السؤال الضروري أثار بطبيعة الحال لدى المشاهدين المنتبهين شكًا في أن يكون الرئيس أردوغان من يقف وراء هذه المحاولة الانقلابية من أجل تصفية الضباط والجنرالات المعترضين على التدخل في سوريا وإحلال الموالين له لكي يتمكن من تنفيذ “خططه” ومشاريعه في سوريا والمنطقة عامة.

والسؤال الآخر الذي أحرج خاشقجي به أردوغان هو: “هل تمكنتم من إزاحة الستار عن القوة الأجنبية التي دبرت محاولة الانقلاب”. إذ لم يجب أردوغان على هذا السؤال ولم يذكر اسم أي دولة أجنبية، بل تطرق إلى روايته الرسمية التي تقول بأن منظمة فتح الله كولن هي التي تقف وراء هذه المحاولة، على الرغم من أن إعلام السلطة يتهم بصورة صريحة الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالوقوف وراءها، وإلا فلماذا احتجز أردوغان القس الأمريكي أندرو برانسون.

كما أن سؤال خاشقجي عن موقف تركيا من التدخلات الإيرانية في سوريا خاصة والمنطقة عامة كان من الأسئلة التي فضحت وعرّت أردوغان، حيث إن جواب أردوغان لم يستطع أن يفسر سياسته التي تسعى إلى إسقاط الدولة السوري ةبقيادة الرئيس بشار الأسد من جانب، وتعقد علاقات إسراتيجية وتجارية مع إيران التي تعتبر أكبر حليف للحكومة السورية من جانب آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى