هذيان على نافذة البوح
هذيان على نافذة البوح
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضرت الى هنا بلا أفكار ، أو حتى مضمون لنص بذاته ، أحببت أن أخرج قليلا عن الحكايا ، أجزم أنه شوق للخربشات ، أو للكلمات التي تأتي من هنا وهناك لتلصق على جدران صفحتي المتواضعة .
ما أجمل أن تعانق البسمة شفاه المحروم ، وأن نزرع الأمل في نفس كل مهزوم ، وأن نروي جفاف كل القلوب العطاشى ، ففيها أجر للكاتب على علاج النفس المهزوزة أو لنطلق عليها نفوس تبحث عن بارق أمل .
سأحكي لكم قصة سمعتها من أبي ذات مساء
يحكى ياسادة ياكرام ، بأنه كان في زمن من الأزمان ، فتاة جميلة يغار البدر من نور خديها ، كانت متفوقة بكل شيئ ، وكانت وحيدة أبيها في هذا الوجود ، كانت تهتم بدراستها كثيرا ، حتى أن وقتها كان بثمن ، كانت تحب الآثار كثيرا ، حتى أنها دخلت قسم يهتم بالآثار ، كانت متمسكة بالماضي كثيرا ، تحاول أن تحييه من جديد
وفي أحد المرات كانت كلفت مع مجموعة من صديقاتها بالجامعة بأحد البحوث ، والبحث كان يتضمن منطقة أثرية بعيدة عن القرية التي تسكنها تلك الفتاة ، ويكون مضمون البحث معاينة تلك المنطقة ، وتحليل أدق تفاصيلها الأثرية .
كانت المنطقة المقصودة جبلية وبها طرق شائكة ، ولكن ايمانها كان يزداد لكشف ذلك الغموض ، عندها فقط قررت اخبار والدها بذلك .
وافق والد الفتاة ، ثم تحركت الفتاة حتى وصلوا الى الموقع ، بدأ الجميع بأستكشاف ذلك المكان الغامض ، ولكن فضول تلك الفتاة جعلها تبتعد وتبتعد وتبتعد عن الجزء المخصص لها
حتى أبتعدت عن المجموعة كثيرا ، وبعدها أدركت بانها تائهة وسط تلك كل تلك الجبال والأودية ، ثم دخل الليل يجر ظلامه الحالك ، بحثت عنها كل صديقاتها ومن كان معهم ولكن دون أية فائدة
أما الفتاة فأخذت تمشي وتمشي حتى وصلت الى أحد الأكواخ القديمة ، وجدت أن داخلها مضيء ، حتى أن نوره كان يتسيد تلك الظلمة ، لم يكن لها خيار الا طرق باب ذلك الكوخ ، انفتح بعدها الباب ببطىء شديد ، وظهر لها شاب بنفس عمرها تقريبا ، فحكت له كل القصة ، فدعاها ذلك الشاب للدخول الى الكوخ ، وكان بداخله سرير واحد فقط ،وقد كان ضيق بحيث لا يتسع الا لشخص واحد
عندها دعاها الشاب لكي تنام على ذلك السرير ، أما هو فأفترش الأرض بعد أن فصل الكوخ الى قسمين بثوب كان عنده ،أحب أن تأخذ الفتاة راحتها وأن تنام وهي مطمئنة ، بعدها نام بجانب تلك الشموع الموقدة بذلك الكوخ
أنا على يقين أن أي فتاة كانت في موقفها ، لن تنعم بنوم طيلة ليلتها من الخوف والقلق ، ولكنها لاحضت شيئا من الخيال ، شيئا لا يتصوره عقل أبدا
رأت الشاب يحرق أصابعه ، فعند كل ساعة يحرق أصبع من أصابعه ويكتم ألمه بداخله لكي لا تستيقظ الفتاة ، ثم ظهر بعدها الصبح بنوره المضيء
فما كان من الشاب الا أن أوصل تلك الفتاة الى قريتهم ، ثم رجع بعدها من حيث أتى من خلف تلك الجبال.
حكت الفتاة لوالدها كل ماجرى بعد أن وصلت الى حضنه والدمعة بعينها ، فقد كانت تتصور بانها قضت تلك الليلة مع أحد المشعوذين ، حاول والدها أن يخفف عنها تلك الحالة ، ولكن الفضول يمزقه ليعرف قصة ذلك الشاب.
بعدها قرر أن تدله الفتاة على الموقع والطريق الذي أخذته في السير ، ثم قام بالرحيل لوحده ، حتى وصل لذلك الكوخ ، وطرق الباب ، بعدها خرج له ذلك الشباب ، وآثار الحروق بادئة على أصابعه .
فقال له بانه قد تاه وسط الجبال ، حتى أوصله القدر لهذا الكوخ ، ثم طلب من الشاب أن يدخل الى أن يأتي الصباح ليدله ، لأن الطريق طويلة ، والحيرة تعتري والد الفتاة من الشموع والحالة المزرية لذلك الشاب
ثم سأله عن تلك الحروق بأصابع يده وهنا كانت المفاجأة
…… ساترككم هنا……
أعذروني ولكن لي عودة للتمة
دمتم بود